صحيفة المثقف

أمسية ثقافية في النروج بادارة الاديبة زكية خيرهم

1380 muftiزكية خيرهم تعيد الحياة الى الصالونات الادبية في النرويج، والدكتور والمؤرخ المغربي علي الادريسي يبارك الخطوة ويدعو الى انتقال هذه الصالونات الى بلداننا. .

 أقامت الكاتبة زكية خيرهم رئيسة رابطات كاتبات المغرب في النرويج امسية ادبية ثقافية في يوم  الخميس الماضي  في دارها الواقع في العاصمة النرويجية اوسلو. كان زوجها الموسيقي مصطفى كاظم يستقبل الضيوف وهو يرتدي الزي المغربي التقليدي وكعادته لم تفارقه ابتسامته الطيبة.   

اقيمت هذه الامسية على شرف الدكتور والمؤرخ المغربي علي الادريسي.

 ابتدأت الامسية بكلمة ترحيب من الاديبة زكية خيرهم ابتدأتها ببعض الابيات الشعرية.

عَلَيْكمْ مِنَّا سَلامُ الله مَا سَطَعَتْ

شَمسُ الضُحى وأنَارتْ سَائِر الحَدَبِ

عَلَيْكُمْ مِنَّا سَلامُ الله مَا انْهَمرَتْ

بِالغَيثِ مزنٌ وما تَسقِيه مِن عُشْبِ ....

تتمتع الاديبة زكية خيرهم بقدرة رائعة على الالقاء فتمكنت من خلق أجواء رائعة بحرارة ترحيبها بالضيف والضيوف.

ثم القيت كلمة جمعية موزائيك المغربية والناشطة في النرويج ، واعلنوا عن المحاضرة التي سيقدمها  الدكتور علي الادريسي لاحقا في مكتبة Furuset .

ألقى الكلمة السيد عاشور حماد والذي ابتدأ كلمته كذلك بأبيات من الشعر مرحبا بالضيف والضيوف:

أتيناكم لنهديكم أزاهيرا وريحانا

بألحاننا نصوغ لكم فنون الشعر ألوانا.

ثم اعطيت الكلمة بعد ذلك للسيدة غادة نوباك من القطر اللبناني ولم تختلف عن الآخرين حيث بدأت حديثها بأبيات جميلة من الشعر قالت في مطلعها:

تحية طيبة اصدقائي وصديقاتي

أنا ما قمت هنا مُبتدرا       ساحةَ النّظم فلستُ بالملي

أنا ما قُمتُ هنا مُفصّلا      لأمورِ خَفِيَت كي تنجلي

إنّما ٌقُمت هنا مُرحِّبا        بكُمُ في حَفلنا والفخرُ لي.

ثم تناولت معركة أنوال التاريخية وتأثيرها على حياة المنطقة.

القى بعد ذلك السيد عاشور حماد قصيدة باللغة الامازيغية وأعطى الميكرفون الى الروائي والمستشار السياسي محمد سيف المفتي، الذي رحب أولا بالضيف بدمج كلمات مغربية مع الامازيغية واختتمها بالعربية الفصحى. أضفت جوا من المرح  والبهجة  بين الحضور.

ثم قدم نفسه مع وجع العراق

وقال :

" يا سيدي انا ابن العراق ولدت والعراق جريح..   انا ابن الحسين هذا الجرح المتجدد الفتي، وانا ابن الانفال والتهجير وابن الموصل هذا الجرح الحديث الندي.

زرعت امي في داخلي ثورة وسقاها ابي، وعملني أن اكون صادقا في ثورتي وغضبي ..

و كذلك قلمي حصان جامح يكتب ما يؤمن به ويبدع حين يعلك الموضوع عصبي.."

و بعد ذلك قارن شخصية الضيف مع شخصية عبدالخالق السامرائي. ثم القى القصيدة الامازيغية التي تعاون على ترجمتها مع الروائية زكية خيرهم بالعربية. كان هناك مقطع  نال استحسان الحضور:

رفع جدي رأسه ونظر في عيني

جدي رجل امازيغي.. ريفي..  ثائر عصبي

ما دفنوه وما قتلوه

هم الارانب ..يا حفيدي.. حتى في مماته يخافوه

بعد ذلك القت رئيسة اتحاد النساء العربيات في النرويج الناشطة امتثال النجار كلمة ذكرتنا بوطن المقاومة فلسطين وأثنت على شخصية عبدالكريم الخطابي رحمه الله وعلى نضاله وزهده في الحياة. 

بعد ذلك القت السيدة زكية خيرهم قصيدة  بالعربية  القيت أولا بالامازيغية من قبل عاشور حماد. الاولى باسم (أكتب في الصخر معاناتي). تم بعد ذلك تقديم العشاء الذي احتوى على اهم الاطباق المغربية . البرقوق، الكوسكوس، الطواجن والبسطيلة وغيرها.

بعد الحلويات المغربية والشاي المغربي قام الدكتور علي الادريسي بتقديم محاضرة بسيطة عن اشكالية بناء الدولة واثنى على المقيمين على هذه الجلسة الثقافية وقال أنها تبشر بمرحلة انتقالية اذا تمكنا من نقل هذا الفكر الى البلدان العربية، وترويج لثقافة الحوار مع قبول الغير وقبول الاختلاف. وفتح بعد ذلك باب النقاش الذي اثراه السادة الحضور جميعا اخص بالذكر الدكتور سليم نزال والدكتور جعفر صاحب وقرينته الدكتورة وسن والدكتور حسن الحسيني   وقرينته الشاعرة العراقية غادة عريم والمدير الاداري في بلدية اوسلو الشاب العراقي المتميز جعفر التميمي، بالاضافة الى كل اعضاء جمعية موزائيك والضيوف. استأذن الضيف من الحضور قائلا " كنت أتمنى أن اجلس معكم لوقت متأخر لكنني احتاج الى الراحة، لقد جئتكم مباشرة من المطار وكانت يوما شاقا" 

الحقيقة كانت ارواح مي زيادة واحمد شوقي والعقاد حاضرة الجلسة. شعر الحضور فعلا بعودة الروح الى الصالونات الادبية والفكرية التي كانت نشيطة في منتصف القرن الماضي.

وأكدت السيدة زكية خيرهم بأنها ستحي مفهوم الصالون الادبي في النرويج لتنتقل عملية الاحياء هذه الى بلداننا.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم