صحيفة المثقف

صمت المقابر

شلال عنوزيتضوّر الرمل باكيا

رعونة أقدام القطيع

يشهق ...

حيث تنتحر مرافىء الأزمنة

بجناية اليباس

تحترق الفصول

بلهب العواصف

يشتعل شغف النواعير

حينما ينضب ماء السواقي

تسرق شراهة طوفان  الندم

ممرات الحلم

حيث لا مرور الى مناسك الأمل

في ضجيج المدن (الخشخاش)

تتجلّى (الحقيقة) خائبة

خلف قضبان المحنة

مأزومة تبكي وداع الصادقين

تنهزم زرافات الأماني

مهاجرة في دروب اليأس

وتسخر المقادير من قبائل الدمى

هنا وأنت تجاور صمت المقابر

لاتكون الا وشاية تقبّل لحد الصمت

أخدود وجع يزفر عند نهايات الهاوية

يوميء الى هزيمة تأكل مناسيب القلق

تتعرى كغانية سرقت جدائلها

في ليلة النكول

أو كألعبان بلا رأس

يرقص في ميدان

شغب الغجر

الممتلىء بفحيح الأفاعي

وبلاهة الخرافات

ولا شىء الا عواء ذئب المأساة

يتمترس مستبدّا في رؤاك المبعثرة

منذراً ديمومة شهقات الفواجع

أزليّة الهلاك الجمعي

هنا تموت بالتقسيط

في لُبِّ صمت المقابر

تقيم طقوس شعائر

موتك المجّاني

تهزج للراحلين ...

نشيج الوجع

تكتب على شفاه الجفاف

أبدية اللوعة

يامن تروم دخول بوابة المرايا

من (سَمّ الخِياط)

من أين لك النفاذ ؟

كل الطرق معصوبة العيون

وكل المسافات يحتسيها شبح الأفول

هنا المزاد الذي أنشأته ريح (صرصر عاتية)

في جشع الصيرفة

هنا الناكثون ..القاصطون ..المارقون

الخائنون ملح  الزاد

الناكرون أبوّة الطين

هنا تزوّج الشيطان

فولد شيطانا عجيبا

غلب بمكره

شياطين الأرض

هنا المشاوير حبلى

ولم تزف (الآزفة)...

***

نص / شلال عنوز - النجف الأشرف

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم