صحيفة المثقف

فسيلتان من بستان إينانا

يحيى السماويصَيَّرَتْني ناسِكَ الطيشِ

وقِدِّيسَ المجونِ


 

(1)

قـبـلَ أنْ تـفـتـحَ لـيْ فـردوسَـهـا الأرضـيَّ " إيـنـانـا "

وتـسـقـيـنـي شَـرابـاً مـن هـديـلٍ

ورغـيـفـاً مـن حـنـيـنِ :

*

كـنـتُ  سَـجّـانـي وسـجـنـي

وســجـيـنـي

*

وعـدوّي فـي حـروبـي بـيـن عـقـلـي وفـؤادي

ويـسـاري ويـمـيـنـي

*

أعـرفُ الـلـهَ

ولـكـنْ

لـم أكـنْ أعـرفُ دِيـنـي

*

أبْـدَلَـتْـنـي فـرَحـاً بـالـحـزنِ

والـمـيـلادَ بـالـمـوتِ

وتِـبـراً بـرمـادٍ

وبـساتـيـنَ يـقـيـنٍ بـمـفـازاتِ ظـنـونِ

*

أكـمَـلَـتْ بـيْ الـضـفـةَ الأخـرى لـنـهـر الـضـوءِ

فـي الـوادي ..

وأكـمَـلـتُ بـهـا نـصـفَ جـنـونـي

*

فـأنـا مـنـهـا كـمـا الـنـهـرُ مـن الـحـقـلِ  ..

ومـنـي مـثـلُ جـذرٍ مـن غـصـونِ

*

صَـيَّـرَتْـنـي نـاسِـكَ الـطـيـشِ

وقِـدِّيـسَ الـمـجـونِ 

*

وأنـا صَـيَّـرْتـهـا ـ إنْ عـسـعـسَ الـلـيـلُ ـ أبـاريـقـي

وزيـتـونـي وتـيـنـي

*

عُـمْـرُهـا أمـسـي ومـا أهْـرَقـتُ فـي حـانـاتِ نـصـفِ الـلـيـلِ

مـن خـمـر سِــنـيـنـي

*

خِـنـتُـهـا يـومـاً بـإبْـحـارٍ

فَـزَمَّ اللهُ مـوجَ الـبـحـرِ عـن دربِ ســفـيـنـي  (*)

*

فـاغـفـري لـيْ زلَّـتـي :

عـانـقـتُ فـي حُـلـمـيَ أنـثـى

راوَدَتْ جـذري وأغـصـانـي وطـيـنـي

*

فـاشـهـدي يـا حُـجّـةَ الـعـشـقِ

ويـا آخـرَ آيـاتِ الـمـرايـا

أنـنـي تـبـتُ الـى مـائـكِ مـن جـمـر مـجـونـي

*

أيـقـظـي الـفـانـوسَ فـالـلـيـلُ ضـريـرٌ

والـضُّـحـى مـن قُـبُـلٍ قَـدَّ بـسـاتـيـنـي

وقَـدَّتْ خـيـمـتـي مـن دُبُـرٍ ريـحُ شـجـونـي

*

فـاحـذري أنْ تُـطـلـقـي يـومـاً ســراحـي  ..

أحْـكِـمـي الـقـيـدَ عـلـى حـريَّـتـي

واسْـتـعـبـديـنـي

*** 

(2) 

هَـدَّدَتْـنـي بـنـعـيـمٍ  فـوقَ مـا يـحـتَـمِـلُ الـقـلـبُ

فـيُـرْدِيـنـي الـفـرَحْ 

*

وبـخـمـرٍ ـ قـبـلَ أنْ أشـربَـهُ :

تـسـكـرُ عـيـنـي والـقَـدَحْ 

*

وأنـا هـدَّدتُ عـيـنـيـهـا إذا أسْـدَلَـتِ الـجـفـنَ

بـأقـواسِ قُـزَحْ 

*

وبـسـهـدٍ صـاخـبٍ

يـبـدأ مـن مُـغـتَـبَـقِ الـخِـدرِ

الـى ضـوءِ مـرايـا الـمُـصْـطـبَـحْ

*

عـشـقُـنـا الـجَـهـرُ الـذي  مـنـذ كـتـمـنـاهُ عـن الـنـاسِ :

انـفـضَـحْ

***

يحيى السماوي

..........................

(*) زمّ : شدّ / ربَطَ / ضيّق على الشيء ـ ومن هذا الفعل اشتقّ اسم " زمزم " حيث قامت هاجر " رض " بزمّ التراب حول الماء كي لا يسيح .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم