صحيفة المثقف

لحظة مد يده

رياض الاسديأعذروني ربما أكون أسوأ من يروي لكم ..لم تكن يد عادية من تلك الأيادي التي نعرف، بل كانت شيئا نوريا يذكر بتك العوالم الضوئية النائية وكما هي أيادينا المعفرة بالتراب الرطب الندي؛ يفعل الآباء الذاهبون الى الحرب مثل هذا أحيانا وهم يربتون على رؤوس ابنائهم مسحة غريبة وغير مبررة دائما فقد نكون هي المرة الأخيرة من التربيت وفي كل مرة مسحة أخيرة عاى الرأس ربما تكون المسحة الأخيرة فعلا– كانت حروبا عدة وليست حربا واحدة فلكل حرب طعمها المر في الحلق، ومن أجل الحقيقة- هذه الكلمة المحيرة الزئبقية منأجلها نحيا ومن أجلها نموت: تلك كانت الملاحظة الأولى الكبرى لي بعد خروجي من مشفى الأمراض العقلية- إذ يعقب ذلك الشعور بالفقدان الغريب في الملاجئ الضيقة والخنادق الشقية الغريبة ضد الموت والمفعمة برائحة الموت المفاجئ في الوقت نفسه؛ كما أنا فاشل في مهنة القص والغياب الدائم أيضا الذي لم أستع تفسيره – غاب بغتة كأن يدا أختطفته بعد انفجار قريب في الوقت نفسه؛ ثقب أسود أرضي ابتلعه – هوكينغ أنت لا تعرف هذه الثقرب قط بل كانت لمسة حنان مهيبة وغير عادية منم أجل عدم الغياب تلك التي عرفتهاوقتئذ وصوت "الرادود" الحسيني الشهير: سكني روع النفوس وامسحي فوق الرؤوس" ثم لطمة: يافاطمة ! يا مخلصتي!من الغياب المجاني كانت لمسة حنو عارم عشت بعدها متهيبا فقد فتح لي القلق الثقبوي منذ أربعين عاما نحسة مرت –عشرة منها في الجبهة- مرت علي ثقيلة موجعة تلك الأعوام الأخيرة العشر الأخييييييييرة فقد كانت في الجيش - من العلم البليد في الفيزياء الكونية (الكوانتتي حيث اختصاصي الدقيق) غير معهودة ومريرة حتى لحظة انطفاء شمسنا الكبيرة (متى تنطفيءونتحرر من هذه المهزلة وبعد مليارات السنين: إذ لا حروب ولا رؤوس أموال ولا قوميات ولا أديان ولا أياد تمتد للوداع للغياب في ثقب ما لاشيء غير تلك التهويمات الكوانتتية فالعلم الذي لم نتعلمه في الجامعةهو العلم: البحث عن الحقيقة اللاشيء ولا هو في المراصد البسيطة والقباب الفلكية هو ما كان حاضرا فقط. و حتى عيشه البذيء على ذلك الكرسي المتحرك وبثقوبه السود لم يكن يشي إلى شيء محدد وواضح؛ ستيفن؛ لكنه كان كونا أخرعلى اية حال كما أرى؛ ستيفنن هوكينغ مات أخيرا غاصفي ثقب ما ولم يكلف نفسه المسح على رأسي؛ ابتلعه ثقب ماأسود ربما ولم يكتشف ما هو مهم فيما بعد البلع؟ حسنا سيعرف أخيرا: من هي القوة العاقلة والكامنة وراء كل الأشياء وهو المولع بما يكون في المادة بعد الغياب أي علم ليس في الفيزيقا من شيء بل هو فيما قبلها وما بعدهاهذا هو المهم ستعرفون ذلك لاحقا –أي عالم غري - رطنت بما يكفي لأزعاجكم سادتي كم أنا ممل-ما بعدها:هو الأهم هكذا كان يفكر هوكينغ أيضا كما أتصور وما بعدها هو المغزى من كل هذا الهراء الكوني..هراء عاقل وهنا صلب القضية.لحظة مد يده البيضاء الغريبة كيد موسى بعد نزعها من تحت إبطه.. كانت لحظة ما قبل فيزياء ستيفنسن مرة أخرى مدها نحوي نحوي أنا أنا تماما فكانت هي من نوع ما معطاء عجيبة مدها على رأسي على رأسي بقوة حيث أصبح كل شيء جليا مرة واحدةوغاب قلقي الفلسفي – كم أنا سخيف في هذه اللحظة؛ فلا معادلات صعبة ولا غموض ولا كوانتيتي في وسط مجرات بعيدة؛ يا مرئيا من كل الناس أدركني! مرة واحدة وذلك ما يفعله خزان العلم الإلهي وهو العلم حقيقة على أية حال،أأأأأأأأأأأأأأأه أستعملت كلمة الحقيقة آسف ليس في قاموسي سواها ولم أحتج بعد ذلك الى المزيد من الادلة العقلية أو النقلية للتدليل على سؤ عقلي في هذا العالم الفاني أصلا فقد كانت تلك اليد الأنقاذ كافية شافية كما هي الريح الباردة ناقلة العلوم وهي اللحظة الوحيدة العارفة عن العالم والتي عوضتني عن حالة الفقدان تلك لألف عام ويزيد من عمر الفتى العاثر-انا وحدي- التائه الغريب هوامو (لم يكن ثمة سماء ولا أرض ولا طير يطير ولا ماء يسكب ولاشيء) انت الذي بدأت كل شيء صاحب الرقم والحسابات القديمة المودعة في اسرار الخلق منذ خلق الأب الاول الى هذا الأب البيولوجي الذي لم اورث منه الا المزيد من الحيرةالجمليلة سيد ولد ادم وأكرم السابقين-انا الدعي ابن الدعي الملحد سابقا- رأيت كل شيء في لحظة واحدة فهذا عالكم لايسوي لدي الآن قطميرا واحدا، صدقوني.

سكني روع النفوس وامسحي فوق الرؤوس

جالسة وسط شجرة آراك ضخمة فيئها وارف يستعر في جوفها الفقدان من مثلها زهراء بهية تندب أباها المقدس لم يعد ثمة غير الندب حتى ضجت المدينة منها فبني لها " دارالأحزان "تلك الدار الصغيرة المصنوعة من دموع وأوجاع لكي تنوح فيها كما تشاء-كم أنا مولع بها؟ مخلصتي من مشفى الأمراض العقليةفي لحظة مدت بها يدها الثلجية لتهديء نار روحي وها أنذا أسير في الشارع إذ لا أطباء ولا ممرضين عتاة والدبابات الأميركية تجوب الشوارع.. خرج معي العشرات من المجانين الحقيقيين

 

................

الخارج من مشفى الأمراض العقلية إبان الحرب

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم