صحيفة المثقف

من أجل ثقافة مقاومة لمشروع صفقة القرن

بكر السباتيندار بيني وبين الدكتور سمير أيوب مساء اليوم عبر الهاتف نقاشاً حول السياق الثقافي لمواجهة صفقة القرن من خلال الاهتمام بما "بعد" هذه الصفقة التي ولدت موءودة بفعل رفض الشعب الفلسطيني لها ولوجود المقاومة بكل أشكالها وخاصة الميدانية في غزة التي توحدت فيها الفصائل الفلسطينية في غرفة عمليات مشتركة رغم الاختلاف السياسي بين أصحاب القرار.. وعليه فقد اجتهدنا بالذهاب إلى خطاب ثقاقي يقوم على بناء الإنسان العربي الجديد، وترسيخ مبدأ المقاومة وبناء الذات والشخصية المستقلة في العقل العربي الجمعي، والتركيز على نشر ثقافة المقاومة من أجل التصدي لمخرجات صفقة القرن وتداعياتها التي بدأت أولى خطواتها العملية بورشة المنامة الاقتصادية ما باتت تعرف ب "مؤتمر بيع فلسطين وتصفية قضيته" وقد خسئوا.

ثمة مرتكزات لا بد منها للانطلاق بفاعلية كي يؤثر الخطاب المنشود على الحراك الجماهيري العربي الخجول والمتصاعد نحو خلق بيئة حاضنة للمقاومة الثقافية ومحاصرة أثر الصفقة على العقل العربي المغبون.

وقد اتفقت والدكتور سمير أيوب على تنظيم عدة محاضرات مشتركة بيننا في هذا السياق تقام في عدة مؤسسات أو جمعيات ثقافية (يمكن الاستعانة بمحاضرين آخرين في هذا النشاط الثقافي)، كما واتفقنا أيضاً بأن ننطلق بالمحاضرة المشتركة الأولى من مقر رابطة الكتناب الأردنيين (قاعة غالب هلسة) كونها تمثل بيت المثقفين والكتاب الأردنيين المعتمد لدى اتحاد الكتاب والأدباء العرب.

وخلال هذه المحاضرات سنتحدث عن مؤشرات الرأي العام وكيف تقاس في الكيان الإسرائيلي.. وليس خافياً على أحد في أن أجهزة الرصد الإسرائيلية المنبثقة من الوحدة الإلكترونية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلي يناط بها مهمة رصد وتحليل كل ما يكتب (ولو ومضة من طفل صغير) عن صفقة القرن عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي والعالم.. لتعزز بياناتها حول متغيرات الرأي العام العربي والعالمي، وورسم إحداثات تلم المتغيرات لرسم مؤشراته ما بين رافض للصفقة وقابل لمخرجاتها.. ولدى تلك الأجهزة الخبرات الفنية القادرة على فرز الذباب الإلكتروني وصفحاته الإلكترونية والصفحات التي يقف وراءها أشخاص حقيقيون لتعتمد في مؤشراتها السرية على الحقائق كي ترسم سياساتها الإعلامية.. بالمقابل، تقوم تلك الوحدة الإسرائيلية التي تنسق مع مثيلاتها في السعودية والإمارات والبحرين بنشر الذباب الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتزوير المواقف الجماهيرية العربية لصالح صفقة العار حتى تتغير المؤشرات الخادعة.

وفي إجراء تنسيقي بادرت شخصياً إلى إجراء اتصال هاتفي مع الدكتور أحمد ماضي المشرف على برنامج الثلاثاء الثقافي في رابطة الكتاب الأردنيين، ولخصت له الفكرة، حيث رحب بإقامة الندوة الأولى (المحاضرتين) في مقر الرابطة بعد أن نعقد اجتماعاً معه لدراسة برنامج الندوة المنشودة، وبناء على ذلك يتم تحديد الموعد المناسب ضمن برنامج الثلاثاء الثقافي.

كل المحبة والتقدير للقامتين الوطنيتين الأساتذة الأفاضل الدكتور سمير أيوب والدكتور أحمد ماضي. وإلى لقاء يجمعنا على مقاومة جادة لمشروع صفقة القرن ومخرجاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.. ومعاً حتى تحرير الإنسان العربي من قيود الخوف والتردد من أجل تجديد الطاقة الإيجابية في الروح العربية المتقهقرةـ والتحليق بها عالياً على أجنحة المقاومة الثقافية الجادة المؤثرة.

أصدقائي في كل مكان.. أقول لكم بأننا جادون في مشروعنا الثقافي، فهل أنتم معنا.. غايتنا تقديم ندوات تفاعلية ترضي ضمائرنا التي يسعون لاغتيالها وقد خسئوا وما عليكم إلا المشاركة وتشريفنا بالحضور حينما نعلن عن ذلك.

 

بقلم بكر السباتين

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم