صحيفة المثقف

المرأة والصنم (1)

najib tala2عودعلى بدء: السؤال المحوري الذي يمثل صُلب هذا المنجز يمكننا طرحه في الصيغة التالية: لماذا هذا الاهتمام المتنامي بالإتحاد (الصنم)؟ إن طبيعة الرد تكمن في تسلسل الأحداث والقضايا؛ التي تفرض نفسها ولها مرجعيتها التوثيقية؛ حسب ما هو متاح لنا؛ لكي لا نختلق الأحداث أو نفتري على طبيعة المعطيات التاريخية؛ بل نحاول كما أشرنا مرارا؛ ممارسة التحليل والتفكيك عن جوانب مستعصية عن الفهم في رحاب [صنم الكتبة] ومن البدهي أن يكون هناك خلاف وإختلاف ﻓﻲ وجهات النظر؛ حول الحقيقة ومنهج البحث عن الأحداث ومعطياتها؛ وهي أساسا مقصد تفعيل الجدل الفكري الحقيقي والمنتج . وبهذا يصبح الفعل التاريخي؛ المدون في لحظته هنا أوهناك هو الحاسم؛لأن التاريخ أساسا عبارة عن سلسلة آثار مرتبط بعضها ببعض؛ وبها يتصل بما مضى عن اللاحق الذي هو الحاضر؛ ولا يمكن فصل المعطيات عن طبيعة مؤثراتها السلوكية والاجتماعية والسياسية؛وبالتالي فالمؤامرات التي عَرفها ويعرفها (الاتحاد) له طبيعة سلوكية؛ تخفي مفهوم [الزعامة] التي تجعل الفرد يطمح/ ينوي/ يحلم / أن يكون زعيما فوق الجميع، هي السبب المباشر الذي اغتال ثقافتنا وهي التي وأوصلتنا الى مظاهر الانحطاط المؤجل ! وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون المناورات والمواربات والمؤامرات؛ وفي غياب الوضوح النسبي سواء الآني أو البعدي؛ يفرض لامحالة إعادة النظر في كل الممارسات والأفعال والخطابات فيما يتعلق بالشأن الثقافي الذي لا ينفصل عن الشأن السياسي والاجتماعي؛ فحينما نقرأ: ... إني ترأست الاتحاد لمدة ثلاث ولايات متتالية. وكان الاتحاد بالنسبة لنا جميعا ككتاب، هو اتحاد للجميع، ولكل المثقفين، والاتحاد حر، ليكن المثقف منتميا إلى هذا الحزب أو ذاك، فهذا عمل خارجي. أما داخل الاتحاد فهو عضو اتحاد كتاب المغرب. والاتحاد لم يعرف في هذه الحلقات الثلاث التي توليت فيها الرئاسة انحيازاً حزبيا ولا تفكيراً منحازاً لأي جهة كانت (1) كلام في منتهى الوثوقية؛ ولا يمكن للمرء إلا أن يصدقه؛ باعتباره صادر من رجل له قد م راسخ في المجال الثقافي والفكري؛ والذي يفرض الصدق والانسجام مع ذات القول؛ أما الأصوات التي كانت تذكي انوجاد حضور السياسي؛ وإن كان بالمعنى الضيق (الحزبي) فهُم واهمون ودعاة بلبلة: ففي المؤتمر الثاني للاتحاد؛ حضر السياسي في غياب الثقافي؛ وفي المؤتمر الثالث اتضح التوجيه وفي الرابع لم يكن بد عن ذلك؛ وها نحن نعود إلى العلائق المرئية واللامرئية بين السياسي والثقافي. صحيح أن حضور السياسي في المؤتمر الثاني أعطى هوية وطنية تحررية للاتحاد وقطع الصلات بترسيم الاتحاد؛ ولكن السياسي المضاد لم يولد غير ترسيم مغاير؛ خاضع لسلطة أخرى لا ترى في الثقافة إلا تابعا ذيليا لا هُموم لها ولا معضلات ولا مشاغل (2) طبعا مرحلة [الستينيات] من القرن الماضي اتسمت بحدّة الصراع الاجتماعي, والارتباط بالقضايا الكبرى؛ كالانتماء القومي ومساندة الثورة الفلسطينية من أجل تحرير الوطن المغتصب؛ وبالتالي فمسألة الهوية الوطنية في المؤتمر الثاني؛ الذي تزعمه – ع الكريم غلاب – كان يحتاج لنقاشات عميقة؛ نظرا لتمظهر هيمنة حزب الاستقلال على مقاليد عدة مفاصل في الدولة؛ وإقصاء ما لا يؤمن بالفكر وأدبيات [الحزب] فحتى معارضتها للنظام في بعض المحطات (مشكوك في أمره) وبالتالي: لكي نفهم الحقيقة، ولكيلا تختلط علينا السبل، ولكيلا نترك أنفسنا نهبا لما نقرأه في هذه الصحيفة أو في تلك، ينبغي أن نعلم، أن من الواجب أحيانا وفي بعض الظروف الخاصة، أن يوضع خط أحمر، وعريض جدا، بين الوطنية والسياسة. ذلك لأن الوطنية والسياسة قد تقتربان من بعضهما كثيرا أو قليلا، وقد تبتعَدان عن بعضهما أحيانا حتى لا يكون ما بينهما إلا فراغ لا سبيل إلى سدهن وقد تلتقيان أحيانا أخرى؛ حتى تكونا لحمة واحدة يصعب التمييز بين أجزائها. ولكن الوطنية دائما، وبالرغم من كل ذلك شيء آخر غير السياسة. وأوضح فرق بينهما أن أهْداف الوطنية ووسائلها واضحة دائما، وأن أهداف السياسة ووسائلها غامضة ملتوية، وقابلة دائما للتغيير(3): دور المثقفين - كلمة عدد مجلة دعوة الحق ع18 وفي سياق موضوعنا؛ فالملاحظ منذ تأسيس (الصنم) رغم ضآلة المثقفين وقليل من منخرطيه أنداك فكثيرا ما تطبخ وتتشكَّل الطبخات والسفريات واللقاءات في الكواليس؛ وذلك خوفا من الديموقراطية. التي لم يعرفها (الصنم الكتبة) لحد الآن لأنها لعبة السياسي بالثقافي لما سيحققه بين المريد والشيخ. وبناء عليه فاللقاءات والاتفاقات توحي بذلك فعلى سبيل الذكر: أقام اتحاد كتاب المغرب العربي؛ مأدبة غذاء كان ضيف الشرف في هذه الجلسة السيد حسين الجَر سفير لبنان بالمغرب؛ كما حضرها الأستاذ الشاعر عمر بهاء الدين الأميري؛ وكان موضوع الحديث في القسم الأول من الاجتماع التعاون الثقافي بين كتاب لبنان وكتاب المغرب؛ وقد اعرب السيد السفير عن استعداده لبذل كل مجهود لتثمين أواصر التعاون الثقافي بين المثقفين المغاربة والمثقفين في لبنان(4) من ناحية الشكل مسألة مقبولة وإن كان جوهره ديبلوماسي؛ لكن فمن استفاد وكان يستفيد من هاته الاتفاقيات في طبع كتبه وسفرياته هناك؟ بدون تخريجات وتوهيمات؛ فالوثائق تكشف ذلك وخاصة الكتب والروايات المطبوعة بين (1967/1971) وبالتالي فإن كان القول تأكيدا بعدم الانحياز حزبيا ولا تفكيراً لأي جهة كانت (؟؟) فلا يخفى علينا أن صاحبه تمرس في السلك الدبلوماسي وفي مقاليد السلطة السياسية والتي تتفنن في لغة التمويه والمواربة؛ وبالتالي: إن الزعيم علال الفاسي الذي كان عضوا في اتحاد كتاب المغرب كان وراء اقتراح انضمام الدكتور عزالدين العراقي إلى اتحاد كتاب المغرب فالثابت ان المنظمة كانت تحظى بتقدير الزعامات السياسية؛ ومخاوف السلطة السياسية... ودافع ع الكريم غلاب عن الدكتور عزالدين العراقي باعتباره كاتبا الف في الأدب والثقافة والأبحاث الأكاديمية ولم يكن تولى بعد مسؤولية في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال...(5) ففي أي خانة يمكن موضعة هذا القول الذي يبدو عفويا من أجل صياغة الحكاية؛ لكن في خضمها تنفي وتفند مسألة عدم الانحياز بطريقة عميقة الأبعاد؛ وتذكي سير الثقافي خلف السياسي. لأن صاحب الحكاية؛ له تاريخ حافل في رحاب حزب الاستقلال وفي جريدة العلم؛ وما أثاره له قراءة خاصة لذوي الألباب؛ وخاصة: وفي رواية أن الكاتب ع الكريم غلاب الذي شغل منصب رئاسة اتحاد كتاب المغرب والنقابة الوطنية للصحافة؛ كان يتوق إلى منصب وزير الثقافة ، وجاء من يقترح منصبا بديلا كوزير منتدب مكلف بالإصلاح الإداري (6) ونضيف لما لم تقله الحكاية؛ أنه خاض الانتخابات لأول مرة سنة 1977 بالدارالبيضاء ، ففازفيها ! وهو ليس من ساكنة المقاطعة ولا المدينة؛ التي ترشح فيها ! وبعدها عين وزيرا ! ولكن حبذا لو قدم حكاية كيفية دخول الأديبة – خناثة بنونة – كأول امرأة في اتحاد كتاب المغرب أنداك؛ ولاسيما أنه كان أحد تلامذتها؛ وهي المحرك الفعال في استقطاب مئات التلامذة (فاس) للشبيبة الاستقلالية ! وهذا يجرنا لموضوع:

المرأة والصنم:

حينما فكرت في هذا العنوان الفرعي؛ لم أكن أتوقع أنني سأبحر في عتمة متفرعة العتمات؛ وإن كان إطارها الفتاة؛ فتلك الفتاة عديد من الأصوات اختلفت في قضية تعليمها؛ والسماح لها بولوج المدارس إسوة بأخيها المغربي؛ نتيجة التأثر والاقتداء بحركة النهضة المشرقية والإقبال المتزايد على المؤلفات المشرقية وخاصة منها الداعية إلى النهوض بأوضاع المرأة، ومن الدعوات المعارضة والتي وجدت مبرراتها الكامنة في الإلحاد أو التنصير....كدعوة العالم الحجوجي والشيخ النبهاني والشيخ بلحاج... وقبل هذا وذاك؛ فالواقع التعليمي في المغرب كان ضد التعلم وتطور العقليات قبل بُروز الإستعمار: .... والمعاهد الكبرى كالقرويين جُمِّد مناهجها واقتصرت على النحو والصرف والفقه والأصول وتُرك الحديث والتفسير وأصبح من يحاول تدريسهما متعرضا لقتل الملك؛ فقد شاع حتى بين المتعلمين أن التفسير إذا درس يموت الملك. أما التاريخ والأدب والحساب والعلوم التجريبية كل أولئك كانت الدعاية ضدهم من المتصوفة وغيرهم...... كما كنت نسمع من بعضهم في ذلك العهد قولهم بالنسبة للتاريخ: علم لا ينفع وجهلٌ لا يَضرُّ(7) فالفقرة جلية الدلالات؛ إلا أن المثير فيها مسألة [التاريخ] وبدون إطناب تكشف لنا لماذا لا نهتم بالتدوين لأدق الأمور؛ بما فيها أحداث وملفات جد مهمة في تاريخ الشعب ونسيجه الاجتماعي والثقافي؟ لأن التاريخ ليس الرسمي والمدون في البلاطات؛ لا يعد من ضمن الاهتمامات؟ وارتباطا بالموضوع فكانت الأسر المغربية في بداية مرحلة الحماية يرفضون الاستفادة من التعليم الذي أحدثه المعمرون وإن كانت إدارة الحماية تحاول إرغامهم على تعليم أبنائهم في مدارسها. فما هو مدون في العديد من المدن؛أن المشرفين على الشؤون الأهلية؛ كانوا يعدون لوائح بعدد التلاميذ البالغين سن التمدرس ، غير أن تملص وتلاعب العديد من الآباء؛ وإرشاء القياد والمقدمون من أجل عدم تسجيل أبنائهم بها:.... فكان لا يخالط مدارس المستعمر في الغالب إلا أبناء بعض الأثرياء أو المنخرطين في سلك إدارة الحماية؛ وأحيانا كان الحكام الفرنسيون في بعض المدن والقرى يضغطون على الآباء ويضطرونهم إدخال أبنائهم إلى المدارس الجديدة بل سجن البعض لامتناعه من بَعث ابنه إليها (8)

هذا الواقع المتدبدب أو المنحط تعليميا والذي تتحمل الأسر مسؤوليته تقاسما بذوي النوايا اللآ حضرية أنذاك؛ والتي كانت تحرضهم لمقاطعة مدارس الإقامة العامة كمحاولة لمقاومة الفرنسيين. في حين كان إقبال أبناء الطبقات الغنية !: وإذا كان هذا يرجع، بالدرجة الأولى، إلى تخطيط رجال الحماية فهو يعود كذلك إلى مقاطعة الشعب المغربي للمدارس التي أنشأتها فرنسا بالمغرب (....) مما يعد خيانة وطنية. من هنا إعراض جماهير الشعب المغربي عن إرسال أبنائها إلى المدارس الفرنسية (9)

ولكن التضليل لم يدم وبدأ يظهر تغيير في الموقف من المدرسة الفرنسية . وأصبحت الأغلبية ترسل أبناءها من الجنسين للمدارس؛ بعدما تجددت دعوات صادقة من بينها دعوة محمد بلعربي وزير العدل آنذاك والفقيه المتنور، الذي كان لدعوته أثر قوي في نفوس الأسر وإقناعهم بفتح المجال أمام تعليم المرأة. لقد ألقى محاضرته المشهورة عبر الإذاعة الوطنية يوم ثالث عيد الفطر سنة 1943، وكان لها بالغ الأثر في نفوس الأسر المغربية (10) ولكن قبل هذه الدعوة سبقته – مليكة الفاسي – في 1941 بحَث الفتاة للانخراط في عوالم الدراسة؛ بعدما نشرت قصة تحمل عنوان (الضحية) في مجلة (الثقافة المغربية) لرد الاعتبار للمرأة كأنثى لها حقوق و واجبات نفسها, وفي نفس الوقت محاولة للتخلص من بوتقة الأمية وقيود التقاليد البالية ووهم المغالطات الاجتماعية؛ التي أنتجها واقع متخلف لتبقى الفتاة مغلفة ومحاطة بسياج الجهل والأمية المطلقة؛ وفي 1952 برزت الكاتبة (زهور الأزرق) التي بدأت النشر بجريدة « المعهد » وشاركت سنة 1957 في المؤتمر الرابع للاتحاد النسائي العربي العام وفي المهرجان العالمي للشباب بموسكو في نفس السنة . وبعدها قامت الكاتبة آمنة اللوه بنشر قصتها (الملكة خناثة) سنة (1954) – منشورات معهد مولاي الحسن – تطوان – ونالت جائزة المغرب للأدب /1954 ويعَد أول نص يؤرخ لظهور "الرواية النسائية" المكتوبة باللغة العربية في المغرب العَربي.

والملاحظ أنني وجَدت قصيدة رائعة [إلى المجد] تحت الفتاة على الأخلاق والتشبث بالحرية موقعة باسم [وفاء] من الدارالبيضاء (11) لا ندري هل صاحب القصيدة أنثى فعلا أم اسم مستعار لشاعر (ما) فهاته الأمثلة؛ أعطت محاولة لبعض الأسر؛ اختراق راهنية الجمود والانحطاط ، بتعليم فتياتهن وبالتالي: فنحن نجدها تقريبا في كل ميدان باستثناء الميدان الأدبي الذي لم يحظ بأدنى اهتمام . ولعَل هناك من يحاول أن يذكرني لاسم نسوي واحد أو اسمين يظهران في فترات متباعدة في صحيفة من الصحف؛ ولكن ما نسبتها إلى مئات النساء المثقفات اللاتي عند بعضهن مؤهلات ثقافية طيبة؛ لو وجهت الوجهة الأدبية لأتت أزكى الثمرات؟ (12)

فعلا هنالك أديبات على رؤوس الأصابيع؛ ولقد حاولن إثراء الحقل الثقافي؛ولكن فهل المرأة المغربية المثقفة سلبية إلى أبعد الحدود أم أنها لم تجد السند الحقيقي من لدن الأدباء؟ لنترك السؤال جانبا ولننظر لجانب نسوة قدمن تضحيات وباقات إبداعية وفكرية في عقد الستينيات من القرن الماضي { مثل }:

(حبيبة محمد البورقادي) حاصلة على العالمية الأدبية من جامعة القرويين سنة 1957 وتابعت دراساتها في الأدب المقارن، ودراسات في اللغة ، كما أحرزت على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية.

الكاتبة فاطمة الراوي 1966 قصة مطولة – غدا لن تتبدل الأرض فازت بالجائزة الأدبية الأولى للاتحاد المغربي للشغل

(خديجة الدكالية) خريجة معهد العلوم الاجتماعية بدمشق؛ وأستاذة مساعدة بمعهد العلوم الاجتماعية بالرباط

(زينب لغريسي) خريجة كلية الحقوق ومحامية بالدار البيضاء

بدر السعود العلوي / فطومة قدامة / خديجة صدوق / مليكة الملياني / غيثة بوزبع

الكاتبة (نزهة العلوي) نالت جائزة تكملة قصة غرام في القرون الوسطى للقاص الأمريكي مارك توين سنة 1966(ربيعة الادريسي) خريجة كلية الحقوق/ العلوم السياسية

(آمنة اللوة) نشأت في تطوان، خريجة بكلية الآداب بجامعة مدريد، سنة 1957، ثم حصلت على دكتوراه الدولة في الآداب سنة 1978.

(حبيبة العلوي) مذيعة بالإذاعة الوطنية....

الأديبة خناثة بنونة / ليسقط الصمت (1967) /النار والاختيار(1968)

القاصة زينب فهمي(رفيقة الطبيعة) أنجزت (رجل وامرأة / 1969)- (تحت القنطرة/1976..)- (ريح السموم / 1979)

فاطمة الجامعي الحبابي مارست التدريس ابتداء من 1967 بالثانوي و بالمدرسة الوطنية للإدارة بالجزائر وبالمدرسة المحمدية للمهندسين، وبكلتي الآداب بالرباط وفاس ترأست هيئة تحرير مجلتي «دراسات فلسفية وأدبية» و«تكامل أصناف المعرفة» ترجمت (ابن خلدون معاصرا / محمد عزيز الحبابي 1974)

(monographies arabes conservés dans les bibliothèques marocains1983.)- (لغة أبي اعلاء المعري في رسالة الغفران (1988)- (تحليل معجمي-إحصائي ودلالي لخطب العرش للملك الحسن الثاني من 1961 إلى 1982)

ثريا السقاط: اشتغلت بالتدريس بمدينة الدار البيضاء: أنتجت (منادل وقضبان: رسائل السجن/ 1988)- (أغنيات خارج الزمان: شعر. 1990)-(قصص للأطفال 1988)

فهذه الأسماء النسوية التي ذكرتها قصدا؛ وغيرهن في عقد (الستينيات) ما علاقتهن بالصنم؛ وهل اعترف بهن بعدما حاولن الإسهام في تفعيل الحَركية الثقافية؛ النظر عن طبيعة الإنتاج؛ الذي يسجل أنه ليس هنالك تراكم كمي أو نوعي؛ نظرا: أن وضعا ، لا زال له عجزه ، يبعد المرأة عن اكتمال قدرة لها ، لتستطيع أن تحقق الاستغناء بقلمها؛ الذي يملك نصه في محاربة التعفنات وتحقيق الإصلاحات ، مادامت الوضعيات هكذا تفرض نفسها بشكل قاهر؛ ومادام هدفنا هو أن نسهم في زلزلة ركام التحجر للوصول إلى إصلاح ما. فنعتقد أن ذلك لا يضر أن تكافأت وتعاضدت نيات حسنة لرجال ونساء. إن عهد الانزواء واستقلال الجنسين عن بعضهما قد ولى؛ وأصبح الاختلاط حالة تفرض نفسها (13) فصاحبة هذا الرأي الكاتبة (خناثة بنونة) سعَت أن تحقق انوجادا حقيقيا للمرأة المغربية؛ الأديبة والمبدعَة عبر:

مجلة شروق:

فقبل أن نتطرق للسؤال: ما علاقة المبدعات والكاتبات بالصنم؛ وهل اعترف بهن؟ فمن باب الإنصاف أن نشير لمجلة – شروق - والتي حاولت أن تهتك جدار صمت الأنثى وخجلها الإبداعي؛ أمام المجتمع الذكوري؛ لكن قليلة هي الأسماء التي انخرطت في المشهد حاملة عقيرتها الثقافية والفكرية؛ ليس الهدف مواجهة الرجال بل اختلاط وتعاون تجاه الشأن الثقافي ببلادنا؛ ولقد تكرر النداء عبر المجلة التي توقفت عند العدد الرابع؟: هاته المرة؛ شروق تنادي؛ إليك أنت؛ أيتها المثقفة في بلادي أوجه ندائي التي طالما مدت لك الكف وسلكت نحْوك الطريق وارتمت بسببك على كثير من الأهوال، من أجل أن يحدث تضامن خلاف يزيل عن جنس المرأة أتربة التحجر والخمول وعَدم التطلع . كثير من الألسنة تحركت؛ وعدد من الأيادي ارتفعت واشادت مهمة أنثالت .. وأين أنت؟ أريدك أن تكوني هنا؛ بوجودك الإنساني كاملا، ليتعرف عليك (الجنس الرسمي !) الرجل؛ فيفهم أنك مثله تملكين حُضورك التاريخي بكل مسؤولياته ومتطلباته . أين أنت؟ (14) فنداء مجلة (شروق) التي تعد أول مجلة نسائية في المغرب؛ يكشف في زمانه جرأة وفي نفس اللحظة شعُور متنامي بالضيق والانزعاج من عدم الاستجابة لذلك؛ والتفريط في رصيدها الرمزي وإغنائه وتطويره بحضورها الفعال؛ وإن كانت المرأة أو الفتاة المغربية تجاوزت عتبة الانغلاق والانكماش وعوالم الجهل والأمية؛ لكن يبدو أن الفتاة المغربية لازالت مقيدة بمنظور المجتمع لها؛ ومن الصعوبة أن تنخرط بشكل تلقائي في المجال الثقافي؛ فنيا وإبداعيا؛ دونما أن نغيب ظاهرة الانقطاع والانسحاب من المشهد الثقافي كلية؛ من لدن بعض الفعاليات اللواتي يعتبرن القدوة في نظر الفتيات المثقفات . ومسألة الإنقطاع والانسحاب لها أسبابها؛ فمثلا الكاتبة والمناضلة (مليكة الفاسي) التجأت للعمل الخيري . وترأست بعدما أسست سنة 1962مع جماعة من الوطنيات، جمعية المواساة بالرباط لإيواء البنات اليتيمات ومساعدتهن و ساهمت بكل ثقلها في إنشاء العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية . فهاته المهام التطوعية تأخذ من المرء جهده؛ ولكن أرجع الأمر- للصنم – لأن: إعراض المرأة المغربية المثقفة عَن الميدان الأدبي؛ يدخل ضمن أزمتنا الأدبية الحالية؛ ويخضع للعَوائق الكثيرة التي تقف في وجه أدبائنا جميعا؛ ولكن بالرغم من ذلك فلا شك في وجود بعض الأسباب والعوائق الخاصة بالمرأة المغربية؛ إلى جانب تلك العوائق الخاصة بالمرأة المغربية؛ إلى جانب تلك العوائق المشتركة؛ وعلى هذا يمكن الحديث عن جمودها الأدبي ضمن الحديث عن التخلف الأدبي العام عندنا (15) فحينما نطلع على كذا صور كاشفة للواقع الثقافي والإبداعي وحتى السياسي في مرحلة يشدو بها بعضهم؛ أنها من [الزمن الجميل] فلا زلت أتساءل هل تلك الكتابات جاحدة أم خارجة عن سياق زمانها؟ إذ السؤال في ثناياه دافع أساس لهذا الاهتمام المتنامي بالإتحاد (الصنم)؟ لأنه البؤرة التي تتفاعل فيها كل البنيات الاجتماعية؛ ومن خلال نتلمس هل فعلا كان هناك ومن جميل (أو) وهم جميل !؟ ومجلة (شروق) لا تخرج عن سياق الوضع العام؛ فبدورها تذكي وتصرح بأن هنالك عقم أدبي / فكري / إبداعي /: إن هاته الصبغة التي تلون ما يظهر على صفحات هاته المجلة؛ تبرره وضعية عامة نُحِسُّ عقمها؛ ونحاول أن نتجاوز هذا العقم؛ حينما نبذل هذاالجهد البسيط؛ بإتاحة النموذج والتشجيع والإخبار؛ عن مسارب الكلمة؛ سواء في رياض الشعر أو تفاعل القصة؛ أو تيار النبأ. كل ذلك يساعد على حمل الفتاة اقتناص لحظة من تدبر وتفكير؛ فلعل في أعماق سكونها كنوزا؛ ولعل عطاءات هاته الكنوز تعلن نفسها مستقبلا كنتيجة لما سعينا إليه (16) فرغم العقم؛ هنالك إحساس بالأمل؛ أن تنزل المرأة لمعترك المشهد الثقافي بكل ثقلها؛ وأن تخوض في كل ما يخوض فيه الناس في الحياة العامة ، وتشارك فيها وفي الخصومات السياسية، والخلافات المذهبية؛ وما إلى ذلك من الأمور التي يمارسها الرجال؟   فمن خلال أعدادها الأربع؛ والتي هي ذات طبيعة نسائية (صرفة) كانت هنالك محاولات قيمة وجريئة؛ فكريا وإبداعيا؛ وإن ساهم فيها بعض الكتاب والصحفيين؛ كما هو متبث على صفحاتها ويزكيه هذا القول: ...كنت أراهن وجيلي على بناء قاعدة للأدب الحديث بالمغرب، وحرق المسافات لتأسيس ولو ذاتا أدبية لنقول للمشرق ان لنا قامتنا وأدبنا. ولما كانت الساحة الثقافية آنذاك فارغة فكرت في اصدار مجلة ثقافية نسائية وهي مجلة «شروق» ..... وأهم ما في هذه المجلة هو أنها استقطبت مجموعة من المثقفين المغاربة، فأغلب الأدباء المعروفين الآن كتبوا في تلك المجلة ومنهم: محمد برادة، محمد السرغيني، عبد الجبار السحيمي، التهامي الراجي والراحل أحمد المجاطي. وأنا أسائل نفسي الآن كيف استطعت في تلك المرحلة اصدار تلك المجلة، خصوصا أنه لم تكن لدي الامكانيات المادية ولا المعرفية اللازمة لذلك، ولكن كنت أتحدى الصعاب وأركب المستحيل من أجل تحقيق هدفي، فقد كانت مواد المجلة تعد بفاس، أما طباعتها فكانت تتم في الدارالبيضاء (17) تلك حقائق مادية ملموسة بين صفحاتها؛ ولكن هل يحق للأديبة – خناثة بنونة - أن تكون (هي) الصوت والصدى لمجلة – شروق -؟

 

نجيب طلال

.................

الإحالات

1) على هامش انعقاد مؤتمر اتحاد المغرب عبد الكريم غلاب ل» الاتحاد الاشتراكي نشر

في يوم 24 - 03 – 2012

2)اتحاد كتاب المغرب مؤتمر التراجعات لمحمد بنيس ص 128 الثقافة الجديدة ع 20

3) دور المثقفين - كلمة عدد مجلة دعوة الحق ع 2 السنة الثانية مارس/1959

4) دعوة الحق ص137 - س 10- ع 2/ ديسمبر 1966

5) حكايات بلا حدود لمحمد الأشهب:عزالدين العراقي في اتحاد كتاب المغرب جريدة

الأخبار بتاريخ 04/10/2015

6) نفسها

7) [تاريخ المغرب السياسي في العهد الفرنسي] مذكرات / مولاي الطيب العلوي - الجزء

الأول ص 19 إعداد ومراجعة: أحمد العلوي منشورات – زاوية /2009

8) من أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين - ج 1- لعبدالله الجراري ص /49 ط 1/1971-

مطبعة الأمنية / الرباط .

9) التعليم في المغرب العربي لمحمد عابد الجابري ص25 دار النشر المغربية الدار

البيضاء 1989

10) من أعلام الفكرالمعاصربالعدوتين -ج 1/ لعبد الله الجراري ص76 ط 1/1971-

مطبعة الأمنية / الرباط

11) انظر مجلة دعوة الحق – ص 23 - س الأولى - عدد2 / غشت 1957

12) حاجة حياتنا الأدبية إلى عنصر المرأة: لعبد العلي الوزاني ص 43 مجلة دعوة الحق

عدد 6/ 7 س 8 / أبريل – ماي-1965

13) لنا رأي: مجلة شروق السنة الأولى عدد - 2 /1965

14) لنا رأي: مجلة شروق - السنة الأولى عدد3 / 1966

15) حاجة حياتنا الأدبية إلى عنصر المرأة: لعبد العلي الوزاني ص 44 مجلة دعوة الحق

عدد 6/ 7 س 8 / أبريل – ماي- 1965

16) لنا رأي – مجلة شروق- س الأولى عدد - 2 /1965

17) خناثة بنونة: كان الكتاب المغاربة يخشون من منافسة الأقلام النسائية - لصحيفة

الشرق الأوسط عدد 8891 في/ 2/04/2003 حاورتها – سعيدة شريف .

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم