صحيفة المثقف

أمبرتو إيكو.. في الذكرى الأولى لرحيله

ahmad fadelفي هذا الشهر من عام 2016 أومبرتو إيكو يودع الحياة في ميلانو كتابة / دومينيك سيلوود ترجمة / أحمد فاضل

كان أومبرتو إيكو يمثل تناقضا واضحا في مسيرته الأدبية بداية، فهو أحد إفرازات جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية على إيطاليا، وأحد أبرز المتمردين على الكنيسة التي ودعها حتى رحيله، والرسامين والموسيقيين، والإذاعة والتلفزيون الفرنسيين، جميعا كان لهم الأثر البالغ في صقله ككاتب والذي أصبح واحدا من أنجح الروائيين شعبية في جيله فيما بعد .

ولد إيكو في 5 يناير / شباط 1932 في مدينة اليساندريا بإقليم بييمونتي حيث ترعرع هناك، وكان أبوه جوليو محاسباً قبل أن تستدعيه الحكومة للخدمة في ثلاثة حروب خلال الحرب العالمية الثانية، انتقلت أم أومبرتو جيوفانا مع ابنها إلى قرية صغيرة في منطقة بييمونتي الجبلية حيث كان ابناً لعائلة فيها ثلاثة عشر ابناً آخرين حاول والده دفعه لأن يصبح محامياً، غير أنه انتسب إلى جامعة تورينو لدراسة فلسفة القرون الوسطى والأدب فكتب أطروحته حول توما الأكويني وحصل على دكتوراه في الفلسفة في 1954، وخلال هذا الوقت هجر إيكو الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بعد أزمة إيمان، عمل إيكو محرراً ثقافياً للتلفزيون والإذاعة الفرنسية، وحاضر في جامعة تورينو كما صادق مجموعة من الرسامين والموسيقيين والكتاب في الإذاعة والتلفزيون الفرنسيين الأمر الذي أثر على مهنته ككاتب فيما بعد، خصوصاً بعد نشر كتابه الأول " مشكلة الجمال عند توما الأكويني " الذي كان توسعة لأطروحة الدكتوراه خاصته، ورغم أن لإيكو مجموعة كبيرة من المؤلفات تميزت كتبه بكونها تمارين سردية وفلسفية وفكرية، إلا إن رواية " اسم الوردة " حولته من أكاديمي إلى أحد المشاهير على المستوى الدولي، خصوصا بعدما تم تحويل الرواية، التي تدور أحداثها في أحد الأديرة في العصور الوسطى إلى فيلم سينمائي لعب دور البطولة فيه الممثل الشهير شون كونري في 1968  وبيعت ملايين النسخ من الرواية التي تميزت بفرادة السرد مع ترجمة جزئية لمقولات من اللاتينية وتأملات محيرة حول طبيعة الرموز .

وحققت روايته الثانية "بندول فوكو"، التي صدرت عام 1988 نجاحا أيضا رغم أنها كانت معقدة بحيث صحبها دليل شارح يساعد القارئ في تتبع الحبكة .

والرواية عبارة عن حكاية بيزنطية عن تآمر الناشرين والطوائف السرية كتبت بطريقة مثيرة .

وكان إيكو حصل على جائزة الأميرة أستورياس الإسبانية الرفيعة للاتصال وأثنت لجنة تحكيم الجائزة في عام 2000 على أعماله التي حققت مبيعات كبيرة على مستوى العالم .

توفي أمبرتو إيكو في 19 فبراير / شباط 2016 عن / صحيفة الغارديان اللندنية

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم