صحيفة المثقف

الطلاق بالثلاث

diaa mohsenalasadiكانت السياسة العراقية منا وفينا تم تزويجها من الشعب العراقي (العراق) على حب الله ورسوله ومن الوسط القريب للعراق للتوافق الذي كنا نأمله من الطرفين لكن مع الأسف خانت السياسة العراقية المحلية وهي من أهل الدار تلك العشرة والزاد والملح والتي كانت بها تتربع على عرش البيت العراقي وبعد التي واللتيا وقف الزوج المثالي الطيب القلب صاحب القلب الكبير الذي يسع العالم بحبه وقف وقفته الصامدة ليقول للزوجة لا كفاك قد بلغ من الأمر ما بلغ وهذا فراق بيني وبينك ليتم تطليقها بحضور الأهل والأقرباء .

ليزيح ذلك الشر الجاثم على صدره بعد العقوق والنشوز من السياسة العراقية الزوجة التي عان منها الأمرين على مر العصور الماضية ليتزوج بثانية لكن هذه المرة على خلاف الماضي ولكي لا يكرر المأساة ثانية .

تزوج زوجة جميلة من خارج الوسط العراقي تسر الناظرين لجمالها كونها من نتاج الجمال والتربية الأوربية على أمل تحسين النسل والأخلاق والقيم والتعويض عما فاته من المكابدة والمعانات التي كان يشكو من السياسة الزوجة الأولى وتم عقد القران على مراسيم التي تليق بها وبشخصيتها الأوربية المولد باستقبال حافل مفروش بالورد والرياحين وزغاريد الأحبة وطبول المحبين وبمديح أقلام المعجبين الاعلامين الذين زينوا محاسنها ومفاتنها للزوج المتضرر المغلوب على أمره من الأولى ولتكون عند حسن ظن أهلها الغربيين . حينها أخذت تصول وتجول في بيت الزوجية مستغلة طيبة الزوج واحتضانه لها بحنان ورعاية وطيبة وبعد ما أستقر بها المطاف وثبتت جذورها في دارها الجديد بدأ نشوزها يبدو عليها واستعلائها وشموخها وعجرفتها على أهل الدار والمقربين لزوجها ولها متجاوزة كل الأولويات الأخلاقية والاجتماعية والأدبية وبدأت تنخر بالبيت الزوجية غير عابئة بما تسببه من ضرر لزوجها الحديث العهد بالأمان والاستقرار النفسي والعاطفي (العراق) واضعة أساس حياتها الخاصة ومنافعها الشخصية على حساب زوجها الصابر على مضض خوفا من الملامة والنقد .

بما أن الزوجة أوربية التربية والمنشأ وتمتاز بالديمقراطية والشفافية تعالت عليه ووقفت بالضد والند من تطلعاته العراقية المنبع ذات الجذور السومرية والبابلية والأشورية الأصل والتصاقه بتربة وطنه التي فتح عينيه على هوائه وتنفس عطر ترابه وهو الزوج الذي علم العالم الحضارة والعلم وما زال يمهد لأبنائه من المعرفة والذي له الفخر في بناء أسس الديمقراطية والشفافية ،

بدأ الخلاف يدب في جسد العلاقة الزوجية على مدى أكثر من عقد من الزمن ووجهها القبيح يتكشف شيئا فشيئا حتى وصل بهما الحال الى مفترق طريقين لا ثالث لهما أما الصبر على البلوى للزوجة الناشز أو الاذعان الى صوت العقل والمنطق لهذا تم اتخاذ القرار الجريء والصائب وهو تطليقها بالثلاث لا رجعة فيها لأنها أصبحت عبئا ثقيلا على حياته المستقبلية التي زادت من معاناته ومعانات أبنائه الذين عاشوا معه حياته الصعبة من زوجته الأولى والثانية بسياستها محاولة منه أيقاف تمرد زوجته السياسة الثانية التي كان يأمل منها الخير والرفاهية فأعلنها صراحة وعلى الملأ بأن زوجته الجديدة طالق طالق طالق طلقة بعد طلقة أمام أقربائه وأحبائه وأعدائه ولا حاجة بها بعد الآن وعليها مغادرة داره وحياته الخاصة وأعادتها من حيث أتت آملا أن ينام بعدها قرير العين مرتاح البال من غير زوجة تعكر صفو حياته بثوب جديد وسيناريو جديد

 

ضياء محسن الاسدي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم