صحيفة المثقف
وملءُ وجهكِ طُهْرُ!!..
الحزنُ يملأ قلبي
ومِلءُ وجْهكِ طُهْرُ ..
وغابَ عنكِ نسيم الهوى
وشدتْ سنيناً
وماجتْ بأطيافنا دهْرُ..
***
وعادَ صَمْتُكِ يهْمسُ كالسياطِ
وسادَ هَمْسُكِ
في مناقبهِ تِبرُ ..
يعجُ السكوتُ كأن السماءَ
غدتْ من فرطِ إشهارهِ هَدْرُ..!!ِ
***
إلامَ الكلام
كأنَ الدواخلَ
باتت وفي أذنها وقرُ ..؟
تكابدُ شوق الصحارى لماءٍ
كما لو
تحاذر أن يُنتَهَكَ السترُ..!!
***
علامَ الرحيل إلى ساحلٍ
تراءتْ علاماتُ محنتهِ نُذرُ ..؟
فحزني كحزنِ المغيبِ
يحاصرهُ الصمتُ في أنيابهِ قَهرُ..
***
يا لهذا الزمان اللعينْ
يقولُ سلاماً
ومن أشداقهِ يُقْطِرُ الغدرُ..!!
***
ومِلءُ وجهكِ طُهرُ..
أحدقُ فيه
أغوصُ في زحام المهاجعْ..
ثم ، أستبقُ الحلمَ
في متاهاتِ المواجعْ..
وعندَ ناصية العبور تشدني
عندَ المساءِ سحنتها
تلامسُ ما بدا
همساً ونغماً
يشتكي عهر الزمان
لأبتني قصر الهوى
بين الغيوم
وبينَ مختلف المرابعْ!!..
***
ترفعتَ عني طويلاً أيها القدرُ..
وغبتَ دهراً وباتَ القلبُ ينتظرُ..
***
وشاءت بيَ الأقدار
وهماً يشدني
ويطوي مساربه الصمتُ والشزرُ..
وعندَ اقتحام المساء سحاباته
يهلُ عليَ كلامٌ
وفي أحشائه يمكث العذرُ..
فقلتُ لقلبي،
"عصيٌ عليكَ الدمعُ
شيمَتُكَ الصَبرُ"..!!
***
د. جودت صالح العاني
كانون أول/ديسمبر 2012
قصيد مستلة من الديوان الثالث (آلق البحر)