صحيفة المثقف

مناظرة ترامب – بايدن.. مؤشرات سيكولوجية اولى

قاسم حسين صالحمن عادتي، وكما فعلنا في مناظرة أوباما، وترامب في رئاسته الأولى، فأنني اعتمد مؤشرين للتفاضل بين المتناظرين هما لغة الجسد التي تعبر عن الانفعالات وضبط النفس، ومضمون الحوار الذي يعكس نوعية الأفكار.

لقد اتسمت المناظرة الأولى (الثلاثاء 29 ايلول 2020) بين ترامب وبايدن بتبادل اتهامات والفاظ نابية وهجمات شخصية وصفها المحللون بانها المناظرة الاسوا في تاريخ اميركا.. وفيما يأتي مؤشرات سيكولوجية أوليه لما حصل.

لغة الجسد

كان بايدن افضل في نظرات عينيه، وحركة يديه، وطريقة كلام هادئة، وتعابير وجه تتغير مع مضمون العبارة ترافقها ابتسامة لطيفة احيانا، فيما بدا ترامب بوجه متجهم يعكس عدوانا في داخله ويوحي بانه يسخر من خصمه، وينفعل ويقاطع كثيرا.. ما يعني قدرة بايدن على التحكم بانفعالاته افضل من خصمه ترامب.. في هذه المناظرة تحديدا.

المضمون

كلاهما ما جاء بجديد من الافكار، وكلاهما خسر في عدم رصانته في الحوار بما لا يليق بشخصية رئيس اقوى دولة في العالم، اذ كانت معظم افكار الطرفين تتركز على قضايا شخصية، من قبيل وصف ترامب لخصمه بايدن بأنه "لا يمت للذكاء بصلة"، ورد بايدن بوصف ترامب بأنه (كذاب).

ويحسب لبايدن انه فاجأ الأمريكيين بأنه صمد بوجه ترامب الذي يجيد فن الأيقاع بالآخر لتحقيق هدفه النهائي.. التسقيط، وتفوق عليه في مواقف وخسر ايضا مواقف لنباهة ترامب وقدرته على الايقاع بخصمه.

ويحسب لبايدن انه تعهد بقبول نتائج الانتخابات فاز فيها ام خسر، فيما شكك ترامب بأن التصويت القادم سيشجع على التزوير لاستخدامه المراسلة بسبب وباء كورونا، ما يعني انه في داخله يساوره الفشل.

الأستنتاج الأهم: ان مناظرة ترامب الأولى مع هيلاري كلنتون كانت مشابهة لمناظرته الأولى هذه مع بايدن.. اذ تفوقت عليه فيها، لكنه تفوق عليها في مناظراته اللاحقة.. فهل سيفعلها مع بايدن؟

تحية لمدير الندوة الصحافي (كريس والاس).. كان انموذجا رائعا للمحاور الذكي والمهني.

(سنتابع لنقدم دراسة تنشر قبل اعلان النتائج، كما فعلنا في دراستينا يوم توقعنا فوز اوباما وترامب) ولم يتوقعها محللون سياسيون كبار.. لنثبت أن (السيكولوجيا) أصدق من السياسة ان احسن توظيفها.

 

ا. د. قاسم حسين صالح

مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم