صحيفة المثقف
والقمرإذ بكى
ظننت بأني أضعت ُالهدف ْ
وهل ماء نهربيوم وقفْ
ولن يصطفي درب سيرله
ولا حادعن وجهة وانعطفْ
وما انحازنحوالرمال التي
تلوّى كأفعى وفيها انحرفْ
شرقت بماء غريب المذاق
إذن "دجلة الخير" صدقاً نشفْ*
ويأبى العفيف ندى جاره
فيا بؤس خل فقيد الشرفْ
لظبي الشآم بأحداقه
سواد يزين غريب الوطفْ*
سبتني شفاه بحلو الكلام
فحُقَ لقلب إذا ما انخطفْ
شفيف الحديث عفيف الهوى
كطفل غوى ثم عني جنفْ*
وضيء الخلال جليل الخيال
سنيٌّ إذا ما ظلام عسفْ
وذاب الرجال وسال اللعاب
ذباب على صفحة وارتصفْ
بسطت شغافي فراشاً لها
فجابوا بجاداً نسيج العلفْ
لبئس الحياة إذا ما نبيل
أهين ونذل أحاط الشرفْ
وشتّان ياصوت بين النواح
وألحان صب لصب عزفْ
هديل الحمام بعذب النسيم
ورغو البعيربريح عصفْ
لقطرالغمام عيون ترى
نجوم السماء رشاش النطفْ
وكنتُ جميلاً نقي الرؤى
وما مال قلبي وعنها حنفْ*
وإن شاهدتْ غيمة قد بدت
بوجهي فلي صدرها مزدلفْ
إذا ما رأيت طيور الأسى
تحوم على رأسها أرتجفْ
فيا ثغرها زد شفاهي ندى
بلثم فما غيرك المرتشفْ
ولو عاتبتني وقالت: صلفْ
تراني على نحرها أعتكفْ
وقالت: بأني رفيق الهواة
ضعيف جهول ولن تحترفْ
وقالت: بأني عشيق دنفْ
ولكن بخيل ولا ينتصفْ
ولما تمادى ظلام البعاد
وللقهر في طول ليل شغفْ
كأن السواد يغطي الجهات
فشريان ليل بها قد نزفْ
ويا أرض "حمص" التي حيثما
يكون البهاء تكون الرهفْ
عراجين نخل و"جمّاره"
وياقوت تمر وحتى السعفْ*
وما أنت إلا بأنفاسه
كريّا الورود وعَرف دلفْ
شممت بحمص شذى فرحة
ولكن ببغداد ساد الأسفْ
كأن سماء العراق تضيق
على أهلها فاحتواهم كهفْ
وأفعى على ذيلها ركّبت
قلادة أنثى زهت وانعقفْ*
***
سردار محمد سعيد
......................
- دجلة الخير من مطلع لقصيدة الجواهري الكبير.
- الوطف = طول الأهداب مع الإسترخاء .
- جنف = عَدَلَ عن الحق وظلم .
- حنف = مالَ .
- الجمّار = قلب النخلة .
- زهت وانعقف بمعنى زهت الأفعى وانعقف الذنب .
نقيب العشاق بين بيخال والبنج آب
