صحيفة المثقف

مَضافات في هاوية

سامي العامريهو العمرُ عنــد العُرْب تكرارُ أيامِ

ومحض ثغاءٍ مــــــن أناسٍ كأنعام

 

ومَن ظــنَّ شيئاً جَدَّ في واحة الرؤى

فقد لاكهُ مــِـــــــــن قبلنا حشدُ أقوام

 

وكل الذي تلقاه في الصـــــبح جِدَّة

ستلقاه بعد الظــــــهر جوقةَ أوهامِ

 

وإنك لو ألقيتَ نــــــــــــظرةَ فاحصٍ

على كل ذا من حظوة (العالَم النامي)

 

ستُلقي بنفسك من علوِّ ســــــــحابةٍ

وتَفنى مـن الخذلان والقهر والسامِ

 

عبوديةٌ قامت قيامتــــــــــــــــها دماً

على المرأة الهيفاء فــــي موكبٍ دامِ

 

كذاك علـى الأنهار عامت ضفافُهــا

بضربٍ من التنكيل ما عاشـه ظامي

 

نوارســــــــــــُـها الجذلى تمدُّ رقابَها

سهاماً وســهم الموت يُرمى بلا رامِ؟

 

وحرية الإنســـــــــــان أقسى وقبلها

كرامته عَقدٌ تلاشــــــــــــــى بإبرامِ

 

أثأرٌ مِن النسْـــــــمات تهفو وسعدُها؟

ومِن مركب الأشـــذاء يُسقى بأنغام؟

 

وحتى هلالُ البوح والتوق والســــنى

أتاحوا له مـَـــــــــــــن يستبيه كإكرامِ

 

فيا كرَمَ البارود من كــــــــــــفِّ حاقدٍ

ويا لمضـــــــــــــــافاتٍ أتيحتْ لأيتامِ

 

كأنَّ لإسم الشــــــــــــــــرق ألفَ دلالةٍ

وها شَرَقَتْ أفواهُ شرْقٍ بإطـــــــــــعامِ

 

أو الضدَّ حيث القِرشُ في البحر كاسرٌ

وفي البَر يبني العُرْبُ دنيــــــا بإجرامِ

 

فواحدهم جانٍ ويختال ضــــــــــــاحكاً

يقال: يرى الأوراد مــــن خلف أكمامِ !

 

ويـــــــــدعو رُقيَّاً فاضحاتِ انحطاطهِ

وأين الوضاعةُ مـــــن تَرافُلِ أجرامِ ؟

 

ويحسب فيضَ الوجد نوبــــــاتِ علةٍ

وأن قِوى النجوى دعاياتُ إعــــــلامِ !

***

سامي العامري - برلين

...................

شَرَقَ: غَصَّ

القرش: لفظ الشرق معكوسا

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم