صحيفة المثقف

سقوط الغرب وسرديات التخوم

عامر عبدزيد الوائليالغرب Occident, West من المفاهيم الفلسفية الملتبسة، هل هو مكان أو منطقة من العالم هو أوروبا أو أمريكا أم الاثنان  معا؟ أو هل هو مجموع الدول الغربية .هل الغرب مرحلة من التاريخ أو نظام اقتصادي هل هو أوروبا أو أمريكا أم الاثنان معا ً؟ وهل هو  مجموعة دول كما يرد اصطلاح "الغرب" Occident, West أي الدول الغربية، وكما يرد في المعاجم الأوربية المعاصرة يتم التمييز بين "الغرب" occident  كجهة جغرافية وبين "الغرب" Occident (بحرف O الكبير للدلالة على العلمية) مثل مصطلح جيو سياسي الذي يطلق على:

1) " جزء من  العالم القديم الذي يقع غرباً في الإمبراطورية الرومانية".

 2) أوربا الغربية والولايات المتحدة، وبكيفية عامة الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي

3) بلدان أوربا الغربية والولايات المتحدة تحديداً، وقد تختص بهذا المعنى كلمة West (Ouest بالفرنسية) (1) .

وأيضا الغرب هل هو مرحلة من مراحل التاريخ أم نظام اقتصادي ؟هل هو خلق أم دين او طريقة عيش وحالة فكرية؟.لكن المركزية الغربية مشحونة بالدلالات السياسية والثقافية والدينية، حتى أصبح مفهوما ايديولوجيا أكثر من كونه جغرافي . (2)

سقوط أو موت الغرب:

هناك كثير من الدراسات الاستراتيجية تناولت مستقبل الغرب، تعرف الإستراتيجية: بأنها  التخطيط العقلاني الموجه نحو أهداف واضحة ومعينة، وهي بذلك نمط أو خطة لتحقيق التكامل بين الأهداف والوسائل، عبر التحقيق من أن تلك الأهداف قد أنجزت ـ وأدت إلى غايتها .(3) هناك دراسات كثيرة تطرقت إلى  مقاربة مستقبل الغرب من الناحية المادية والمعنوية، أي أنها تشتمل على الجمع بين ما هو مادي عبر تقديم مقاربات ونسب وتربط الأمر بالجوانب الحضارية أي الرمزية، " إذا كانت الأزمة تعني استنفاد أطر النظر ووسائل العمل في مواجهة التحديات والمشكلات، فالمهمة الأولى عند من يتعاطى الشأن الفكري والعمل المعرفي، هي القيام بمراجعة جذرية للعدة الفكرية المستعملة في إدارة الهويات والوقائع أو في صياغة الحياة وإنتاج الحقائق " .(4)

فهذه المراجعة التي قام بها كثير من أهل الفلسفة والسياسة تحاول وضع مقاربات استراتيجية ؛ لأن ما يصنعه المرء بنفسه وعالمه، كما أن ما يتسبب به له الغير، إنما هو بمعنى ثمرة ما، سلبية كانت أم  إيجابية، لأنموذجه في الفهم والتقدير، أو لمعاييره في العمل والتدبير .

هذا يدخلنا في تناول السقوط المعنوي، فهو في خيانة المبادئ التي تدعو إليها من أجل مصلحتك، وهذا السقوط وقع فيه الغرب، فهو يرضى لنفسه الديموقراطية ويدعو إلى حقوق الإنسان،تلك المبادئ التي تمنح الفرد كل الفرص من أجل تحقيق ذاته نجدها في أقوال مثل:

قول نينشه: " بان الوعي الحديث يرفض أية فكرة للعودة المباشرة إلى الأصول الأسطورية ."أن حكم الماضي هو دوما حكم يوحي من الغيب لا تفهموه إلا إذا كنتم مهندسي المستقبل العارفين بالحاضر " (5)

وقول هيدجر: يعني امتلاك ممكن للوجود بذاته، بالقوة الداخلية له، طريقة تحقيق وجوده، ومن ثم حضوره، الذي له، وتحقيق ماهيته التي هي ليست قبلية، ففي حدوثه يكون وجوده، وتكون ماهيته عبر تأويل نفسه بنفسه لنفسه حدوثا ووقوعا.....(6)

هذه الأقوال التي تدعو إلى حرية الفرد الغربي، لكن على حساب الآخر غير الغربي الذي احمل كل الكوارث التي أنتجها الغرب وهو يقيم حضارته على حساب بقية البشر عندما تحولت عصور التنوير إلى عصور استعمار وهيمنة ثم ترجمة الحداثة من خلال  حروب كارثية عالمية وإقليمية من اجل إن يبق الغرب يحوز السيطرة والثروة والحرية ؛ تحولت مقولاته عن الأنسنة والديمقراطية . بينما في الحقيقة كان يكرس الحقد والكراهية بين الشعوب، ويرعى الظلم والاستبداد، ويحارب صوت الحرية والأمل، بطريقة مباشرة أو من وراء الكواليس، فهو مزدوج السلوك ويكيل بمكيالين.إذ هذه الحالة هناك كثير من النقد حتى في الغرب نفسه ظهرت كثير من السخرية، فإن العالم المعاصر في نظر بيتر سلوتردايك، أصبح فقاعة أو رغوة أو سلسلة من المونادات الاستهلاكية المقطوعة عن بعضها والتي تخترع باستمرار، وباستجابات جديدة، ولحظات حاسمة لا تجعلنا نتخذ قرارا، بل أنها تجعلنا في مأمن من العديد من أشكال التفاهم المشترك والازدهار الإنساني .(7)

أما الآراء التي تتعلق بالسقوط المادي فهو يقدم استقراء يرى فيه  إمكانية زوال الغرب، بفعل الأسلحة الفتاكة التي كان ومايزال  يصنعها، والفكر المدمر الذي يحمله، فهذه الآراء ترى العلاج يكمن في  التجديد والتغير، فالدول كالأفراد لها أعمار كما ذكر ذلك  ابن خلدون في مقدمته، وهي تلد وتشب وتهرم وتنقضي، فالفناء نهاية كل دولة، وإنما له أسبابه، فإذا ماعولجت الأسباب وهو ما يحاول الغرب أن يفعله، فقد يتأخر طويلاً سقوط الدول، ولكن لا بد من الموت النهائي، فالخلود من خصائص العالم الآخر، وليس قميناً بأحد في الدنيا.

 وأعمار الدول مجهولة كما هو الحال في الأفراد، وإن كانت النهايات محتومة، فالمصالح التي توحد الناس حيناً قد تجعلهم يختلفون أحياناً، فهي متغيرة ومتناقضة ما بين الأمم والجماعات عبر التاريخ كله، وعليه فالصراع هو مرحلة قادمة من عمر البشر، وسينتهي بولادة عالم جديد على الأرض، فيه قوى جديدة غير تلك البارزة الآن؛ لكن كيف يلد هذا العالم الجديد أما بولادة الصراعات الداخلية، وهذه ستؤدي إلى التفكك والتحلل الذاتي لشعوب تلك الدول، أو بولادة قوى جديدة منافسة لحضارة الغرب تكون لها الهيمنة في المستقبل، أو بفساد اقتصادي ينهي سيطرة الغرب على الثروات في هذا العالم، أو بتغيرات وكوارث طبيعية ؛ بسبب التلوث الذي يعتري العالم من نتاج المخلفات والثورة الصناعية.أكيد التأمل بالسقوط ليس هو غاية بل يعد وسيلة من أجل وضع الحلول واجتراحاليات وتصورات تجنب الغرب السقوط وتجعله يعيد النظر بآليات الفهم والتحليل الذي يغير من المسببات ويضع بدايات جديدة والغرب مارس هذا الأمر كثيرا منذ بداية عصر النهضة ؛ لهذا فقد قدمت حضارة الغرب إنجازات كثيرة للإنسانية على الرغم من كل سلبياتها هناك كثير من الخطاطات الإستراتيجية المعاصرة التي تجترح الحلول منها مايشجع المضي بالأسلوب نفسه  ويجترح رؤية استراتيجية، ومنها ما يقدم نقدا  لما هو قائم ويعرض إلى صورة قاتمة بفعل استمرار الرؤية ذاتها  والمنهج نفسه ؛ فهي سوف تقود إلى موت الغرب وسقوطه سواء كانت تلك الخطاطة يمينية أم  صاحبة لرؤية تنطلق من مرجعيات تتعلق بالبيئة .

المبحث الأول: أصحاب الرؤية الأولى المتمثلة

بمقولات" نهاية التاريخ" و"صراع الحضارات"  

نلمس هذه النشوة التي شعر بها صانعو  الخطاب الليبرالي الغربي وهم يرون  العدو الماركسي يسقط، منحت تلك النشوة الشعور الغربي بالتفوق والانتصار وهو يرى كل خطاباته الإستراتيجية وقد وصلت إلى التخوم النهائية المرسومة من قبل صناع الإستراتيجية ولعل هذا ما يظهر ذلك  بوضوح في مقولة فوكاياما" نهاية التاريخ والإنسان الأخير"، الذي تصور فيه أن التاريخ الليبرالي قد وصل إلى التخوم في النهاية، بانهيار الشيوعية وانتصار الرأسمالية الغربية التي ستسود العالم من أقصاه إلى أدناه، ولا مفر من التسليم بهيمنة الليبرالية الغربية على باقي الأمم.وهذا ما عزف عليه الصحفي توماس فريدمانThomas Loren Friedman 1953م(8) نظرياته الاقتصادية والسياسية التي تخيل فيها اجتياح الشركات العابرة للقوميات والثقافات والفضاءات السياسية والتضاريس الجغرافية في وحدة عولمية تكون فيها أمريكا والغرب القوة التي لا تنافس والقدرة التي لا تنابذ.

إما صامويل هنتنجتون (1927م-2008م) فله "صدام الحضارات " (9) لقد جاءت مقدمته في  توضيح اتجاهين متعارضين الأول مسلك حفظ التأثير والهيمنة الغربية، وأما المسلك الثاني فقوامه حفظ التعددية الثقافية . ثمة انه يقدمه كمنظومة مفاهيم تميز بين ما هو ثقافي وما هو اقتصادي وما هو سياسي فعلى سبيل المثال نجد إن مفهوم (الصراع) هو اقتصادي وهو متمايز عن مفهوم (الصدام) الذي يتسم بكونه مفهوما  ثقافيا فيما (النزاع) فهو مفهوم سياسي . ولا شيء أدعى اليوم إلى الصدام من اعتقاد الغرب الراسخ بشمولية ثقافته وحضارته (10).إلا إن التحولات التي جاءت مع زوال الحرب الباردة وزوال العدو الاتحاد السوفيتي الذي  لم يحقق انتصارا لصالح الرأسمالية بل بزغ بصرع يتجاوز ما هو سياسي واقتصادي إلى صدام ثقافي. وهي نواة هذه الرؤية الشمولية التي يعبر عنها هنتنجتون بلفظة " الصدام القادم" اذ  يقول: " إن عالم ما بعد الاتحاد السوفيتي وجدار برلين يتألف من ثمان حضارات متنافسة، لكن الصدام المحتمل على المدى القريب سيكون بين ثلاث حضارات هي: (الحضارة الغربية الرأسمالية، والحضارة الصينية، والحضارة الإسلامية). (11) أما على المدى البعيد فإن هذا الصدام المحتمل سينحصر بين الحضارة الغربية والإسلام. وبذلك كان هذا الكتاب الاستثنائي التوجه الصاعق الفعلي لقنبلة شديدة الانفجار ستتناثر شظاياها على رقعة واسعة، وتصيب الأوساط (السياسية والفكرية والإعلامية الغربية)  بالصدمة.(12) هذه القراءة القائمة على اختلاق عدو جديد للغرب يبرر كل الإخفاقات هذا العدو الثقافي يتمركز هذا التصور في الشرق وخصوصا الإسلام،  وقد تأخذ هذه العلاقة مع الآخر بعداً غير واقعي بل تخيلي اصطناعي؛ فهناك كثير من الصور النفسية أسقطها الآخر (الغرب) على الشرق الإسلامي هي مجردة من الحقيقة بل مختلقه إذ يرتبط باختراع الآخر ؛لأن الخطاب حول الآخر هو بالأساس يعد خطاباً حول الاختلاف .(فإن التساؤل فيه ضروري حول الأنا أيضاً، ذلك أن هذا الخطاب لا يقيم علاقة بين حدين متقابلين، وإنما علاقة بين آخر وأنا متكلمة عن هذا الآخر .)(13)

هذه الرؤية التي تصنع من الثقافة أداة للصدام وليس أداة للتواصل رؤية أوجب النقد ولعل هناك من صوب لها النقد من زاوية كون الثقافة هي بالأساس نمط في الفكر ليس في الأنماط الفكرية الأخرى لا أنور ولا اعقل ولا أحدث، ومستنفرا كل وسائله لحمل شعوب العالم على الأخذ بها، على تعارضها مع بعض قيم ومؤسسات وممارسات هذه الشعوب .(14) وأيضا فهذه الرؤية عند هنتنجتون القائمة على تخليق عدو يبرر ما يعانيه الغرب وتسوغ له سياسة العنف والإقصاء ولعل تعبير تودوروف يبين التضاد مع هذا الطرح ويأتي بقول مختلف يوجب فيه أن يكون هناك نوع أخر من العلاقة بين الأنا والآخَر تقوم على اساس قاعدة من الاعتراف، وعلى نحو أخلاقي محدد، تعد الآخَر؛ ذات مماثِلة... (15).

فإن هذه المعالجة تنطلق من تحديد العلاقة بين الأنا والآخر على الرغم من بعدها التاريخي والسياسي إلا إنها كانت علاقة غير مفكر بها وتبدو مضمرة لكن الدراسات المعاصرة في مجال الخطاب هي من اتاحت لها الظهور من خلال بحثها في تلك العلاقة وارتباطها بالهوية والاختلاف من خلال البعد الظاهراتي الذي أخذ تحولاً يراعي الجوانب النفسية في كشف صورة الآخر (ان الاختلاف بين السياقين الوسيط والحديث في العلاقة بين الأنا والأخر، إنما يعكس اختلافاً جلياً في صورة الآخر في الثقافة العربية، وفي مجال الآخرية، فإن كان مجال الآخرية في السياق الحديث قد اختزل في الغرب وحده، فإن مجال الآخرية في السياق الوسيط كان متشعباً ومتعدداً وممتداً بامتداد المعلوم من العالم آنذاك .)(16)

إلا إن مثل تلك القراءات التي مثلها " هنتنجتون وفوكاياما " وما تعكس من موقف من الأخر أمر مؤسس لها  من قبل مؤسسات غربية فمقول مشيل فوكو عن العلاقة بين السلطة والمعرفة واضحة ولعل قوله يشرح الحال أن المسألة لا تتعلق بتغيير وعي الناس أو ما يدور بأدمغتهم، أنما بالنظام (السياسي والاقتصادي والمؤسساتي) ؛ لإنتاج الحقيقة .

المبحث  الثاني: أصحاب الرؤية الثانية متمثلة بمقولات

"موت الغرب" و" نهاية الغرب وولادة العالم "

1- الخطاب اليمين وسياسة الهوية:

نحن أمام قراءة نقدية عنيفة لمسيرة التحولات الغربية تنطق هذه القراءة من مسلمة قوامها يعود على مرجعيات الخطاب اليميني وهو مصطلح سياسي يطلق على التيارات والأحزاب السياسية لوصف موقعها من ضمن محيطها السياسي،وهذا الخطاب ينقسم على قسمين:

الأول هو جماعات اليمين السياسية التقليدية التي تدعو إلى حماية التقاليد والأعراف داخل المجتمع، وسوف نلمس هذه السمة فيما نستعرضه من مقولات هذا المفكر الأمريكي .

والثاني الخطابات السياسية المتطرفة فى الغرب، ويكمن الاختلاف الوحيد بين جماعات اليمين التقليدية أو المعتدلة وبين المتطرفة أن الأخيرة تدعو إلى التدخل القسري واستعمال  العنف واستعمال السلاح لفرض التقاليد والقيم، ولذلك عادة ما ترفض تلك التيارات هذا النعت لأنها تزعم أنها تمثل الاتجاه العام وتنقل صوت الأغلبية. (17)

فهذه الأطروحة اليمينية يمكن أن نلمسها في ابرز مقولات هذا المفكر الذي نجده  يركز على مخاوف موت الغرب بفعل سياسة الإنجاب وانتشار الهجرة غير المسيطر عليها ولعل هذه المقولة راسخة في عموم الخطاب اليميني اتجاه الأجانب وخصوصا المسلمين إما النقطة الثالثة فهي ما يسميه الدين الجديد أو الثورة الثقافية وهي تسمية مستعارة من مفهوم الثورة الثقافة في الصين وهي استعارة ساخرة تريد إحالة هذه الأفكار إلى الماركسية والخطابات القريبة منها ؛ وكأنه يريد التذكر بالحرب الباردة والخوف من الشيوعية .وقد أخذت عرضه استعراض لهذه المقولات التي سوف نكتفي بهما من اجل البرهنة على اصل أطروحته .

هنا يفتتح المشهد النقدي بعرض رؤيته للأجانب وما يخلقوه من خطر وكأنهم يرتبطون بخلايا إرهابية معادية لأمريكا فيقول بنبر يمينية لا تخلو من التشدد:" لقد كشفت أحداث 11 سبتمبر أيضا خط انقسام جديد إن الصراع الذي أصاب بلادنا ليس متعلقا بالداخل أو بالأيدولوجيا أو بالعقيدة ولكنه متعلق بالعرقية وبالولاء .تجاه استفاقتنا على الإدراك بأن من بين ملايين من الذين ولدوا أجانب ثلثا يقيم إقامة غير قانونية وبأن العشرات من الألوف موالون لأنظمة حكم يمكن إن نكون في حالة حرب معها , وبعض هؤلاء المقيمين مدربون ليكونوا إرهابيين أرسلوا هنا ليقتلوا الأمريكيين .) (18)

انه يحاول توصيف حال جزء ويسقطه على الأغلبية من المهاجرين الذين سقط منهم كثير في تلك الأحداث التي أصابت الجميع ولم تميز بين الناس ؛ إلا أن الباحث يحاول تجيير الحدث من أجل تضخيم أثر الهجرة .وحاله حال حكومته التي استثمرت الأحداث من آجل ضرب وتدمير ثلاثة بلدان إسلامية وزرعت الفوضى الخلاقة بالشرق الأوسط بحجة محاربة الإرهاب  . إلا انه يمضي في تجريم سياسة الهجرة ويحيل أسباب الدمار وموت الغرب إلى أن أحد أسبابها هو الهجرة والسياسة الغربية اتجاهها، وهو يرى إن أمريكا ما هي سوى  "بوتقة الانصهار"، بقوله: " في غضون خمس سنوات، لان يكون هناك جنس هو الأغلبية في اكبر ولاياتنا كاليفورنيا وفي أكثر قليلا من خمسين سنه لن يكون هناك جنس هو الأغلبية في الولايات المتحدة " (19)، ويقول  أيضا في الهجرة: " إن الهجرة غير المسيطر عليها تهدد بتفكيك الأمة التي نشأنا فيها وتحول أمريكا إلى شعوب ململة بدون أي شيء مشترك...لا التاريخ ولا الأبطال ولا اللغة ولا الثقافة ولا العقيدة ولا الأجداد ". (20)

ويتطرق في  القضية الثانية المتعلقة بسياسة الإنجاب وارتباطها بعوامل ثقافية منها الحركة النسوية التي ظهرت بعد التحولات الاقتصادية في الغرب وخصوصا أمريكا " إن هبوط عدد السكان  صار سمة للأمم وللحضارات التي تعيش حالة انحطاط . فان الحضارة الغربية في حالة حرجة وذلك ؛ لأن السكان في الغرب مثل " قطة سيشير" قد بدأوا بالتلاشي." (21) ويحاول استعراض حالات التي يتصورها سوف تقود إلى تراجع نسبة السكان الغربيين "من بين الأمم الأوربية السبع والأربعين هناك امة واحدة فقط وهي البانيا المسلمة كانت وما تزال تحتفظ في العام 2000م  بمعدل مواليد كان ليبقيها حية إلى أجل غير محدد إما بقية أوروبا فقد بدأت تموت . "(22) بالمقابل يستعرض حال ثلاث دول على أساس دراسات مستقبلية: "أوربا في العام 2000م اذ  بلغ العدد الإجمالي لسكانها من ايسلاندا إلى روسيا 728 مليون نسمة، ولكن على وفق معدلات الولادة الحالية ومن دون هجرة جديدة سوف يهبط سكانها إلى 600 مليون نسمة مع حوالي العام 2050م ."(23)

تأتي في المقدمة ألمانيا "وألمانيا عام 2050م  سيكون ثلاثة وعشرين مليون ألماني قد اختفوا عدد سكان ألمانيا الذي بلغ اثنين وثمانين مليون نسمة سوف يهبط إلى تسعة وخمسين مليون نسمة وعدد الأطفال الألمان تحت سن الخامسة عشر سيكون قد نزل إلى  3, 7 مليون نسمة ". (24)

والمرتبة الثانية ايطاليا "وايطاليا سوف يهبط سكانها في 2050م  من 57 مليون نسمة إلى 41 مليون وفي العام 2050م  40% منهم نسن 65 و2% من سكانها يكونون في الخامسة  "(25)

ويطرح سؤال كعنوان للفصل الثاني أين ذهب كل هؤلاء الأطفال ؟ وتأتي الإجابة من خلال تحليل الظروف والتحولات الثقافية التي حدثت فى الغرب، وكانت البداية وكأنه عقاب من الله عندما يجعل من هذا النص من سفر التثنية 28 "وسوف تتركون قلة في العدد .بينما كنتم كالنجوم في السماء كثيرة، ذلك بأنكم لم تطيعوا صوت الله ربكم "(26)

هنا نجده يبث عن الأسباب وراء انخفاض النسبة للسكان بفعل عمليات الإجهاض التي كانت 6000حالة ي عام 1966م وقفزت الى  200000 حالة في عام 1970م وفي عام ١٩٧٣م  كانت تتم 600000 عملية إجهاض .

ويقول إن إنتاج عقار الإجهاض اريو 486 في الصين وقد يصف المتشككين دور الصين في إنتاج العقار اريو 486 ليستهلك في أمريكا بوصفه عملا في المساعدة على الانتحار لأحد الأمم التي تسد الطريق على بكين من اجل الهيمنة الأسيوية ولتكون قوة عالمية . (27)

ويربط هذا التحول بالأزمات الاقتصادية والثورات التي ظهرت بعدها وظهور الحركات النسوية وما صاحبها من ظهور حريات جنسية وتحول الأمر إلى رغبة في المنفعة من دون الزواج ذلك لان القرارات التي تتخذها النساء اليوم سوف تقرر إن كانت الأمم الغربية سوف تكون موجودة في غضون قرن والنساء الغربيات يصوتن بلا (28).

في الفصل الثالث يتحدث تحت عنوان "كتاب تعاليم الثورة "يتحدث عن التحولات بين الدين القديم والدين الجديد إي هو هنا في توصيفه هذا يريد أن يميز بين نمطين من الفكر الأول القديم الذي يجده يوافقه كيميني ويرتضي المحافظة عليه وحماية التقاليد والأعراف داخل المجتمع التي يجد إن تغيرها قاد إلى نتائج كارثية قادة الغرب إلى الموت والتلاشي . زمن بين هذه الأفكار يأتي:"أن الإيمان الجديد من هذا العالم وبهذا العالم ومن اجل هذا العالم فقط ويرفض أن يعترف بأي نظام أخلاقي، على وفق تعاليم دين الثورة فان النظام الأخلاقي المسيحي القديم الذي يدرس ممارسات الجنس خارج الزواج...وهو نظام أخلاقي انغرس في الانحياز وفي التعصب الانجيلي وفي العقيدة الدينية والتقاليد البربرية".(29) إي انه يرى الأفكار الجديدة التي تدعو إلى تجاوز الأصولية هي في الحقيقة تشكل تحولا سلبيا مضرا  بما تدعو له من تحولات جعلت الغرب يتغير ويتجاوز القيم والأعراف التي تعود عليها وكانت تحقق له التماسك من قبل إما في مجال السياسة فيصف التحول الذي حصل بالقول:" في السياسة الإيمان الجديد عولمي وتشكك بالوطنية وذلك ؛ لأن الحب للبلد يؤدي في الغالب الى الشك بالجيران ويؤدي  في الغالب إلى الحرب". (30) وهو هنا ينتقد مفاهيم العولمة وما جاء من أفكار سياسية بما بعد الدولة الوطنية .ثم انه يشير وهي صفة في مقاربته انه يعتمد على  توصيفات مجازية من دون تحديد الأفكار بشكل مباشر بل يعتمد على المجاز والتورية في التحولات التي  أصابت المشهد الديني التبشيري بالمسيحية وما يتعلق بنظرية المساواة والداعية إلى المساواة  اذ نجده ينتقد كل هذا بالقول:" المساواة هي المبدأ الأول ومن يخطئ ضد المساوة فهو خارج الكنيسة ومن هذا الدين الجديد لا دين أعلى  نفوذا ولا ثقافة أعلى  تفوقا ولا حضارة أعلى  تفوقا من غيرها ". (31) وعلى ذات النهج يتجاوز ما هو مباشر ويشير إلى ما هو كامن في الظل ويمنحه بروزا؛  فهو عندما يقف عند أحد رجال الاستبداد في أمريكا اللاتينية فانه نقد تجاوزي  واستبداد ؛ فانه يرى جوانب هي حاضرة لدى الفكر اليميني بالقول:" بالنسبة إلى الثورة الثقافية فالعدو دائما في اليمين والثورة لا تغفر ولا تنسى فان المطاردة التي لاتعرف الرحمة للجنرال بينوشية حتى قبره هو المستبد الذي سحق الكاستروية في تشيلي.. (32)

نجد انه في هذه الأفكار اليمينية يحاول تناول مواضيع كثيرة ؛ إلا إن النقد الذي نجده يحتاج إلى  الرد هو  الموقف من الهجرة التي أصبحت أفكار اليمين بحقها تتضخم كل يوم، وعندما نقارب الأفكار المنصفة في هذا المجال يتبين لنا ما هو منسي في الأمر .

بما يتعلق بالتعويضات إلى المهاجرين من اجل العودة إلى بلدانهم وعلى وجه الخصوص المسلمين الأتراك في ألمانيا والأمر الثاني الخدمات الصحية التي تكلف الدول الغربية والاتهامات إلى المهاجرين ولعل البطالة هي الأمر الأهم في تصريحات أهل اليمين وتوظيفها في التنافس السياسي،فدفع هذا خصومهم إلى إعلان الحقائق " فبدأت تظهر مواقف "توضيحية" كالأرقام التي نشرت مثلا عن أن حصيلة ما يسدّده سائر الأجانب مقابل ما يحصلون عليه في قطاع الضمانات الاجتماعية، يوفّر في الميزانيات الرسمية المليارات التي تستعمل  لصالح سواهم من المستفيدين من الضمانات الاجتماعية، أي من أهل البلاد الأصليين. كما بدأت تُنشر كمثل آخر أرقام مثيرة للمخاوف بصدد انخفاض نسبة القادرين على العمل بالمقارنة مع ارتفاع عدد المسنين في المجتمعات الأوروبية، وبسرعة متزايدة ستجعل من المستحيل تغطية النفقات التقاعدية من دون الاعتماد على العمال الأجانب، وارتفاع نسبة المواليد وبالاتي التعويض عن النقص المحتوم في سوق الأيدي العاملة."(33)

الموقف الثاني: هيرفيكيمف "نهاية الغرب وولادة العالم"

المقاربة الثانية النقدية هي بمثابة مقاربة تحاول استثمار المعطيات العلمية في نقد النتائج الكارثية التي قادت لها أنماط السلوك الغربية من أشكال مدمرة للكوكب يمكن تناول نقطتين:

أولا: في هذا المجال هنا أسماء كثيرة مهمة في هذا المجال فقد سبقوا " هيرفيكيمف "، كان من أبرزها هانس جوناس  مؤلف كتاب "المسؤولية كمبدأ " وقد عرض للخطر المدمر الذي يمر به العالم بسبب الانفتاح التطور الاقتصادي والتطور التكنولوجي السريع . إذ يستعرض أيضا في كتابه الأخر "حتمية المسؤولية وهو بمثابة بحث في أخلاقيات التكنولوجي .(34)ونجده يؤكد على إن " اصل المسؤولية كحافز ذاتي لدى الفرد فالتربية على قيم المسؤولية وعلى فهم المسؤولية وعلى القيام بالمسؤولية  ؛ فهو شأن ذاتي صرف، فضلا عن الشأن المجتمع والدولة في تربية أجيالها ومواطنيها على القيام بذلك ."(35)

فهناك كثير من الدراسات التي توقفت عن التحولات التي أصابت البيئة فقد عدت بوصفها "إنتاجا  حتميا للتقنية العلمية، إذ أن حاجة التقنية للطاقة الحرارية، والية استهلاكية تفرض فضاء خاصا للنفايات فكانت البحار، والأنهار الحل الأمثل لهذه الأزمة عند المؤسسات الكبرى، كما كانت مصادر الطاقة الطبيعية هاجسا عند رواد الرأسمالية الصناعية والتجارية والذي طرح سؤالا  أخلاقيا رئيسا هو: هل الغايات تمنع المشروعية للوسائل ؟ وبدأ التساؤل عن الحق في بيئة سليمة أمام الحق في ملكية الفرد لمؤسسات اقتصادية وتجارية، فبدأ السجال الفكري حول أخلاقية البيئة، أو تبيئة الأخلاق، فكانت الفلسفة الخضراء أو التوجه نحو اخضرار الفلسفة ".(36).

ثانيا: بعد هذه المقدمة نود التوقف على  الاطروحة الثانية  التي يمثلها " هيرفيكيمف" وهو كاتب سياسي متخصص في مسائل "حماية الطبيعة" في الإطار السياسي، وهو كاتب افتتاحيات حول موضوعات متنوعة في صحيفة "لوموند الفرنسية". من مؤلفاته: من أجل إنقاذ الأرض، اخرجوا من الرأسمالية.(37) في مجال تشخيصه لهذه الأزمة فانه ينطلق من كونه متخصصا في مسائل البيئة وعلاقتها بمستقبل العالم،ولعل هذا هو القاسم المشترك مع الأطروحة الأولى التي جاء ذكرها فى بداية هذا البحث ؛ إلا انه ينظر من زاوية علمية وليس ايدولوجية ففي أفكار لا نجده ينطلق من أفق يميني بل هو اقرب إلى اليساري من خلال أطروحته، إذ يذهب إلى القول، إن الأمر أبعد من أزمة، إنه يتعلق بـ: "نهاية الغرب وولادة العالم"، كما يقول عنوان كتابه الأخير.وهذه الفقرة مركزية في معالجته فهو يشير إلى جملة نقاط تؤكد على  موت هذا الغرب الذي كلف الطبيعة كثيرا ؛ بفعل ثقافته القائمة على الاستهلاك .ولهذا يقدم لنا صياغة تأخذ بعدا قوامه نوعاً من "النداء" الموجه إلى الغرب، من أجل أن يتوقف عن سرد القصص والحكايات عن الأزمة. ويواجه صميم المشكلة المطروحة على هذا الغرب، بل وعلى العالم كله، في بدايات القرن الحادي والعشرين. وتتأسس  على خلفية هذا النداء، على مقولة جوهرية، مفادها أنه من المستحيل تعميم انموذج موديل- الاستهلاك الغربي على صعيد العالم كله. ذلك أن الأذى الذي يلحقه هذا الأنموذج على البيئة، يمنع تعميم مثل هذا الأنموذج. (38) ويعلل هذا الاستنتاج بالآتي:

1- انه ينبغي إفقار الغرب أمر لا بد منهمن خلال تجاوز نمط الحياة المكلف للكوكب وهذا يعني على المجتمعات الاستهلاكية الغربية خاصة، والغنية عامة، تقليص مستوى استهلاكها ؛ كي يأخذ جميع أبناء الإنسانية نصيبهم من ما تنتجه الأرض. إذ إن الغرب لن يستطيع، بحسب تحليلات المؤلف، أن يتابع مسيرته وتوجهاته نحو رفع مستوى ثرائه المادي.

2- ومن اجل تحقيق هذا التحول - بحسب المؤلف - يفترض بهذه المجتمعات الغربية تحديداً، أن تتأمل جيداً الماضي،وما خلقه  نمط الاستهلاك من نتائج مدمرة للبيئة فإدراك الأسباب يقود إلى تدبر  السبيل الأفضل للتوجه نحو المستقبل. وهو يمارس هذا التدبر في القسم الأول من الكتاب الذي هو بمثابة نوع من "إعادة القراءة" في تاريخ الإنسانية، اذ  قاده هذا الطريق إلى إدراك المشكلة الكبيرة المطروحة على البشرية، حالياً، يحددها في كون البشر أصبحوا أكثر عدداً وأكثر شراهة.. والأرض التي هي المصدر الأساسي لتغذية أبنائها، ولكنها لم تعد قادرة على تأمين متطلبات نمط الاستهلاك الغربي لـ9 مليارات من البشر.

3- فهذا التدبر سوف يقودنا الى إيجاد حلول هي بمثابة المخرج لتجنب الحروب المحتملة، على مصادر الطاقة وغيرها من الثروات "غير المتجددة، أي المحكوم عليها بالنضوب الكامل، في أفق قريب. فالعالم الذي سوف يخلق موت الغرب يعني مغادرة  حالة الرخاء الراهنة، كي ينبثق بالمقابل، عالم جديد. وبالاتي ينبغي على المجتمعات المعنية، الغربية، أن تستعد للتأقلم مع "العالم الجديد".

4-  ويعلل سبب هذه الرؤية النقدية التي قوامها موت الغرب بمعانيه  الاستهلاكية المتمركزة حول ذاته على حساب العالم بكل دوله وشعوبه، وبالاتي يشدد المؤلف على أن "نموذج موديل- السعادة بوساطة الاستهلاك"، أصبح حلماً بالنسبة لمليارات البشر في العالم. وغدا يتقاسم مثل هذا الحلم، أبناء البلدان الفقيرة قبل غيرهم. إذ إن طموحهم يتجه نحو زيادة الاستهلاك. وفي محصلة القول، يرى المؤلف أن ثروات الأرض من مصادر الطاقة، لا تزال تكفي للاستهلاك لعقود قليلة قادمة. لكن صياغة الاستراتيجيات المستقبلية على مدى عقود قليلة، يعني بكل بساطة، تمسّك الأجيال الحالية بأنانيتها، حيال الأحفاد.

 الخاتمة

النقد عن طبيعة التحول وأسبابه  كانت هناك مقاربة من خارج الغرب هي التي جاء بها الكاتب فى السياسة والاقتصاد "كيشور مهاهاباني "، يرى "عالما اقتصاديا مختلفا" يتشكل في الآفاق، في كتابه الذي يحمل عنوان "هل خسر الغرب؟".، وقد شخص أخطاء الغرب الإستراتيجية وقع فيها الغرب خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة أدت لتراجعه نسبيا حتى بات عرشه العالمي مهددا:

 وأولها كان مع سقوط الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩٠م،اذ صدق الغرب ادعاءات "فوكوياما" بـ"نهاية التاريخ" بانتصار الحضارة الغربية، بما أصاب الولايات المتحدة وأوروبا بما يصفه الكاتب بـ"ضرر بالغ في العقلية"، أدى لتراخيها.

وجاء الخطأ الثاني في أعقاب أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، اذ  تورطت الولايات المتحدة في العديد من الصراعات في العالم الإسلامي، فقضت عقدا كاملا تقريبا وهي تحارب وتبدد مواردها الاقتصادية، وفي العام نفسه (2001م) التحقت الصين بمنظمة التجارة العالمية، واستفادت خلال هذا العقد من انضمام حوالي 800 مليون شخص لسوق العمل عالميًا، بما زاد من القدرة الشرائية، وكانت الصين في صدارة المستفيدين من هذا النمو العالمي.

وجاء الخطأ الثالث في عدم البحث عن سبل جديدة للنمو، ففي الوقت الذي كانت نسبة إسهام الولايات المتحدة في الناتج العالمي 25 في المئة عام 1980م  كانت الصين 2.2 في المئة فحسب، وظلت الصين تنمو باستمرار حتى ضاقت الفجوة كثيرا بين البلدين فيما تشير التوقعات إلى إغلاق الفجوة بشكل كامل خلال أعوام قليلة، بل وتشير تقديرات مستقلة بعيدا عن الأمم المتحدة وصندوق النقد والبنك الدولي –وفقا لـ"مهاهاباني"- إلى أن الصين أصبحت الاقتصاد الأكبر بالفعل منذ عام 2014م .

 ما يمكن أن نختم به هنا أن الغرب يمثل تجربة بشرية عرضه إلى القوة والضعف إلا أن المهم هنا هو دور العالم غير الغربي ومنه نحن ونحن نرى أن أمم استطاعت  أن تخلق تجربتها إلى جعلت منها قوة لها تأثيرها العالمي مثل الدول الآسيوية التي اتسمت "الإرادة والتركيز"، اذ تتجنب إنهاك نفسها في صراعات جانبية وتهتم بالأساس بتنمية الاقتصاد، ولذلك ينمو اقتصادها بينما تبقى معدلات النمو الغربية متدنية مقارنة بالآسيويةولعل هذا متولد من توظيفها الطاقات في التربية والتعليم  والخصوصية الثقافية .

 

 د. عامر عبد زيد الوائلي

...........................

(1) محمد عابد الجابري، الغرب والإسلام 1- الأنا والآخر… أو مسألة الغيرية.

(2) مكي سعد الله  مصطلح "الغرب " بين النشأة الأسطورية والنهاية الكوسموبوليتية، موقع مؤمنون  بلا حدود، الرباط، 2017.

(3)) نبيل مرسي خليل: التخطيط الاستراتيجي، دار المعرفة الجامعية، ط1، الإسكندرية،1994، 17-18.بواسطة علي عبود المحمداوي، البيوتيقا والمهمة الفلسفية..، الاختلاف، ط1، بيروت، 2014م، ص221.

(4) علي حرب،العالم ومأزقه...، المركز الثقافي العربي، ط1، بيروت، 2002م، ص11.

(5) جميلة حنيفي، موقف هابرماس من الحداثة وما بعد الحداثة، ضمن الكتاب الجماعي "يورغنهابرماس"، ابن النديم  للنشر والتوزيع،ط1، بيروت، 2013م،ص86-87.

(6) رسول محمد رسول، مارتن هيدجر عربيا، دار تنويرات، ط1 الكوفة،2019م،  ص 6.

(7) رائد عبيس، فلسفة السخرية عند بيترسلوتردايك، منشورات اختلاف، ط1، بيروت، 2016م، ص 128.

(8) وهذا ما عبر عنه في مفهومه " العالم مسطح "  تاريخ موجز للقرن الحادي والعشرون' (بالإنجليزية: The World Is Flat) كتاب تأليف الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان. قدمها لأول مره عام 2005م  ويتناول الكتاب موضوع العولمة، وهو لا يقصد بسطحية الأرض ولا الأرض كطبيعة جغرافية بل عالم بدون حواجز وبدون حدود وذلك بتأثير العولمة على كل الشعوب في العالم.

(9) صموئيل هنتنغتون: صدام الحضارات، مركز الدراسات الإستراتيجية، ط1، بيروت، 1995م .

(10)  المصدر نفسه .

(11) المرجع السابق.

(12) http://3ankathab.arablog.org

 (13) الطاهر لبيب، صورة الآخر العربي ناظراً ومنظوراً اليه، مركز دراسات الوحدة العربية،ط1، بيروت، 1999م، ص 21.

(14) طه عبد الرحمن،تعددية القيم بين واجب التعدد وواقع الصدام،  دراسات فلسفية، العدد الثاني سنة 2002م، ص 107 .

 (15) يُنظَر: تزفزتيان تودوروف، فتح أمريكا، سينا للنشر، القاهرة، 1992م، ص142.

(16)) نادر كاظم، تمثلات الآخر، 2004م، ص 15.

(17) نبيل شبيب، اليمين المتطرف ومستقبل المسلمين في أوروبا، https://www.aljazeera.net

(18) باتريك جيه بوكائن، موت الغرب اثر شيخوخة السكان وموتهم وغزوات المهاجرين على الغرب، ترجمة محمد محمود التوبه، مكتبة العبيكان،ط1، الرياض،2005 م، ص14.

(19) المرجع نفسه، ص16.

(20) المرجع نفسه، ص17.

(21) المرجع نفسه، ص31.

(22) المرجع نفسه، ص32.

(23) المرجع نفسه، ص33.

(24) المرجع نفسه، ص37.

(25) المرجع نفسه، ص40.

(26) المرجع نفسه، ص59.

(27) المرجع نفسه، ص63.

(28) المرجع نفسه، ص65.

(29) المرجع نفسه، ص1009.

(30) المرجع نفسه، ص112.

(31) المرجع نفسه، ص120

(32) المرجع نفسه، ص126.

(33) نبيل شبيب، اليمين المتطرف ومستقبل المسلمين في أوروبا، https://www.aljazeera.net

(34) رائد عبيس مطلب، أخلاق المسؤولية عند هانس جوناس، ضمن كتاب النظرية الأخلاقية، دار ابن النديم، ط1، بيروت، 2015م، ص  317 وانظر:

Hant jonas the imperative of responsibility in search of an ethics for thetechnological age .Translation .age .translation Hans jonas and Herr .the university of Chicago prees ltd. London 1984 ,p6.

(35) شريقي أنيسة، هانس يوناس ومبدأ المسؤولية، ضمن كتاب: الاتيقيا المتشظية، دار جيكور،ط1، بيروت ص 213.

(36) شريف الدين بن دوبه، أخلاقيات البيئة، ضمن كتاب: الاتيقيا المتشظية، دار جيكور،ط1، بيروت،  2017، ص247-247.

(37) هيرفيكيمف، نهاية الغرب وولادة العالم، الناشر: سويل- باريس- 2013،الصفحات:192 صفحة

 (38) نهاية الغرب وولادة العالم، جريدة البيان، التاريخ: 16 أغسطس 2013

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم