صحيفة المثقف

ارحموا عزيز قوم.. رسالة فنان

خلال استقباله للفنان الكبير حسين نعمة؛ دعا الرئيس الدكتور برهم صالح لإصدار تشريعات تؤمن للفنانين والمثقفين الحياة الرغيدة ؛ مؤكدا على ضرورة إيلاء المثقفين والفنانين والمبدعين العراقيين الاهتمام والرعاية المطلوبة بما يتناسب مع إبداعهم وإنجازاته وامكانياتهم الوطنية

وكان الفنان الكبير حسين نعمة قد وجه في وقت سابق رسالة للحكومة العراقية مايلي نصها

نخوّة عزيز قوم. للقناعةِ فائدة وحدود. وحين تكون القناعة طرفاً مباشراً للضررِ وعدم الفائدة. فليس هنالك جدوى او مبرر للقبول بها. هنا وبعد ان طالَ صبري وبلغَ السيلُ الزبى. اشرفَ ظنكُ العيشِ يهددُ كرامتي حينَ يوصلني لذل الحاجة والعوّز. بسبب عدم مقدرتي بتعيين اولادي الثلاثة الذي نالوا شهادات جامعية اكثر من ثلاث سنوات واكيد القادم اسوء. اضافةً الى راتبي التقاعدي البائس. 400 الف دينار فقط. وقد شيّدتُ امالاً على تعيين اولادي ليساعدوني ولهم ايضاً وطرقتُ الابواب دون جدوى. اولادي بكلوريس علوم حاسبات. بكلوريوس كيمياء. وهندسة نفط المرحلة الثالثة. هنا ومن حقي الانساني. خصوصا انا تسعون بالمائة قد اعتزلتُ الغناء. قررتُ وعائلتي الهجرة الى وطنٍ اخر اكيد نستطيعُ العيش بهِ أعزاءٌ كِرام. فأدعوا اخوتي واهلي في دوّل الخليج. ان يقفوا معي في محنتي هذهِ وقبول تواجدي وعائلتي في الاقامة. في الكويت. الامارات. سلطنة عُمان. البحرين. قطر. او اي دولة عربية وحتى دولة اوربية. تقديراً لموقعي الاجتماعي وعطائي الفني اكثر من خمسون عام. بكل شوقٍ ومحبة انتظر ردكم احبتي. نسخة الى رئيس الوزراء العراقي. ورئيس الجمهورية. ورئيس البرلمان. للعلمِ. واعتذاري لاحبتي الشعبُ العراقي الابي لان َ. للانسانُ صبراً وطاقة. خصوصاً انا الان معتزل الغناء. وكان مصدر رزقي.

للاسف الشديد اليوم ترى المعاول ترفع لتهديم كل من يرتفع، يحاربون كل مجد أو شريف ونزيه أو مبدع، إنها السلبية التي تطبع سلوك العراقي". معللا بالقول بان "الخلل يكمن في إن السلطة هي المحور في حياة العراقي على مدى عقود. هذا بعض الخلل أو بعض أسباب الخلل بيد إن طبيعة السلطة أيضا وأسلوب الإدارة ومن المسيطر على السلطة اليوم ترى في المؤسسات والوزارات السيادة والغلبة للجهلة والسراق. لدينا الآن منتحلو صفة وليسوا حقيقيين تدرجوا ووصلوا بسبب تزوير شهاداتهم وشراء مناصبهم. فكيف بنا إذن أن نصنع النجوم ونحن نحارب كل مبدع ولامع؟ صناعة النجوم تحتاج إلى بيئة تشجع الإبداع لا أن تهدمه،وتخيل حتى النجوم الذين تصنعهم ظروف حياتهم في الخارج والتشجيع الذي يلقونه هناك تراهم يتعرضون للتجاهل إن لم يكن للمحاصرة والتهديد بمجرد عودتهم إلى العراق ويتعرضون للتحجيم الكامل فتراهم يقفلون عائدين من حيث جاؤوا والى حيث يجدون التقدير الكامل لكفاءاتهم".

 

نهاد الحديثي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم