صحيفة المثقف

ترهل المستوى العلمي وتراجع الاداء المهني لوزارة التربية العراقية

عقيل العبودفوجئت حقا بقضية القبول الخاصة بمعدلات طلبة السادس الإعدادي، الفرع العلمي على وجه الخصوص.

 حيث كنت أتوقع ان المعدل (٩٢٪)يمكن ان يكون راجحا للقبول في كلية الطب، ولذلك كتبت لإبنة اخي التي كانت تسألني الدعاء لها بالقبول في الكلية أعلاه، رسالتي التي تضمنت تمنياتي لها بإحراز المعدل المذكور.

 كونها وبلهفة كانت تعبر عن أمنياتها للقبول في الكلية أعلاه، مع شعور بالخوف يراودها مصحوبا بخيبة الأمل.

ومن الطبيعي ان الدرجة المتوقعة لها بحسب انطباعي عنها انها ستكون من استحقاقها كونها من الاذكياء هذا ظنا مني بأن المعدل الذي يزيد على التسعين يفرض نفسه.

 حيث كتبت لها ان لا تخف وأنها ستنال الدرجة أعلاه،

لكنني فوجئت بقولها بأن المعدل (٩٢) لا يصلح الا للمعاهد وهذا ما يجعل الطالب يفكر بإعادة الدراسة، املا بالحصول على المبتغى.

ولذلك سؤالي لا اعرف كم المطلوب ليحق للطالب العراقي لإختيار الفرع الدراسي المذكور، ولكن ربما ٩٩،٩، وهذا بحسب تجربتي العلمية لا يمكن ان يكون الا بأكذوبة، لذلك استفزني الأمر كثيرا، بل ودعاني لإن اكتب على عجالة هذه المقالة، مقارنا بين حالة عدم صلاحية المعدل أعلاه للقبول في الكليات الجيدة، مع تضخم العملة.

 حيث كلما زادت نسبة الهدر المالي، كلما ارتفعت أسعار المواد الشرائية، ما يسمى بالتضخم، وعلى غرار ذلك (قانون العرض والطلب) في الاقتصاد حيث كلما كثر الطلب على سلعة معينة، يرتفع سعرها.

فالعشرة دولارات التي كانت تكفي لشراء صندوق الشاي أيام زمان، مثلها مثل معدل (٨٧) التي كانت مؤهلة للقبول في كلية الطب جامعة البصرة أيام ذلك الزمان .

وخلاصة الأمر وبعد التقصي اتضح ان المعدل ٩٠-٩٣ الذي كان أيام زمان القريبة يصلح لنظام البعثات العلمية خارج القطر، اليوم بات لا قيمة، ذلك له في عهد ما يسمى ب "عصر التغيير" وأنا اسميه ب (عصر التدمير)، حيث فعلا تم تدمير جميع مكونات الحياة الاقتصادية والعلمية والمالية والبنى التحتية والحضارية للمجتمع العراقي، سيما ونحن نعيش أزمة بل أزمات لم تستبعد فيها سرقة أسئلة الامتحانات الوزارية واعطائها لابناء الوزراء والمسؤولين ، كونهم الطبقة الوحيدة التي يحق لها ان تفوز بالمراتب، والمال والجاه، وحتى الشهادات وهذا ما يفسر عدم صلاحية وزارة التربية، لأداء مهماتها كما يتم تداول الأمر بين عامة الناس بعد ان دب الوسواس الخناس الذي اكل الأخضر واليابس في خارطة من الأرض اسمها العراق أيام ذلك الزمان.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم