صحيفة المثقف

لو كنتُ حبشياً

منذُ بُـعِـثَ الشعراء ِ في تؤدة ٍ

وهي تمضي بعذوبة ٍ إليه ِ

saad alsalehi2

لو كنتُ حبشياً / سعد الصالحي

 

في البدء ِ كانت البقرة

بسحنةٍ تَكَـهَّـنَتْ أني من أصـــقاعٍ جبلية

أو وريث كل أهوار الدنيا بلسانٍ عُماني

لو كنت حبشياً

لَما كُنت ُ مع الفوضى

في رمادها الأخيرِ على خط الناسِ

ساعة َ اقتحمَ الحلم بيننا

صعلوكٌ بنابٍ وحيدٍ

سَألَنا :

هل من مزيدْ ؟

فصحونا فجر الغدِ التالي

أقلّ كثيراً من مملوكٍ

يتبختر ُفي ساحة الميدانِ

قلتُ :

هل ستدلُّ البصمات عليهِ

أم قوافي شعرهِ البالغة من العمرِ جدرانَ حاناتهْ ؟

لكنِّي تلـبّـَـثْـتُ

أستمتعُ بهطول الجداولِ

فلا أتذكر قمةً ..

ولا أتوددُ إليه مرتاباً أنه استقبلني بالورودِ

وهو الصارخُ

ها أنذا قادمٌ إليكَ وأنتَ الخائفُ مما لا أريد .

وأسرفتُ بالنبيذِ

فلاحَ لي صبيٌّ

يلوِّحُ بالألقابِ على قارعة اللصوصِ

بانتظارِ من استطاب الســكوتَ ليحيا

ويدفعُ الأربابَ للنعيم ..

فتشرئب نياق الحزنِ با لأعناقِ

وكذاك العنادلُ

معي

لا تسكن الصحراء والعقبانُ فيها محض قسوة .

ترى هل فتحتُ باب الظلِّ

فوجدتُ النورَ في أرضٍ حرام ؟

أم أحصيتُهُم في قنابرِ التنويرِ

وعدتُ بالشهداءِ خاليَ السطوع ..!

فلماذا يستنكرُ الإلهُ أسلافنا

بعدما غض َّ الطرف َ ولا دجلةُ يجمعُ بيننا ؟

بل بيني وبينهُ اختلافٌ

يعودُ مع كل أنينٍ طِفلٍ يبتهجُ بالنشيجِ

وبهِ من وحشةِ المسيح ما لم تكتمل رؤاهْ

متسائلاً ما ذنبُ الخشبةِ في ابتكار ِ الصليب ؟

كان واطئاً كأي ملكٍ لن يعيدَ ترتيبي

فلقد وُلِدَ مختلفا ً

منذُ بُـعِـثَ الشعراء ِ في تؤدة ٍ

وهي تمضي بعذوبة ٍ إليه ِ

إلا تلك التي تظل في الحنجرة ِ

حتى اللحظة ِ الأخيرة.

 

شعر : سعد الصالحي

نيودلهي 2017

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم