صحيفة المثقف

أنشودة الشِّعر الحزين

ياسين الخراسانيللضوء المسرَف على وجوه العُمْي

للشحاتين على أرصفةٍ دون عابرين

لنحيب سماء دون علو

أكتب أنشودتي

**

يحدث أن نجد في صَدَفات النهاية

جوهرةً من جنس البداية

يحدث أيضاً أن نتحسس في ظلامنا الجَهْم

وبراً من الضوء

يحدث حينها ألا يكون للأشياء

معنى إلا ما نريد

كأن نركب عاصفةً

لنروضها على طبع النسائم

أو نملك من النجوم

ما يكفي لسد خُرُوم الليل

أو نثني البحر عن اختلاس ملح الأرض

ننتصر جميعا

أو هكذا نعتقد

أشباهنا يحملون لنا كؤوس الثمالة

من حتمية الزوال

يكاد التحول أن يكون كاملاً

أو هكذا نعتقد

أشرفنا على الانتصار على بلادة الوقت

قلنا للحيوات الحزينة:

أنت أول من يصعد إلى الله

و لن ينجو من الطوفان اليوم

إلا من كتب بدمه صلاة على خشب السفينة

راياتنا بيض من القرابة إلى الشبح الأول

ننتصر في موقعة الخسارة

ونقول تباً لكم أيها الأحياء

الخاسرون اليوم

هم العائدون إلى بيوتهم

يحملون أرواحا مضاعفةً من التناسخ

السجناء هم القابعون في جسد الحصان

الحصان يصهل من الخوف

في جوف الحصان يتساوى العدم والمدى

و يدق الخائفون على الجدار

كنا أقل موتاً في الأسطورة

هومير منعنا من العبور

إلى الجهة المقابلة في الحكاية

لكننا اليوم نحيا

سادة مع من لا يخشى الصدى

نحن تراب سدرة المنتهى

نحن ضالة السماء

على هذه الأرض

***

ياسين الخراساني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم