صحيفة المثقف

ماذا قالت الوردة؟

سردار محمد سعيدسمعتك ليلاً

تسألين حاجاتك الصغرى

المكحلة والمرآة والقلادة

عن فارس الأحلام

ينسّل في الظلمة من خلف الوسادة

يعبث بخصلات شعرك

ينثرها خارج جموح السأم

يلسع الرقبة بالقبلات

ويأخذك أبعد من المسرّة

تلقاء جزيرة لايقر فيها سراب

أشجارها وريقة الغصون

أطيارها رخيمة الغناء

وتفيض أنهارالعسل واللبن

يمسح عنك غربة الإرتعاد

وينزع منه وجع الأسى

كل الأسى

يعيد الرجفة والإرتعاش

ويلفظ تراكم الزبد

حول ألواح الزورق الذي تاه

في لجّة العطش

ينساب من خلف الثواني

يلثم النبع الذي كاد يجف

فتنبجس حوريات

نسيت شكلها

لونها

رائحتها

لم تكن أبداًغريبة

تذكرت الآن لها طعم الخمرة

وتدب في الجسد

دبيب الماء في عروق النبت

يتشتت النظريغشي العيون بريق فرح

تصير الأصابع أغصاناً

تتشابك

يا تناثر ورق الريحان

بين الترائب والخدود

لاقلاع تحمي المعبد القدسي

والرغبة في انتهاك الحدود

كم أنت بليد أيها الإشتهاء

كم أنت هيّن أيها الموت

ثمة أنواع لذيذة من الموت

كم أنت جريء أيها الإندفاع

وكم أنت رقيقة أيتها الشفاه

هبيني الرضاب وخذي قبلتي

أصيركسفح زجاجي

تشبثي أو لا فمصيرك الوادي

ستغتسلين بماءأعذب من الحريّة

يصرخ جلدك الليلكي

بصوت أعلى من وحشيّة الكبت

ماذا سيقول عنذاك الرحيق للوردة؟

لم تسألي نفسك ماالذي يدفعني كي أقتات من شجر الأسى وأشرب ماء المعاناة إلا لأنك نافذة الضوء الأبيض على قدرنا القيري فمتى تقولين افتح النافذة والهم ضوئي فيهرب السواد منك وتفر مني غصون شجرة الأسى وأسكب ماء المعاناة في بيداءالمكابدة .

***

سردار محمد سعيد

نقيب العشاق بين بيخال والبنج آب

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم