صحيفة المثقف

تمتمات لوطني الجريح

عبد الخالق الفلاحجراحك كبيرة وعميقة، لا تسمع فيه إلأ صرخات، وعويل ونحيب، من تحت تراب قبور الشباب والشابات،امتدت السكاكين تتوالى لرقبتك، تنهش بعدها اجزاء بدنك المقدس، ودمائك الغالية تهدر بغزارة،جرحك غائر،مازالت تنزف، نزفك دائم، الارواح رخيصة على اعتابك، واقعك مظلم، و ماضيك منسي، أين دفء حناياك، بعد ان كنت بهياً بشمسك وهوائك ومائك وترابك .اما اليوم فحاضرك مرير، مستقبلك مبهم وسط زخم المعاناة، انت تغرق، وهناك من يصفق و يمدح  من يُغرقك، ويصرخ اه ياوطني نكالاً، حزنك الذي يتدحرجُ في الطرقات،كم يؤلمني ويؤرقني ما تحمل من بؤس وحرمان،لم نعد نشم اريجك،وانت تذوق العذاب ألواناً، كم تقاسي ومازلت ياوطني تنزف جراحك العميقة بترابك التي التهمتها النيران وسمائك الحزينة التي جفت فيها الامطار، اختفى فيك كل شيئ جميل، آه من دموع الأمهات،ملت لياليك الافراح، وهربت رياحك خجلة، حتى خوفك بلا امان، مازلت تنادي هل من مغيث، هل ضاعت النخوة،اه يا وطن سرقوك في وضح النهار،، سرقوك من جديد من تحت أبواب المنايا،ومازلت تنادي هل من مديد، مازلت تحلم بوعود القادم بزمن جميل يحيى فيك السلام والامان،اه ياوطني الحزين، تائه بين امواج بحر هائج،اه يا شعبي المتعب والمرهق من كثر الاوجاع، هل من منقذ قريب، لقد ضاعت بك السفينة، متى ترسو في شاطئ الامان،لا اْطيق الصمت حين اْراك مهموما،او حين اراك مكلوماَ، اوأنت تعاني الهوان، الى متى ابكيك ياوطني، من خناجر تدق في ظهرك كل يوم، جراحك تؤلمني.، ولا يبكيك احد.

 

عبد الخالق الفلاح – 25/8/2020

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم