صحيفة المثقف

"عاش.. عاش"

وداد فرحانمن حق المواطن أن يحلم وأن تتحقق أحلامه، الحلم قضية لا يراها القساة، فهو مخزون في عالم السرية الخاص بالمواطن الذي يسعى أن يجعله خاصيته الوحيدة في الاعتراض على الواقع، وثورته الهادئة ضد تفشي الفساد.

 أن يكون الوطن باحة من الجمال والهدوء والطمأنينة والعدل والمساواة، هو حلم نوم ويقظة يومي تكرره الحاجة الملحة، يزداد طرديا مع غيابات الحقوق والحاجات الأساسية للمواطن.

 المواطن يتمنى أن يستيقظ على واقع جديد خالٍ من الكواتم والموتورين طائفيا، والمنافقين سياسيا، ولصوص خزائن دولته التي  جعلوها خاوية على عروشها، يغرق ما تبقى فيها من نقد ورقي بمياه المجاري!

 أحلام المواطن لا تنتهي، فهي حقه المكفول في دستور الحياة، لا ينازعه عليها منازع، ولا يهدده عليها ظالم، فبناء المستشفيات والمدارس، وحماية أرواح الناس، وتعبيد الطرق والجسور، وتشييد السدود، وتأسيس برنامج التكافل الاجتماعي، وتخفيض خط الفقر ومحوه، وإنهاء البطالة، والاعتناء بالكفاءات والعقول، ومكافحة التصحر، وإعادة السواد الى أرض السواد، وغيرها الكثير في قائمته، كفلها حقه في الحلم،

فلم لا ندعه يحلم؟

فهو لا يهز عروشا ولا يخيف موتورا، بل يبحث عن صحته المفقودة.

 وما بين تزاحم الأحلام على مخيلته، جاءه خبر تحققها، فقد أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في قرار تأريخي وجريء، الموافقة على قيام وزارة التجارة بإضافة نصف كيلوغرام من العدس ضمن مفردات البطاقة التموينية لشهر رمضان حصريا.

 ويستيقظ المواطن فرحا، فيذبح الذبائح لنصف كيلو العدس، الذي من فوائده أنه يشكل نقطة الانطلاق لبناء وطن حر أمين.

صرخ المواطن: "عاش العدس"..

وكررت أسرته "عاش.. عاش".

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم