صحيفة المثقف

ابو گرگور

qusay alsheekaskarلا عجب في موجة الهجرة القادمة من اسيا الى أوروبا منتصف ثمانينيات القرن الماضي بسبب الحرب بين العراق وإيران والحروب الأهلية في لبنان والصومال، هكذا في أوج تلك الحروب من دون مقدمات ظهر ابو گرگور .الواقع انه نفسه انزعج باديء الامر من الاسم الجديد الذي الصق به. تحفز وتشاجر. غضب وهدد. أرعد وازبد ثم بمرور الزمن تقبل اللقب، الكنية، اصبح يبتسم اذ ينادى به عليه حتى كاد معظم اللاجئين ينسون اسمه الأصلي الذي عرف به.

او بالفعل نسوه تماما!

يقال ان (انيته) الدنماركية كان لها الفضل في اكتشاف ذلك الاسم الغريب، وان لم تكن وهي الاعجمية اللسان قد اخترعته والمعروف عن بعض الدنماركيات أنهن صريحات لايكذبن لاسيما اذا تعلق الامر بما يجري في فراش النوم، وقد وجدت في حكاية صديقها المهاجر من بلد الحرب والنار طرافة ما بعدها طرافة لاسيما انه لابد وان يكون قَص عليها بعض بطولاته في تلك الحروب وأسرف في وصف شجاعته لكنه سئم من القتل ولا يرغب في ان يكون قاتلا او مقتولا وتستغرق في الضحك بين برهة واُخرى وهي تقص حكايتها على اللاجئين الجدد في مركز النشاط الاجتماعي ( aktivitetshus) تقول : كان في غاية الانسجام رقيقا دافئا عنيفا يداها تهصران كتفيه ويداه تشدان كتفيها وهو بين شد وجذب وإذا به فجاة يلتفت الى الخلف ثم ينط الى الأعلى ويزعق من الغضب والخوف!

فاما (انيته) فقد استغرقت ساعتها في الضحك ساعات متواصلة واما هو فيروي بعد ان لان بمرور الوقت وارتدى اللقب الجديد اسما له يقول كان كل شيء على ما يرام يداها فوق كتفيه ورجلاها تطوقان ظهره لكنه شعر بشيء ما شيء خشن ناعم يداعب خصيتيه تساءل في اقل من عشر الثانية ما يكون ذلك الشيء الغريب ولكي يقطع الشك باليقين التفت فإذا بصره يقع على كلبها الذي هو بحجم القط منهمكا بلحس خصيتيه!

هكذا جرت الأمور وتغلب الاسم الجديد الذي ابتكره له اللاجؤون .

غير ان لكل شيء نهاية ومثلما ابتدأت القصة بحلول لقب او كنية محل اسم فقد اثارت اللاجئين الذين أصبحوا قدامى بعد مر السنين وتكيفوا بالمجتمع الجديد اثارتهم وهم يراقبون احداث البلد بعد سقوط بغداد صورة شخص في البرلمان قريب الشبه من ابي گرگور بل هو نفسه او اخوه التوأم الشقيق، فاختلفوا وانقسموا بعضهم قال انه هو نفسه ابو گرگور واخرون ظنوا انه الشبيه وما زالوا مختلفين فيه الى اليوم هل هو ابو گرگور الحقيقي نفسه ام الشبيه ثم حتى لو تذكروا اسمه فمن يثبت حقيقة الامر فأي لاجيء ايام زمان كان يحمل اسما اخر غير اسمه الحقيقي الذي التصق به منذ ولادته، هذا ما كان من خبر الخارج اما أهل البلد في الداخل فانهم قطعا لم يسمعوا بحكاية ابي گرگور ولم تكن لتعنيهم قط لا قبل سقوط بغداد ولا من بعد فكل الوجوه التي تطل عليهم من شاشة التلفاز متقاربة الملامح يشبه بعضها بعضا.

 

قصة قصيرة جدا

قُصي عسكر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم