صحيفة المثقف

وكم من فتى

صحيفة المثقفوكم من فتى قضى على ساحل الغرباء ثكلته امه دون أن تدري وصاياها السبع بعثرتها الريح والمطر.. والبحر الذي ظن أن الثوب ال..طفا جزء من شراع الموت والحيتان أخفت من نواياها .. البلع والتمزيق والهضم . والأُفق كان مرحباً لولا إنْ خفر السواحل يصفع خده الممدود مثل ذراعه فيرتد منسحباً وراء خيمة الإنقاذ ومخالب السلاطن تطعن بطنه مثل سيوف الجانحين الى العداوة في زمن غبرت أواصره وانفك عقد الطيبين مع السلاحف . والموت لمَّ  رحاله عجلاً فأرسى شبكات صيده حافلاتٍ بالصبيان وأحلام الشباب تخلى عنهم وطنٌ وسدَّ بوجههم باب المنى.. وطيور جنات ٍ يؤلفها الخيال ُ ويرسمها في بؤر الأفكار ملونة ملاحا، ركّعا أحلامهم تحت أغلفة السنين مثل هدية ردها ساعي البريد إذ لم يجد أحداً يوقع لاستلامٍ  . والعيد لملم بالات أردية الصغار المرتدين طقوس الموت فوق جراحهم غرقاً كسنبلة بحقل الرز لم يتعرفْها رذاذ الهور ولا سمك البحيرة في سفوح المُهمَلين القاطنين في شارع - العشرين والخمسين وال ... من بغداد والمدن المحيطة ومن جلّق الفيحاء و الأرياف والمدن الصغيرة حجما لا مكاناً في بطون أسفار تأريخ العروبة والإسلام والذكرى - كالسوار صنعته كاعبةٌ من خرز ملون لتفرح أُختها غير أن الفرحة غادرت القبيلة قبل أن تلبس الأُخت ثوباً أو سوارا . ما وصل النعش كي تبكيه أم ولا وصلت جنازة هذا لان الإبن غيّر حروف الاسم وأمكنة الولادة والشهادة. وصل النعش الى مدن اخرى في الغرب أو في الشرق فلم تتعرف وجهها أُمٌ ولا وطن وظل طوق الورد مبتئسا - لا مكان له - ولافتة الشهادة .

***

سمية العبيدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم