صحيفة المثقف

النزاهة تعقيبا على ما يسمى بهيئة النزاهة

عقيل العبودكلمة نزيه تعني مستقيم، والإستقامة تعني العدالة في التفكير والتصرف والمنطق واتخاذ الأحكام وهي مقولة اخلاقية مكوناتها العقل والمشاعر والسلوك the brain + emotion+ behavior.

أما العقل فرجاحة التفكير والحكمة، وأما المشاعر فنقاء السريرة والزهد منها، وأما السلوك فهو ان يزن الإنسان كلامه وتصرفاته بطريقة منضبطة وقانونية بعيدا عن التهريج واللامبالاة.

وهذا معناه امتلاك القدرة على التحكم بصياغة القوانين والمحافظة عليها وعدم التفريط بها، ما يفرض مراعاة قيدين، هما الحرية والقوة.

أما الحرية فهي التجرد عن القيود الخاصة بالإنتماء اوالانخراط أو التعبير عن جهة معينة، وهي في حقيقتها تمثل الهوية الأخلاقية the ethical identity، وهذه الهوية لها من الإهمية ما يجعلها مجردة عن بطاقات الارتباط والتمثيل الدبلوماسي الخاص بالجهوية باعتبارها  تمثل المبدأ الأخلاقي الذي له الحق الأسمى في صياغة الأسس القانونية والسياسية والاقتصادية للمجتمعات والحكومات مع الأخذ بنظر الاعتبار الجانب المعرفي والعلمي لكي تكون قوية التأثير كشرط من شروط وجودها ما يشار به إلى تحقق القوة في التأثير واتخاذ القرارات، فالحرية مع الكرامة تعني امتلاك الرأي السديد والصارم.

ونظرا لهذه الحيثية، ومن باب التعريف والإحاطة، يصبح من الواجب الإشارة إلى حقيقة غياب ما يسمى بهيئة النزاهة العراقية وانعدام تأثيرها في تأسيس القرارات الخاصة بانتخاب الحكومة وفقرات الدستور وبناء الدولة والقضاء وجميع المكونات الإدارية المرتبطة بتشكيل السلطة والاقتصاد والعلاقات والأمن وما يتلوها، ما يدعو إلى بطلان أهميتها.

وهذا ما لم يتم عرضه وبثه على الجمهور، حتى توهم البعض ان النزاهة تعني محاسبة ما يسمى بالمقصرين والفاسدين فقط دون الأخذ بنظر الإعتبار معنى وجودها بينما هي في اصلها يجب ان تشغل اعلى منصب في الدولة.

 فهي في الميزان يجب ان تمارس مسؤولياتها الشرعية والقضائية والتنفيذية، ما يفرض عليها التدخل في صياغة الدستور ومتابعة الأحكام والقرارات وجميع مكونات الدولة اضافة إلى مسؤولياتها في الإشراف على العلاقات الخارجية والأمن القومي.

وهذا ما يعد من الموضوعات المستعصية والواجبات المرهقة قياسا إلى ما هي عليه الان سيما ونحن في ظل حكومة خاضعة لإشكاليات والتزامات مفروضة، ما يعد خارجا عن نفوذها، ولذلك يعد وجودها باطلا بناء على صلاحياتها وشروط وجودها المبتورة.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم