صحيفة المثقف

الفخاخ ..!!

almothaqafnewspaperوالأنتظارُ، يكاد ينهش

حتى عظام البشرْ..!!


 

الفخاخ ..!! /  جودت صالح العاني

 

أراه

كنخلٍ عنيدْ ..

لا يطأطئ رأسه

مهما تهب عليه الرياح

ويعلوه النباح

بأدعية من صديدْ ..!!

*  *

وقبل المسير

أرى الدرب فارعًا وطويلا

والسماءُ ، غائمة بالمطرْ ..

وغصون الشجرْ

عطشى

والأنتظارُ، يكاد ينهش

حتى عظام البشرْ..!!

والصباحُ ترائى

بين هالةٍ من ضبابٍ

يحيط قباب المراقد

والمساجد

وقلوب العطاشى

مشبعة بالقهرْ..!!

*  *

أراه ، طريقًا شحيحًا

نثيثًا بماء المطرْ..!!

*  *

أرانا ،

كلنا زائغون

بأبصارنا حيارى

نراهن عند المغيب

ولا من مجيب

سوى الزائفون

سكارى

بصخب الأنين

بيوم الحشر..!!

*  *

فحاذر أيها الشحرور

من وجع الشجون..

فالسوس ينخر

في العقول

وفي القلوب

وفي اللحى ،

من أي شكل ولون..

*  *

ألْلقِ عصاكَ ولا تخف

وابطلْ ، ذلك الإفك اللعينْ ..

إبطل هواجس ذلك العمل المشين ..

لا تقتل البسمة

في وجه الطفولة

كلما هرعت تلاعب ريشة

تهوي

وجناح الطير منكسر

على ضلع الجدار ..

يصرخ عاليًا

يقتات ضيم الأنكسارْ..!!

وتلك حماقة الحمقى تطول

حتى ، ما تبقى من نهارْ ..!!

*  *

فالعابرون همو

لم يمكثوا زمنًا

والآخرون ،

هم ينصبون فخاخهم للعابرين

فتترك في رحاب الأرض شرخًا

يرعب الشحرور

في المنفى

بأحجية البراري والقفارْ..!!

*  *  * 

 

 د. جودت صالح العاني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم