صحيفة المثقف

مراثي غيلان: طقوس عصملية

سعد الصالحيلم تكن الدنيا تسع فرحة ابن عمي خلدون وهو يشاهد النجوم على كتفيَّ طبيبا ً عسكريا ما خيبت ظنه قيد أنملة، فأصرَّ على إكمال طقوس سعادته بما ينبغي عليه كل من كان من نسل العصملي حارز العبَّو .. بإلتهام الباجة لا كمثل أي مخلوق آخر على الأرض .

كانت ظهيرة جمعة شتائية ٍ، وبعقوبة تتدثر دفء توقنا للوجبة، ساعة تسلطنت جفنتها بيني وبينه، لتكون أول مرة في حياتي أحاول فيها اغتصاب الباجة بكل تفاصيلها .

راح خلدون يتناول كراعاً بشهية ٍ يلوك حروفها:

- سعودي هاي بس تدهن الزردوم

وما كان يبخل بالثريد مصحوبا ً بالبصل الأحمر المضاد للأشخاص . فكسرت ُ تسللي واقتحمت ُ كرشاتها وكراعينها وثريدها المضمخ باللبن والثوم، كأني وإياه في ماراثون ٍ للبقاء على قيدها. حتى تركنا الرأس علامة، والكراعين أشلاء ً، والجفنة بلقعاً سطحها جفاف وبعض آثار.

مضت أربعون عاما ً، وأنا أمامه الآن .. أسترق النظر الى انبوب التغذية الممتد من فمه الى معدته بعد أن استُؤصلت نصفها .. يحاول التندرعلى ما أصابه وقد قرفصنا عند أقدامه، أنا وابن عمتي، نشاغل ألمه بما اتسع لنا من دعك اصابعها، فيرتخي حتى يغالبه الوسن .

صحا ابن عمتي بعد تلك الليلة فجراً، قال:

- سعودي، أكَعد، خلدون انطاك عمره

سعد الصالحي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم