صحيفة المثقف

مفهوم حق الشعوب بتقرير مصيرها.. لصالح من؟

ibtesam yousifaltahirيعتقد البعض ان مبدا حق تقرير المصير، ينطبق على كل الشعوب والقوميات..حتى التي تتمتع بالامان والسلام في ظل الوطن الذي تتعايش فيه مع القوميات الاخرى.

هذا المبدأ ووجد للخلاص من المستعمر ولتحرير الشعوب التي استولت عليها الدول الكبرى..اما ان نقسم كل دولة وفق المبدأ القومي او الطائفي فتلك هي العنصرية بكل اوجهها القبيحة. وتلك دعوة لاشعال فتائل لحروب داخلية كما يحصل في جنوب السودان بعد انفصاله عن الدولة الام!

واذا كان أمر اي من تلك الشعوب بيد عصابات اغوات لا همّ لها سوى مصالحها الشخصية وملأ جيوبها باموال الشعب..فلنقرأ على مصير الشعب ذاك السلام.. كما يحصل اليوم للشعب الكردي العراقي فالاستفتاء الذي دعا له الاغا مسعود حاكم كردستان، بعيد عن صالح الشعب الكردي. فلا مسعود ولا غيره من القيادات الكردية يحفلون حقا بالقومية الكردية؟

التاريخ السياسي لأكراد العراق منذ الاب الروحي مصطفى البرزاني، يشير الى ان قياداتهم جعلت من اكراد العراق ورقة رابحة بيد اللاعب..فقد تحالفوا مع شاه ايران ضد اكراد ايران وضد العراق، البلد الذي آواهم حين هربوا من بطش الحكم التركي ضد الاكراد. واتفاقية صدام مع الشاه في 1975كانت لإيقاف التعاون بين الشاه واكراد العراق.

اما تعاون القيادات الكردية مع الحكام الاتراك ضد اكراد تركيا تشير له الاحداث وتدخل تركيا السافر. كل ذلك يدل على بعدهم عن القومية الكردية وكذبة ادعاءاتهم!

فلو سلمنا جدلا ان العراقيون وافقوا على الاستفتاء. فمن يضمن لنا عدم تكرار تجربة التسعينات حين جعل الامريكان شمال العراق (Free Zone). نذكر كيف احتدم الصراع بين الاغوات آل مسعود وآل طلباني! في تركيا التقيت بعوائل كردية هاربين من شمال العراق وحكوا لي عن مايفعله كل طرف حين يهجم على قرى الطرف الاخر من نهب وسلب! من يضمن ان الصراع ذاك لن يعود خاصة وامريكا زودتهم بالسلاح لاستمرار الصراع، لتحقيق مشروعها الاول في تقسيم تلك الدول وجعلها ضعيفة متخلفة حتى لو تحالفت مع اسرائيل، كما هو حاصل بين القيادات الكردية وحكام اسرائيل! 

يؤكد الكثير من المحللين السياسين ان مسعود ادخل "الإقليم في نفق مظلم من الصعب الخروج منه، إذ أن بارزاني لم يحسب حساباته مع الداخل والخارج.. ".

فمع غلق الحدود ومنع تصدير النفط سيتورط بارزاني .. ويواجه ملفات كبيرة، وربما عقوبات دولية أو دبلوماسية ستتخذ بحقه.

وكانت أنقرة قد أعلنت إغلاق الحدود مع كردستان ومنع تصدير النفط من الإقليم عبر تركيا. وأعلنت إيران اتخاذ إجراءات لإغلاق المنافذ مع أربيل، فيما يتوقع مراقبون أن تتخذ الحكومة المركزية في بغداد خطوات جادة لانقاذ الشعب الكردي والمحافظة على وحدة العراق.

وبعد التصريحات السياسية تؤكد "إن الإجراءات التي اتخذتها إيران وتركيا هي إجراءات طبيعية لمؤازرة الحكومة العراقية، وللحد من الاتجاه نحو الانفصال في ظل الامتداد الديموغرافي للأكراد في البلدين".

 ولكن الحقيقة انه لا تركيا ولا ايران يهمهما مصلحة العراق وحكومة بغداد، لكن خوفهما من نجاح الاستفتاء وقيام دولة كردية سيشجع اكرادهم وهم اكثر عددا، ومضطهدين على عكس اكراد العراق الذين كلما اخذوا حقا من حقوقهم ابتدعوا سببا للتناحر مع حكومة المركز، لإضعاف الدولة.. فلماذا الاصرار على الاستفتاء الان والبلد لم يتنفس الصعداء بعد تخليص الموصل من براثن داعش؟

اذن هي محاولة لإبتزاز حكومة العراق. فمسعود امتنع عن دفع رواتب (البيش مركة) الجيش الكردي، والموظفين الاكراد ووألقى باللائمة على الحكومة المركزية! لتأجيج مشاعر الحقد والكره ضد حكومة العراق!

إذن على اكراد العراق أن يعوا المطب الذي تحفره قياداتهم.. ويقفون ضد مخططات مسعود الغير مسؤولة والتي لا تخدم غير امريكا ومصانع اسلحتها.

فحكومة بغداد لو وافقت على الانفصال سيتباكى الاكراد حين يتعرضون لهجوم تركي أو ايراني!

 

ابتسام يوسف الطاهر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم