صحيفة المثقف

لم تعد الاستقالة كافية ياحكومة السراديب المظلمة

رفيف الفارساولا وردا على من يقول إن المرجعية ناصح وليس متدخل ومتحكم بالعملية السياسية اتسائل هل يعقل أن يسمع رئيس الوزراء خطبة "رجل دين ناصح" ويعتبره امرا وينفذه على الفور وهو الذي تجاهل سابقا مطالب الشعب منذ اليوم الاول المظاهرات؟!

هذا يعني ببساطة أن الحكومة برمتها لا داعي لوجودها لا التشريعية ولا التنفيذية ما دام هذا البلد يدار من "غرفة نوم السيد السيستاني وحمامه.

ثانيا لم تعد استقالة عادل عبد المهدي اوغيره عاملا مؤثرا في الاحداث الراهنة، لأننا جميعا نعرف ان ذهاب عبد المهدي سوف يأتي غيره ومن نفس رحم الفساد ومن نفس البطانة التي تدار من "الغرفة السابقة" نفسها.

فهل تتصور المرجعية أن باستقالة عادل أو غيره ستنطفئ جمرة الالم في صدور الأمهات؟!

الان وبعد كل هذه التضحيات وبعد شهرين من المظاهرات السلمية والمشروعة والتي تحولت الى ثورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، نطالب بمحاسبة كل من كانت له يد من قريب أو بعيد بما حدث في المظاهرات السلمية من اول يوم، واكرر هنا المظاهرات السلمية التي جوبهت ومنذ اول يوم بالعنف والقتل والاعتقالات والتهديد.

كما أن المرجعية تطالب البرلمان بترشيح رئيسا جديدا والبرلمان نفسه مرفوض من قبل الشعب بوجوهه المشبوهة الحالية، فأي لعبة تمارسونها وأي تخدير تحاولون ان تلقونه على الشعب الثائر؟

كان يجب عليكم ان تفكروا بمصلحة الشعب اولا قبل ان تستميتوا في الدفاع عن مصالحكم ومناصبكم، وان تستجيبوا لمطلب الثوار بالاصلاحات الجدية التي تخدم الجميع قبل ان تفكروا بحلول تخديرية لا طائل منها ولا نفع.

هذه الخطب التي باتت موضع تندر الصغير قبل الكبير ما هي الا جرعات تخديرية تعتقدون انها ستؤثر بما اوصلتم له الشعب من الم ووفقدان وخسارة خيرة الشباب الذين سنندبهم دهراً ولن ننسى دمائهم الطاهرة التي نزفوها مطالبين بوطن حر خالي من الاحزاب والعمالة والتدخلات التي جرت علينا الويلات والازمات.

ليكن في علم هذه الحكومة التي تسير وفق اوامر السراديب المظلمة ان سقف مطالب الثوار والشعب قد ارتفعت كثيرا عن مجرد استقالة واهية فمطالب الثوار هي ان يتم وضع قانون انتخابات منصف وعادل وشفاف وواضح مبني على الانتخاب الفردي والكفاءة في اداء المهام واختيار برلمان يمثل كل الشعب بعديدا عن محاصصة مقيتة غير منصفة واستبعاد الاحزاب والافراد المشاركين في العملية السياسية منذ 2003 ولحد الان كما يجب ويجب فصل الدين عن السياسة، ومن ثم محاسبة كل من اساء للشعب العراقي وسلب امواله واهدر دمه وكرامته.

 

رفيف الفارس

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم