صحيفة المثقف

الكاتبة ذكرى لعيبي وايقونة الحب الثابتة..!

وجدان عبدالعزيزنص الكاتبة ذكرى لعيبي (من تزعل توحشني الدنيا) حمل لنا رسالة انسانية مفعمة بمشاعر حب الحياة، والتمسك بجمالها وهوالحب، فبدأت نصها بفعل "اكتب" لماذا؟ "لأني احبك"، فربطت فعل الكتابة بعالم الحب، فالحب هو ذلك الشعور الخفي، الذي يتجول في كل مكان ويطوف الدنيا، بحثا عن فرصته المنتظرة، ليداعب الإحساس ويسحر العيون، ثم يتسلل بهدوء ويستقر في غفلةٍ من العقل، ورغمً عنا داخل تجاويف القلب، ليمتلك الروح والوجدان، ويسيطر على كيان الإنسان ..اذن هوالشعور، الذي يتملك الإنسان في داخله، ويطوف به العالم، حيث يشاء بأفراحه وأحزانه، يجول في كل مكان، فوق زبد البحر يمشي، دون أن يغوص في أعماقه، وهو ذلك الوباء اللذيذ المعدي، الذي يصيب جميع الكائنات، دون استثناء وبدونه لن تستمر الحياة على أي كوكب، فمع بداية كل صباح تشرق الشمس من ظلمة الليل الموحشه، لتبعث الانتعاش في النفوس بنورها، ومع بداية كل مساء يضيء القمر ليهدئ النفوس من وحشة الليل المرعبة، ويبعد عنها ظلمته، وكأن الشمس والقمر يربطهما علاقة محبة وتعاون ووجدان وغموض، يتحدى الافهام..لذا كررت الكاتبة اللاءات مرات عديدة، لتنفي عن نفسها القدرة في تفسير سلوكيات الرفض والقبول داخلها، وبقت اسيرة الحيرة في الاجوبة، لكن يبقى الانسان فى حاجه الى ان ينشط وتُمرنّ مشاعره الانسانية..فقلب الانسان وخياله فى حاجة الى ان ينبضا بحب انسان اخر..ومن هنا فكان افتراضنا ان الحب هوالعلاج، لكن هناك دوافع اخرى، قد تكون نفسية بالدرجة الاولى، تقول الكاتبة لعيبي:

(لا أعرف كيف أفسّر احتراقي والأجواء حولك صافية،

ولاأعرف كيف أفسّر انتمائي إليك رغم أننا مختلفان في العقيدة والمذهب والوطن،

ولاأعرف كيف أفسّر قناعتي بأنكَ العشبة التي غفل عنها انكيدو، فجاءت بها رماح السنين، لتعيد لروحي الحياة.

ولا أعرف كيف أفسّر إدراكي بأنك لستَ مذنباً كونك لم تحبني كما ينبغي

ولا أعرف كيف أفسّر براءتي من حزنٍ فُرض عليَّ)

فهذه الحيرة، التي تعيش في داخلها الكاتبة وقلق الاسئلة وفلسفة الحياة، يجعلنا نبرر ان النص جاء بطريقة النثري الشعري، كي تعطي لنفسها الحرية الكافية في التعبير عن رؤيتها الخاصة، لذا الاحظ أن سلوك الكاتبة يكون دائما مدفوعا من الداخل تغذيه حاجات لم تكشف عنها الكاتبة، كما هي، بل راحت تضع تبريرات، كي تخفف ذلك التوتر المخلوق من جراء غياب الاخر، الذي يبادلها عاطفة الحب، فهي تقول: (لا أعرف كيف أحتويك، لأنك لم تحتويني،/ لستَ مرغماً أن تحتويني،/ لستَ مذنباً أن أحببتني أقل مما أستحق/لا أعرف كيف كتبت هذه الرسالة في لحظة عزلة عن النبض)، وهنا فسرت ان الحب حرية، لانه نبض يسري بالقلوب، وبالتالي هويتحول الى التزام اخلاقي، كما الكتابة هي حرية، لكنها موقف والتزام، فحينما عاتبته بشدّة، رجعت، وبررت كتابتها، (لا أعرف كيف كتبت هذه الرسالة في لحظة عزلة عن النبض)، فكان التزامها وصدقها مع اعماقها يمنعها ان تعاتبه، الا انها عاتبته ورجعت بررت هذا العتاب، وكأني بها تعتذر عن هذا..!

 

ـ نص(لا تزعل توحشني الدنيا) للكاتبة ذكرى لعيبي

http://www.almothaqaf.com/b/c1d/933830

 

وجدان عبدالعزيز

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم