صحيفة المثقف

الشفرة السردية في رواية "وردي" للروائي والكاتب احمد العتبي

jawad khadommohamad"لطالما علمت ان الصمت افصح من الكلام وان الاستماع خير من لغو الحديث" .. من الرواية، ص١٢١

هذه رواية كتبت في ذاتها وصفاتها بفن احترافي متميز كل التميز واستطاع الروائي فيها كتابة شفرة موازية للنص الروائي كي يحاول القارئ فك غموض الشفرة المطلسمة بجانب استمتاعه بوضوح متعة قراءة الرواية التي جاءت في تبئيرها بمستويات سردية متتالية متوالية.

متتالية في الرصف البنائي (بداية وتصاعد وخاتمة). متوالية في تعدد الشفرات ضمن تكثيف تعدد الأصوات في الرواية من خلال حكاياتهم المسموعة بأصواتهم والمكتوبة من قبلهم.

وشفرة رواية "وردي" تحتجن وتحتضن شفرات سردية داخلية ضمن انماط شخوص مكثفة طرح ذواتهم وصفاتهم في الرواية في مستويين من خطاب الرواية

١. مستوى التناظر الحكائي لهؤلاء الشخوص عما جرى ويجري لهم وبينهم وبين بعض.

٢. مستوى الاسرار غير المعلنة المشفرة فيما لا يقوله النص مباشرة بل يستطيع من يجرب فك تشفيره الوصول اليه والتمتع بذلك الوصول عبر طرق تماهي القارئ في المقروء.

وهكذا فالشفرة السردية في رواية وردي عبر فصولها التي قدمت ما وقع وما يقع وما اخبر الابطال انه وقع وما تمنوا ان يقع كانت تحمل في المعاني الثانية او ما يسمى ب" معنى المعنى الكامن خلف المعنى" كل سمات كشف الغاز تلك العلاقات الاجتماعية والنفسية والجنسية والذاتية التي سردها الروائي مستبدلا نفسه في تشفيره لذاته براو مطلع على تشابك كل تلك العلاقات التي قد يحسبها من يقرأ الرواية غامضة مطلسمة وسرية الا ان عتبات الحكايات الداخلية في الرواية تتمنطق بفلسفة التحدي الملغز عنها بالحزن الغالب والبؤس الغالب والهروب للاسرار بديلا عن الحياة من قبل اولئك الابطال.

أبطال رواية "وردي" مهمومون بيأسهم الذي يتجرعونه بين كونهم اشرارا او اخيارا او انصاف اشرار وانصاف اخيار ومن ثم فشخصيات مثل "اواب" وولاء وياسمين وحامد وسنان وسولاف ورؤى وماتضمنه المخطوط المتنصف في المنتصف من شفرة ميتاقصية وتحولات شفرة الرواية للغرائبية والعجائبية وشفرة انتحار حسن سامؤ وما تلاها من مفاجآت في شفرات الذكريات التي ستتكشف للقارئ توصل للمعركة المطلسمة في شفرات حيرة الابطال.

وحداثة الشخصيات وعلاقاتهم الاجتماعية المنتقلة في تقنيات العصر تجعلنا نكتشف ان كل شفرة في كل فصل انما تحمل مفتاحها في فصل سابق او لاحق ففصول الرواية من خلال شفرتها السردية تشبه اوراق التاروت فكل جمع لمجموعة فصول على ترتيب الروائي او على ترتيب القارئ سينتج عنه فصل كاشف لغموض تلك الشفرات التي سيختلف القراء في حلها او تركها مشفرة مستمتعين بالحبكة الحكائية..

الشفرة السردية في رواية "وردي" هي نص مواز لكل قارئ سيستمتع برواية ممتعة ممتعة ممتعة مثنى وثلاث ورباع...رواية تكون في كشف بواطنها الحكائية نوعا من مرآة تكشف لنا عما نحن فيه ولو بالحد الذي تلغزه شفرات الكلمات والالفاظ والمباني والمعاني...في هذه الرواية الرواية...

 

ط١..دار الرافدين...بيروت..٢٠١٨م

٢٧١ صفحة من القطع المتوسط

 

بقلم: جواد كاظم محمد

رئيس تحرير مجلة ادارة الأزمة

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم