صحيفة المثقف

الأبناء العاقون (2)

jafar almuhajir2أشداقهم العفنة مفتوحة دوما

ليلتهموا المزيد من قوت الشعب

إنهم يأكلون في بطونهم نارا

ليشيدوا بها قصورهم الفارهة

ويركبوا أحدث المركبات

متباهين بها

متعالين على فقراء الوطن

إنهم يحملون في ظاهرهم هيئة البشر

لكنهم حيتان شرهة

كروشهم تتضخم يوما بعد يوم

وهم يطلبون المزيد

والملايين من الجياع

يلتحفون الأرض

ويبحثون عن كسرة خبز

ليسعفوا بها أمعاءهم الخاوية

وهناك من يموت في ىشطآن مهجورة

بحثا عن مأوى لجسده المنهك

الذي عشعش فيه الحرمان لأعوام طويلة

لكن جسده المرتعش

صار طعما لأسماك القرش

أيها المفسدون في الأرض؟

ياعشاق السحت؟

إن النار التي إلتهمتها بطونكم

لابد أن تحرق أمعاءكم العفنة

ولابد أن تذوقوا ماكنتم تأكلون

لأنكم أقذر من الذباب

وأحط من الذئاب

ولأن نفوسكم الآسنة

سقطت في حضيض التردي الأخلاقي

لم يبق حقل قمح في أحضان الوطن

إلا وأتت علي سنابله رياحكم السوداء

أيها السراق العاقون لوطنكم

تبا لكم ولسحتكم ولصوركم

تبا لكم ولقصوركم الفارهة

تبا لكم ولمركباتكم الحديثة

وما كنزتم من مال

لابد أن تذوقوا وبال أفعالكم

بعدما سرقتم لقمة الخبز

من أفواه الفقراء

ومن سواعد العمال وعرقهم

وعروقهم التعبى

وشفاهم اليابسة

بعدما طحنتم أضلاع الجياع

من أجل رغباتكم المحرمة

ولم تتركوا في عيون المحرومين

سوى الدموع الحارقة والآهات

والنقمة عليكم وعلى وجوهكم الكالحة

أنتم وقطعان الإرهاب وجهان لعملة واحدة

وجميعكم مجرمون حتى النخاع

لأنكم أعداء للفضيلة

ولابد أن تتطهر الأرض من رجسكم

لكي يخفق علم الوطن

مزهوا بأبنائه الشرفاء

فلتغرب وجوهكم الكالحة عن ساحات الوطن

لقد رفضتكم الأرض الطاهرة التي رعتكم واحتضنتكم

وتنكرتم لها

ولفظكم الشعب لفظ النواة

بعد أن جربكم

وكشف زيفكم وخداعكم

ونكثكم للعهد

فالحرب العوان عليكم واجب مقدس

لأنكم أبناء عاقون لوطنكم

الذي شبعتم من خيراته حد التخمة

وسددتم السهام الغادرة لصدره

لقد طفح الكيل بكم

وقد آن الأوان لسحق أحلامكم السوداء

بأقدام الفقراء

قبل أن تتصدروا الساحات مرة أخرى

ولابد من إشعال كل المصابيح

لكشف نفوسكم المظلمة المخادعة

المتلهفة للمال الحرام والنفوذ

لكي يتنفس الوطن الصعداء

ويقف شامخ الجبين

وتلبس الأرض ثوبا جديدا زاهيا

وتشرق الشمس مزهوة بأبناء شرفاء

وتخضر حقول القمح

وتنمو السنابل

وتطلق الأنهار أناشيدها

وتنشر الأزهار الملونة عطرها الفواح

بعد ذبول طويل.

 

جعفر المهاجر

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم