صحيفة المثقف

أين مصلحة العراق من الصراعات الدولية؟

ضياء محسن الاسديبين الحين والآخر نسمع بأن الحكومة العراقية تتخذ موقفا محايدا من هذه الأحداث والصراعات التي تدور من حوله على حساب مصالحها ومصالح شعبها ويسعى جاهدا أن لا يكون فيها كبيضة القبان في هذه الصراعات حيث أن أكثر هذه الصراعات وتأثيراتها الجانبية تكون في ساحته ومؤثرة على سيادته لأنها تخدم بعض الأحزاب السياسية المرتبطة بهذه الدولة أو تلك وأن موقف الحكومة العراقية ودورها فاعلا في المحايدة وإبعاد سياسته عن هذه الصراعات وأن يكون له دورا متوازيا لهذه الدول المتصارعة وأن له الدور الفاعل في إخماد بعض التوترات الإقليمية التي تقترب نيرانها في بعض الأحيان إلى حدوده الهشة . نعم نقر بأن العراق له الدور الفاعل في تقارب وجهات النظر بين الدول التي تشهد صراعا محتدما مع بعضها البعض في سبيل تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية التي تقاتل عليها بشراسة . فمن حقنا نحن العراقيون أن نسأل أين مصلحة الشعب العراقي؟ وما هي النتيجة التي تجنيها الحكومة العراقية من كل هذه الصراعات وما هي المصلحة والثمن من موقفها من هذه الأطراف المتصارعة والكثير منها على أرضه وتمس حياة شعبه هل استطاعت الحكومة العراقية تبني علاقات جيدة مع الأطراف المتوترة في العلاقات والمتصارعة على مصالحها الخاصة ومعرفة كيفية استرداد حقوقها المشروعة والمسلوبة من هذه الدول ومساهمة هذه الدول في ترتيب البيت العراقي وإنعاش اقتصاده المتدهور هل للحكومة العراقية مطلبا واضحا من هذه الدول كي تمد يد العون لبناء الاقتصاد العراقي الذي يحتاج الكثير من الدعم المادي والمعنوي من دول العالم الذي قاتل العراق نيابة عنها كثمن لموقفها الإيجابي والمفاوض نيابة عن هذه الدول المتصارعة . وخاصة أن كل الدول المتوترة العلاقات الآن تقاتل وتستميت للحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية في داخل بلدانها أو خارج حدودها خدمة لبناء أوطانها وتنمية واقع مجتمعاتها إلا العراق الذي ما زال يقاتل داخل أرضه وخارجه في سبيل تحقيق مصالح غيره على حساب شعبه ووطنه وما زال يعطي الكثير والثمين ويقبل بالقليل الذليل وما زال سياسيوه لا يعرفون كيفية الاستفادة من هذه الصراعات لجذب المصلحة لشعبهم المتعب وهذا ما يدل على أنهم بعيدين كل البعد عن شعبهم ومتطلباته ومعاناته أو لديهم قصور في الرؤيا للسياسة الحالية في العالم وعدم معرفة في أدارة فنونها التي تطورت في أرجاء العالم فهل سيتدارك المسئولون العراقيون هذه الهفوة السياسية وتصحيح مسارهم ورسم سياسة خارجية وداخلية تصب في مصلحة وخدمة المواطن العراقي للنهوض في بناء اقتصاده ومجتمعه ووضعه في مكانه الطبيعي الذي كان عليه قبل تغيرات الأخيرة للعالم العربي والدولي.

 

ضياء محسن الاسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم