صحيفة المثقف

تلك الهوة التي بيني وبيني

فاطمة الزهراء بولعراستلك الهوة التي تفصل بيني وبيني

أقف بمحاذاتها أرتجف

لن أعبرها قبل أن تعبرني

أخاف أن أطل على عمقها السحيق كأعماقي

من هسيس الثعابين في قعرها

من تناحر وحوشها في الظلام

تلك الهوة التي تفصل بيني وبيني

تقيد خطوتي

تربط قلبي بالشكوك

أعرف أنني على شفا حفرة منها

وزدت خطوة للإمام

أنا قاب قوسين أو أدني من سقوط وشيك

أغمض عيون القلب

في انتظار الصدام

الارتطام

وربما العدم

تلك الهوة التي تفصل بيني وبيني

تلغم نظرتي

تتتظر عثرتي

تعد أيامي

تستميت في شد أثوابي

تسحبني حيث لا أريد

لا أحب أن أكون

في الأماكن القاصية عن القلب

الملغمة بالأكاذيب

حيث اللاحياة واللاموت

يتجاوران كصديقين

يتنافسان في اقتسام لحظات السرور القليلة

تلك التي آخذها من ذاتي الموحشة

كي أسد فراغ الليالي المدسوس

في تلك الهوة التي بيني وبيني

تراني سقطت فيها

وما أنقذني يراعي

تراني أتدلى نحو قعرها ولا أحد يسمع صراخي

تراني  يتيمة قهري

شهيدة دهري

وأنا لا أدري؟

***

فاطمة الزهراء بولعراس

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم