صحيفة المثقف

لا يمكن لأي مدير أو قائد أو رئيس عمل ترجمة مفهوم روح الجماعة بين فرق العمل التي يديرها، إذا كان هو نفسه غير ملم بحيوية وأهمية هذه المبدأ، لا سيما إذا لم يكن يعي أن العمل الجماعي يقوم على العدالة وموازنة المهام والأعباء بين الجميع، بحيث يشعر كل أعضاء الفريق أنهم على قدم المساواة في كل شيء.

وكما هو معروف، فإن للعمل الجماعي فوائد عظيمة، وإن وجد الأرضية المناسبة والقيادة الواعية فإنه دون شك سيحقق النجاح، وهناك جملة من الأسباب من بينها أن ساعات العمل الجماعي تقل عن ساعات العمل الفردي، أي أن الإنجازات التي تتحقق للجماعة تكون أسرع وأكثر دقة ومهارة مقارنة بالعمل الفردي الذي يستغرق وقتاً طويلاً، وفي أحيان تكون مخرجاته غير دقيقة.

وهناك جانب مهم آخر، هو أن العمل الجماعي يسمح بتبادل الخبرات ونشر المعرفة بين مختلف أعضاء الفريق، فكما هو معروف هناك موظفون يتمتعون بالخبرة والمهارة والتجربة، وهناك موظفون حديثو العمل أو خبرتهم أقل، وعندما ينضمون إلى فريق عمل واحد، فإن الأمر يبدو كما لو أننا ألحقناهم بدورة تدريبية واقعية زادت فيها الخبرات والمهارات بسبب الاحتكاك والعمل مع أهل المعرفة.

أيضاً، يساعد العمل الجماعي في إخراج الأفكار الجديدة، ووضع الخطط لتنفيذها وتسريع دورة العمل بما يحقق مزيداً من الإنتاجية.. في الحقيقة، تطول قائمة فوائد العمل الجماعي، لكن يبقى السؤال من هو المدير القادر فعلاً على ترجمته على أرض الواقع في إدارته؟

فاطمة المزروعي