صحيفة المثقف

نادية مراد إنسان قبل كل شيء

علجية عيشمن قال أن العرب والمسلمين لا يحبون العراق الذي أعدم وأسقط صدام حسين؟ مثلما جاء على لسان الأستاذ ملهم الملائكة الذي نقل على موقع الحوار المتمدن، آراء ومواقف بعض المسلمين والعرب، لتصريحات نادية مراد صاحبة جائزة نوبل للسلام، فالعلاقة مثبلا بين الجزائر والعراق ضاربة جذورؤها في للتاريخ، من خلال دعم الحكومة العراقية للثورة الجزائرية، ايام الراحل صدام حسين، لكنت العراق ليس عراق صدام حسين أو الصداميين وحدهم،، بل عراق الشعب العراقي بمختلف أطيافه، وعندما نقول العراق يعني الحضارة البابلية، وليست عراق اليوم بصراعها وانقسامها، الصراع كما يبدو هو صراع مذهبي طائفي والطعن في الناشطة السياسية نادية مراد بالنسبة للأستاذ ملهم الملائكة هو لكونها إيزيدية العقيدة، ولأنها لا ترتدي الزيّ الإسلامي، وليس من أجل زيارتها إسرائيل، وإن لم تكن - كما قال هو- عربية ولا مسلمة ولا سنية ولا شيعية، فهي قبل كل شيئ إنسان، ويكفي أنها كما قال الدكتور مهند البراك (على نفس الموقع) رمز عراقي نضالي، وهي بذلك تستحق جائزة نوبل للسلام وأن تكون سفيرة حقوق الإنسان، كونها ضحية حرب مسلحة، كما أن الفساد والطائفية ومشاريع الأسلمة المشبوهة، لن تتوقف عند نادية مراد أو غيرها، يبل هي مستمرة في ظل صمت وتطبيع الأنظمة القائمة اللكيان الصهيوني.

 فوقوع نادية مراد فريسة لداعش واغتصابها على أيدي وحوش بشرية فهذا راجع إلى فساد الأنظمة والفتاوى الباطلة التي تدعو إلى الجهاد، واستغلال داعش للأقلية، وهي بالتالي ومثيلاتها لا يتحملن كل المسؤولية، وقد أصاب الدكتور مهند البراك وهو طبيب خريج كلية الطب ببغداد عندما استعرض مراحل نضال المرأة العراقية وما قدمته من تضحيات بدءًا من "فتاة الجسر" التي استشهدت بنيران الدبابات في وثبة كانون عام 1948، وأخريات قضيّن زهرة شبابهن في سجون الطغيان السعيدي، ومن شاركن ببسالة في مقاومة انقلاب شباط الأسود عام 1963، والعشرات ممن تصديّن لإرهاب البعث الصدامي واستشهدن في أقبية التعذيب وعُلّقن على المشانق، وقد حدث لسابقاتها في الحروب المسلحة وحتى في الحروب الأهلية على يد جماعات إرهابية وتعرض نساء وفتيات للتعذيب والإغتصاب أمام مرأى أهليهن، وهي صور بشعة لا تحتمل رؤيتها.

تشير بعض الكتابات أن جذور الديانة الإيزيدية تعود إلى إحدى الديانات الكردية والفارسية القديمة يُطلق عليها اليزدانية وهي ديانة منشقة عن الإسلام، ويقال أنها خليط من عدة ديانات قديمة ولها طقوس ومعتقدات خاصة بها، ويلقب أتباع الديانة الإيزيدية بالطاووسيين، نسبة إلى الطاووس ملك وهو زعيم الملائكة وحاكم الكون عند الإيزيديين، ويقدر عدد الإيزيديين في العالم بحوالي نصف مليون يزيدي، أغلبهم يسكنون العراق ، إذ يعيش 75 بالمائة منهم في العراق في المنطقة الجبلية القريبة من الحدود السورية، وكان منذ سنو تقريبا وأن تم العثور على جثث 73 شخصا من اليزيديين بينهم أطفال ونساء في مقبرة جماعية غرب مدينة الموصل بشمال العراق، تم إعدامهم على يد تنظيم داعش.

 وقد بدأت قصد نادية مراد مع داعش بداية من أوت 2014 عندما تعرضت للإستعباد الجنسي من قبل مسلحي داعش، بمدينة الموصل التي اتخذها داعش عاصمة لخلافته المزعومة، بعدما قتل المسلحون والدتها وأشقائها، وجل أفراد قريتها كوجو الإيزيدية، وبعد سبْيها المشين، تمكنت من الفرار من داعش، وقد تعاطفت المجتمعات الدولية مع نضالها من أجل قضية الايزيدية، ومنحت لها عدة جوائز دولية، أقول للذين ينتقدون ويطعنون ما قاله نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم " رفقا بالقوارير"، فما حدث لنادية مراد وغيرها، قد يحدث لواحدة من نساء وبنات وأخوات الذين فتحوا جبهات الحرب على نادية مراد وغيرها.

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم