صحيفة المثقف

قصة زغرودة امتداد لنهج فاديا قراجة

سردار محمد سعيدلم أعرف فاديا عيسى قراجة إلا من خلال صحيفة المثقف الغرّاء بشكل دقيق وبعد معرفتي بموقعها الخاص طفقت أتابع كتاباتها دون تعليق أو مداخلة ولوأن لي بعض الملاحظات التي لاتقلل من الفكرة الرئيسة في قصة ما، مثل ما وردهنا في قصة زغرودة (هشمت وجهها باظافرها) والقصد خمشت وليس هشمت وكذلك بأظفارها وليس اظافرها، واستعملت الكلمة (سرتفيكا) الأجنبية غير المفهومة في كثيرمن البلدان العربية وبما أن القصد من هذا النص هو ليس نقد قصة "زغرودة "

 وللأمانة سبق وأن قرأت لها قبل أكثر من سنتين في موقع أدبي سوري واسترعت انتباهي في نهجها الإيروسي .

بالعودة إلى لب الموضوع أقول : الأدب العربي زاخر بحكايات وقصص واشعار يمكن تصنيفها تحت باب الإيروسية غير ان الملاحظ أن الشعر العربي يفوق السرد اضعافاً، وكان السرد والقص في غالبه نتاج المجتمع الأبوي، فهو يعمد إلى اهانة الأنثى والحط من منزلتها وتناثرت في كتب أدبية ودينية مثل محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني و الحيوان للجاحظ ولباب الأداب لأسامة بن منقذ وحياة الحيوان الكبرى للدميري والتمثيل والمحاضرة للثعالبي،وإن وجد كتاب شامل يوثق فمثل كتاب أخبار النساء " ابن الجوزي " وأشعار النساء " المرزباني " وكل من الكتابين تسفيه وحط للأنوثة .

في الشعر نصيب المرأة قليل نسبة إلى نصيب الرجال ففي العصور الإسلامية القديمة كانت هناك ليلى الاخيلية صاحبة توبة وفي العصرالعباسي ظهرت الأميرة العباسية العاشقة علية اخت هارون الرشيد التي عشقت خادمها "طل " وحتى العصر الأندلسي حيث ظهرت الشاعرة الأميرة الأموية ولادة بنت المستكفي

وظل السرد غائباّ حتى القرن العشرين إذ ظهرت القاصة المصرية نوال السعداوي وفي سوريا ظهرت القاصة غادة السمان وقبلها (جوليت خوري وليلى بعلبكي) ثم ظهرت القاصة الجزائرية المائزة أحلام مستغانمي .

أقول : إن فاديا عيسى قراجة هي امتداد لما ذكرت من قصص وحوادث قيلت في النساء سرداً وشعراً .

فاديا ليست وليدة هذا العصر بل هي وليدة من عصور سلفت فهي عشتار العراقية وإيزيس المصرية وهي التي برزت فوق صدفة في البحر وهي اللات وكليوباترا وفينوس.

إن دراسة ما كتب عن الأنثى سلباً او إيجاباًمن سردأوشعر مسر أو مؤلم سواء في كتب البلاغة والأدب أو الدين وملاحم الشعوب وتوظيف أفكارها وحوادثها وليس الرموز فقط، سيكسب فاديا طروحات ثرة،ويمنحها القدرة على أخذ مركز متقدم .

ولا ريبة في مقدرة فاديا وتمكنها من عبور الصعاب والعقبات التي تعترض سبيلها .

فاديا في قصصها تمثل آلهة الحب والعشق والشهوة .

تحية لفاديا ذات النغم المتفرد الجريء،ولها تقديري فيما تسعى إليه جاهدة .

 

سردار محمد سعيد

......................

للاطلاع على قصيدة الأديبة في صحيفة المثقف

زغرودة / فاديا عيسى قراجه

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم