صحيفة المثقف

"لاشك" ان كل شخص يريد ان يعيش بسعادة.. وانا اشك

خلود الحسناوياما بعد .. لنحلم قليلاً ...

سابدأ كما يبدأ اي كاتب موضوعه، بــ ..(لاشك) ان كل شخص يريد ان يعيش بسعادة وسلام ..ان يعمل لتحقيق ذلك الحلم فقد اصبحت السعادة حلما ...الخ

وهكذا يستمر سرد الموضوع من مقدمته حتى خاتمته، والنهاية؟ ماذا ستكون هذه النهاية ؟ هل تعرفون؟

اخبركم قبل البدء بأي شيء ولاتقول متشائمة ..

النتيجة:ـ لاجديد نتكلم ونحكي ونحكي حتى تبح اصواتنا وتختفي والنتيجة تعاسة مستمرة مُحسَنَة باسوأ انواع العذاب مُبَهَرة بأطيب ماموجود من عفن الحياة المرّة والمريرة ..

لن يكون اي تغير .. فنحن شعب يبحث عن التعاسة لا السعادة .. واقولها : اشك في ان هناك من يريد السعادة بهذا البلد وان اصبح رأيي عرضة للملامة والنقد فهذا امر جيد ان تجد من يقرأ لكَ ويخالفكَ الرأي كي نصل بالنقاش الى حل ..

اتعمد الخروج من القاعدة كي تصل الفكرة ..

نعود للشك : لو كنا فعلا نريد السعادة لمنحناها لمن هم حولنا ستقولون كيف؟ نعم مع السعادة الامر مختلف، انها عكس كل الاشياء الموجودة في حياتنا والتي نحتاجها، هي الشيء الوحيد الذي عندما تُعطِه لغيركَ تَشعرُ بلذة وسعادة اخرى غامرة .

كيف ذلك بربكَ ؟؟ سأخبركَ ..

متى ماكنتَ حريصاً على جاركَ ؟؟ وتجنبه الاذى وتحرص على كل مايخصهُ ومتى ماكنت تشعر بالمسؤولية تجاه حييٍّكَ ومنطقتكَ ومدينتكَ وبلدكَ .

متى ما سعيتَ الى ان يكون الشارع الذي تسكن فيه نظيفا لطيف المنظر ...

متى ما رفعتَ الانقاض من الشارع او من امام باب داركَ لتفسح الطريق للمارة .. متى ماساهمت بتطبيق قواعد المرور اثناء السير في الشارع وان خالف الجميع ذلك.

متى ما راجعتَ احدى الدوائر وتكمل معاملتك دون الخضوع لشروط بعض المبتزين من ضعاف النفوس ولم تُتعبكَ لكنكَ ستكون مرتاحا نفسيا بأنكَ لم تترك فرصة للصٍ من ان ينال منكَ ..

المهم ان بداخلك صوت نقي يصرخ عندما تخالف ويعيدكَ الى جادة الصواب .. متى ماكنتَ مواطناً صالحاً وتشعر ان بيتك بمساحة البلد الذي تنتمي اليه وواجبك َبوصفك مواطناً تحمل جنسيته واسمه وانتماءكَ له ان تساهم في نشر السعادة لمن حولكَ من موقعكَ، سواء كنت ممرضا تقدم عملكَ على اكمل وجه وان كنت تعمل مع ثلة من الفاسدين مع الاعتذار للشرفاء فهؤلاء وباء منتشر لايغرنكم لون جلد الافعى الناعمة ..

وسواء كنت بائع خضار تقدم للزبون بضاعة كما تحب ان تقدمها لنفسكَ واهل بيتكَ .

وسواء كنت عامل بناء تؤدي واجبك بسمو وتحلل اجرك وتقوم بعملك دون مضيعة للوقت واستغلال من هم بحاجة اليكَ ..

وهكذا حتى نصل الى المغزى الاساسي وهو النظافة .. نظافة الحي البيت الشارع والاهم ( نظافة داخلك (ضميرك).. النظافة هي مصدر السعادة دوما وان اردتم الاثبات لكم الدليل ..

يقال : ان في احدى الدول لانريد ذكرها يقوم المواطنون بكل شرائحهم وعلى جميع المستويات من رئيس الجمهورية حتى اصغر موظف في ذلك البلد بان خصصوا وقتا لتنظيف مدنهم، وهو يوم واحد من كل شهر الكل يخرج من بيته وتتوقف الحركة لعدة ساعات من بداية النهار حتى منتصفه الكل يساهم بعملية التنظيف للشوارع وادامتها وترتيبها وبشكل طوعي حتى ان ذلك اصبح معيبا لمن لايشارك بهذا النشاط ويؤخذ عنه انطباع سيء اي انه لايتمتع بالذوق والرقي والنظافة ..

هم بذلك العمل يقومون بنشر السعادة عبر صنع الجمال من خلال تنظيف شوارعهم وتجميل بلادهم وهنا الكل سيشعر بالسعادة ..

لانك ستفرح عندما تجد ان عملكَ اتى بثماره وجاء بنتيجة وهذه النتيجة انعكست على الجميع وبشكل ايجابي اضافة الى كم الطاقة الايجابية الذي ستشعر به والاندفاع نحو العطاء بشكل اكبر واوسع ..

السؤال المهم : لم لانكن مثل هؤلاء؟ مالذي ينقصنا؟ مكنسة؟ لا .. ممسحة ؟ لا ربما .. ولكن !! ماهي مشكلتنا؟ الجواب عدم الشعور بالمسؤولية وعدم وجود انتماء لارض تحتضنكَ .. نعم الوضع سيء لاذنب لها نعم المعيشة صعبة .. لاذنب لها لم تسئ لها وترمي الاوساخ وتشوه كل منظر جميل وتنشر الرعب بشكل اخر وتنشر القبح بكل جراة ..؟ هناك حاويات للنفايات تحل كل ذلك الاشكال ولكن .. هل هذه الحاويات بريئة من التهمة؟ لا مؤكد فانها متهمة باتهام خطير وخطير جدا ..

.. نعم هي مفيدة، ولكن للاسف اخذت مكانا غير لائقا بمنظر المدينة وتربعت على الطريق المعبدة والمخصصة للمركبات، وهذه طامة كبرى ان نضع الامور في غير نصابها.. هل مسموح للسابلة ان يسيروا على طريق المركبات بطبع لا ستاتي الغرامة اسرع من الطلقة؟ هل يمكن لسائق المركبة ان يسير على الرصيف (اي المكان المخصص لسير المشاة) من الطبيعي انك ستقول ان هذا شخصا مجنونا وايضا ستاتي الغرامة على جناح السرعة ..

اذا يااخوان ياامانة بغداد ايتها الدوائر البلدية لم الحاويات في طريق المركبات وتغلق سايد كامل منه مما يعرض السائقين والمشاة لخطر الحوادث؟!! اي جواب شافٍ سياتي نريد معرفة السبب لذلك .. حاوية النفايات توضع في الاستدارة؟ بأي قانون وفي مفترقات الطرق تسير بامان الله واذا بكَ تتفاجا بها كالشيطان امامكَ!!!.. اين المفر؟ نعم جلستْ في غير اماكنها وفي طريق ضيق مثل طريق المسبح تحديدا ببــاب المنشاة العامة للزيوت النباتية .. ايعقل ان تقود مركبتكَ ليلاً وتتفاجأ بأن حاوية تتسيد الموقف وتجلس في الاستدارة؟!

ارجوكم بقانون اية دولة يكون مثل ذلك الامر، وغير هذا المكان كثير كثير في بغداد مما يسبب حوادث كثيرة ولانعرف هل ان وجودها بهذه الاماكن بأمر دائرة المرور ام امانة بغداد ودوائرها البلدية؟! ا جهة اخرى؟ نريد جوابا ..

كي نعمل معا يدا واحدة لنزرع السعادة، ليحصدها اجيالنا كي نجنبهم مرارة الواقع وآلامه هذه رسالة لمن لايريد لابنائه واحفاده ان يعيشوا ببيئة قذرة ظاهراً وباطناً .. قولاَ وفعلاً، لاننا بذلك نُنـَـقي الضمير من شائبة ( المعلية، شعلية) ونصل الى الرقي يتكاتفنا وخروجنا لتنظيف الشوارع حتى ياتي اليوم الذي ننظف فيه (الاقلام) ونكتب بها قوانين مشذبة من كل شائبة ..

القلم النظيف اول غصن في شجرة السعادة .. وان وصلنا لهذه المرحلة فاننا نبدد ذلك الشك .. ونُحقـِق الحُلم .

 

بقلم : خلود الحسناوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم