صحيفة المثقف
مراثي غيلان (2): "حيرة وياية وحيرة وياك"
إحتار بي صديقي (هنري واهان كَرابيت)، وهو يحرضني يوميا إذ نعود سيرا ً من اعدادية النضال حتى ساحة الميدان، مرورا بكل جمال ٍ بشارع الرشيد والنهر والسراي، يحرضني على أن أتحرش بكلمة أو (تصجيمةٍ) لبنت من بنات الله البغداديات السائحات كنساء ٍ (فكتوريات)، تشتهيهن القلوب قبل كل شيء .
وما كنت ُ أتجاسر ُ على ذلك، حياء ً من توصيات الجد العصملي، وتلميحات والدي الذي كانت غاية مناه أن أتفوق علميا ً وأجتاز فتوتي بلا عوائق .
حتى بلغنا نهاية شارع النهر قبل ولوجنا فتحته المطلة على جسر الشهداء، وقد ملِّئت شجاعة ً من مرأى الفتيات يتضاحكن ويجبن بلطف على (تصجيمات) هنري، كأنهن صويحباته منذ عهود، وإذا به يدعكني بساعده في خاصرتي :
- يول شبيك، دباوع على هاي الشكَرة الكَدَّامك، صارلها ساعة تتلفت عليك وانته مثل الزمال .
وحين انتتبهت لشقرتها الأخاذة، وتلوي خصرها وهي تتمايل بقامتها الهيفاء، حضرت كل جسارتي فنطقت الشهادة بحقها وقد كان فمي قرب أذنها :
- صدقة أروح لهالشعر السرح
فالتفتت بكل دهشة ٍ، وحملقت في عيني َّ، وصاحات:
- سعد ...؟!
لقد كانت – والله ِ – ابتهال، ابنة َ خالة أبي الفتية الشقراء الرائعة الجمال .
سعد الصالحي