صحيفة المثقف

الكتابة عن (هن)

رسمية محيبستشكل الكتابة عن المراة شاعرة كانت أم كاتبة مشكلة بالنسبة لبعض الأدباء سواء أكان موضوع الكتابة نقدا يصب في مصلحة الشاعرة أم العكس وهذه الظاهرة لم تعرفها أي دولة اخرى بنفس الحساسية التي يتعامل بها البعض من مثقفينا  تجاه ما يكتب عن المرأة . قد تكون نعرة عبادة الذات  في ذوات البعض ممن يحسبون حسابا لأنفسهم في مجتنع ذكوري منذ بدإ الخليقة الى يومنا هذا  وقد تكون مجرد أدران ورثناها من ثقافة العنف التي كانت سائدة والتي تربى عليها أغلب الأدباء ,ثقافة الشعارات الزائفة التي ما زالت تعشش في بعض العقول

لم تعرف هذه الظاهرة في دولة أخرى من دول العالم اذ إن ابداء الرإي او حتى الكتابة النقدية  لا تمنح صاحبة النص جواز سفر نحو القمة ولا جائزة نوبل ولا يجعل صاحبة النص تحصل على براءة إختراع في مجالها فالنقد لا يخلق شيئا من العدم

وبدلا من أن ينشر الشاعر أو الكاتب الفلاني موضوعه حول إشكالية أدب المرأة وإختلاط الكثير من المفاهيم الخاطئة في موضوع حساس كهذا فلا يجوز الخلط مثلا بين شاعرة لها تجربة طويلة وبين أسماء وهمية وصور جسدية تزين بكلمات تداعب عواطف القراء وتتخذ من الفيس بوك مساحة لها الأجدر أن يتعامل هذا الكاتب بذكاء ويفرق بين هذا وذاك والا دخل في حيز الغيرة والحساسية والخلط  وليتها غيرة أدبية تدفع للتنافس الشريف وتحسين مستوى ما يقدم من نتاج .

بخصوص التعامل مع النقد عرف الشاعر الروسي مايكوفسكي بنفوره من الكتابات النقدية وقد أشار بذكاء قائلا :

رجل ما يسمع طرقات خفيفة على بابه

وسرعان ما يحتلب الناقد من ضرعه

سراويلا وأرغفة وربطات عنق

أتظنون من السهل عليهم

أن ينشروا ألبستنا الداخلية كل يوم على صفحات الجرائد ؟

في هذا النص يلخص مايكوفسكي الكثير من المغالطات بشإن النقد السقيم والجو غير الطبيعي الذي كان سائدا في عصره

هناك من يروح للأنثى بشكل كبير ويدفع بها الى إمان لغايات لم تعد تنطلي على إحد هذا صحيح ولو تصفحنا الفيس بوك وغيره نجد ان هناك الكثير من  المواقع والصفحات الثقافية  التي تكرس لهذا الغرض وترفد الساحة الأدبية بمواهب غير ناضجة  وقد يعكر ذلك المشهد بعض الوقت لكن المسألة لا تنطلي على القارئ الحصيف  ولا داعي لذكر أمثلة وهذه المواقع والمنتديات معروفة والجميع أعضاء فيها ولكن أين الحس النقدي والتمييز بين ماهو مفتعل وغيره ؟وبالعكس هناك من يطمح الى تحطيمها الى ألف قطعة ومحوها من الوجود فهي قارورة يسهل كسرها ولا يسهل جمعها ثانية وكأن وجودها يضعه في الظل

أليس من المنطقي إن الشاعر نفسه يكون ملزما في التفريق بين الزائف والحقيقي إمتلاكه الذكاء والموهبة والحساسية التي يتعامل بها تجاه ما يقرأ

يقول الممثل العالمي الشهير مارلون براندو إنه حين يمثل مع المرأة والطفل يكون محرجا لأنهما يستحوذان على إهتمام المشاهد ويسرقان الأضواء

هل يملك الكاتب والشاعر الشجاعة التي يمتلكها هذا الفنان الكبير؟

يقول الشاعر الصيني أي كنغ صاحب قصيدة (نهر داين مرضعتي الشهيرة) يقول (الشعب يكره الكذب والبهرجة ومهما بلغت الأقوال الكاذبة من فن التزويق والبهرجة فلن تمسه ولن تؤثر فيه)

ولعله يقصد بالشعب هنا القارىء

فلم هذا الخوف من تلك الكتابات التي تصب في مصلحة المرأة أو حتى التعليقات التي تطرز نصوصها

إن أغلب المتصدين لهذه الظاهرة يجدون أنفسهم في وضع حرج قد يجر عليه الكثير من التعب والشك او شعراء لم يحققوا ما تصبوا اليه نفوسهم بعد والعلة ليس في الظواهر الخاطئة وانما فيما يكتبون.

 

رسمية محيبس

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم