صحيفة المثقف

هل هذه هي نتائج تطوير التعليم!!

hamid taoulost2مند بداية العام الدراسي ووسائل الإعلام بكل أنواعها تطلع علينا بالكثير من الأخبار المتعلقة بـالأحداث والمشاهد الصادمة، التي تصبّ غالبيتها في خانة واحدة، لا تخرج جميعها عن كون العملية التعليمية تراجعت بفعل جميع الأطراف المشاركة فيها، من المعلم والمتعلم والمدرسة كبناية وأولياء الأمور، وما باقي العناصر المؤثرة فيها دور .

فما رصدته الصحافة، الورقية منها والالكترونية، من أحداث ومشاهد عاشتها أكثر من مدرسة في الفترة الأخيرة عبر التراب الوطني، لا فرق بين القروية النائية منها، وبين تلك الموجودة في وسط العاصمة الرباط، من مشاكل تميزت في مجملها بالخطورة، التي تستدعي التوقف الطويل عندها، وتلزم التدخّل العاجل للمسؤولين، وتوجب طرح الأسئلة المحيرة حول أسباب هذا الانهيار التي أصاب العملية التعليمية بكامها والتي هي في اعتقادي، أسئلة معقدة وضرورية، ومن الصعب الإجابة عنها في غياب الالتزام الأخلاقي والمهني والقانوني لكل المكونات المشاركة فيها، والتي بدون ذلك الالتزام، لن ينصلح حال التعليم في بلادنا، رغم كل المجهودات المبذولة وجميع المحاولات الإصلاحية السابقة، وذلك باعتراف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الذي صرح بأن التعليم لايزال في تراجع ملحوظ، وأن الدولة لن تتمكن أو تنجح في إصلاحه، ما لم يحمل المعلم والأستاذ والمدير والمفتش والمعيد وغيرهم من رجال القطاع، "هم الإصلاح"، ويشارك فيه، بدل أن يبقى مجرد خطاب ديماغوجي أيديولوجي، ومفاهيم ومصطلحات طوباويةٌ مثالية، يطالب بها الجميع ولا أحد يضحي من أجلها .. الشيء الذي أوصل التعليم، إلى هذا الحال الذي لم يعرفه من قبل، من غيابِ تام للاهتمام بوضعية المدرسة المغربية، التي أقرّ وزيرُ التربية الوطنية والتكوين المهني رشيد بلمختار أنّ التلميذ المغربي لا يحبها، دون أن يكلف نفسه السؤال عن سبب كره ذاك التلميذ لتلك المدرسة بالذات، ولماذا فضاء المدرسة المغربية غير محبّب لديه، وهل ذلك راجع لكون إدارة المدرسة تتسم بالعنف، الذي يُفضي إلى ما يتخبط فيه التلاميذ من مشاكل نفسية، وتدفع لنموّ النزعة الانتقامية لديهم، والتي تكون في الغالب الأعم سبب طردهم، كما حدث في إعدادية واحدة بمدينة بالرباط لوحْدها، طرْد 60 تلميذا، بسبب سلوكهم العنيف، وفي إعدادية أخرى طُردَ أربعة وعشرون تلميذا .. حسب المُعطيات الصادمة التي كشفت عنها تقارير "الجمعية المغربية للإنصات والتحاور " ..

إن إصلاح الشأن التربوي والتعليمي في بلادنا، أعمق بكثيرٍ ممّا يرَاه بعض المسؤولين ويختزلونه في ذاك التطوير السطحي للمناهج، والذي تلجأ إليه الدولة كلما فشلت فيه الوزارة المكلفة به، لكون التعليم عملية غير منضبطة بكاملها، وتتطلب تدخلا حاسما وشاملا لكل مكوناته، أما الإصلاح الذي يُتحدث عنه مند زمان، والذي نحصد اليوم نتائجه المخيبة للآمال، فهو إصلاح نسمع عنه ولا نراه.

 

حميد طولست

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم