صحيفة المثقف

الصراع السياسي وتأثيره على المجتمع

ضياء محسن الاسديبعد قرب الانتهاء من العشرين سنة للقرن الحادي والعشرين نلاحظ هذا التقدم السريع والهائل للعالم برمته وتقدم الدول على حساب دول أخرى والتسابق فيما بينها في بناء مرتكزات عملية التقدم والازدهار لدولهم ومجتمعاتهم وخصوصا الدول العربية والإقليمية حيث استطاعت هذه الدول بنهضة عمرانية والبنا التحتية للصناعة والاقتصاد والفكر والحياة الاجتماعية وهي تحث الخطى للالتحاق بركب التقدم والنهضة وإيجاد مستلزمات هذه النهضة حيث انعكست إيجابا على مجتمعاتها وهذا الركوب في عجلة التقدم والعلم والصناعة ساهم بوضوح في تقدم الوضع الأسري والمجتمعي لهذه البلدان لكن مع الأسف نرى هذا الصراع المستميت والاستقتال على السلطة والمنصب وكرسيها بشتى الطرق والوسائل جعل من العراق حلبة للصراعات السياسية الداخلية والخارجية وترك المهام المناطة بالحكومة في بناء الدولة والمجتمع وفي كل مفاصل الحياة العراقية . وهذا الوضع ألقى بظلاله على الواقع الثقافي لكثير من مفردات حياة المواطن العراقي ومتطلبات حياته وتطلعاته المشروعية ومن بعضها عدم النهوض بالواقع الثقافي للأسرة العراقية وأنشأت بدورها جيل جديد بعيدا عن الوطنية والثقافة والتربية والتعليم وبالخصوص للأسرة العراقية التي هي نوات المجتمع في سلبياته وإيجابياته والعصب الرئيسي والمهم والخطر في بناء وتقدم البلد .فكلما كان المجتمع مستقرا اجتماعيا ونفسيا وسياسيا وماديا يكون الواقع المجتمعي بالمجمل معكوسا على الفرد بالذات . فقد أظهرت لنا سياسات الدولة المتعاقبة جيل لا يعرف كيف يدير شئون الأسرة وما هي متطلباتها المعيشية ومعرفة الحياة الزوجية ولا معرفة كيفية المساهمة في أدارة شئونه أولا والمجتمع ثانيا جيل أكثره مهزوز الشخصية وضعيف من الداخل ولا يُعتمد عليه في أدارة الأسرة وبما أن المرأة هي نصف المجتمع فقد كان لها الحظ الأوفر من التدهور الحاصل في المجتمع العراقي وأصبحت الكثير من المشاكل التي تعصف بهذا المجتمع تلفت النظر لدى الكثير من المراقبين للشأن العراقي الداخلي وهذه المحاكم تعج بالمشاكل العائلية والمجتمعية والبيوت يشار لها بالبنان وفي القلب غُصة لما آلت إليه الأمور من انحدار ثقافي حيث تُرك الجيل يعاني ويُصارع الحياة لوحده بدون حلول ونراه يدفع الثمن غاليا جدا بعيدا عن رؤية حكومية واضحة في العلاج لهذه المشاكل من باب الواجب الأخلاقي والديني والدستوري والتزام قانوني لوضع طاقاتها بخدمة المجتمع والرفع بمستوياته الحياتية ومن جملة هذه المشاكل المختصرة الطلاق المبكر وزواج القاصرات والصغيرات في السن وترك مقاعد الدراسة مبكرا وهذه الجيوش العاطلة عن العمل من حملة الشهادات والخريجين تزرع شوارع المدن العراقية وحالات الطلاق الملفتة للنظر والمشاكل الزوجية المبكرة للزواج والتقصير الواضح وعدم الإدراك وخطورة إهمال تربية الأولاد نتيجة القصور في التفكير والجهل والأمية في المجتمع والعزوف عن الزواج للشباب والخوف من تكوين الأسرة . فعليه يجب على السادة المتصدين للعملية السياسية والحكومية مؤسساتها أن يضعوا أصابع الشفاء على هذه الجروح المتقرحة للمجتمع العراقي قبل فوات الأوان والخروج عن السيطرة بالحلول الناجعة لإعادة بناء العراق من جديد قبل الخروج عن السيطرة وبعدها نعض أصابع الندم على ما فات من العمر ....

 

ضياء محسن الاسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم