صحيفة المثقف

الصدق ركيزة مهمة في بناء المجتمع

عبد الخالق الفلاحإنّ حُسن الصدق يعني النطق بالحق فمن حفظ لسانه عن الإخبار عن الأشياء على خلاف ما هي عليه فهو صادق. واساس بناء المجتمع  وركيزة أخلاقيّة مجتمعيّة دينيّة هامة و تفرز منه النفوس الكريمة، والطبائع السليمة، والعقول الحكيمة ومطابقة القول والفعل للواقع هو من أشرف الفضائل النفسيّة الإنسانيّة ومن البديهي أن اللسان هو أحد أهم أدوات التفاهم والتواصل بين البشر قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام "ملاك المروّة صدق اللسان و بذل الإحسان"، والترجمان العملي لأفكارهم وما يدور في خلدهم؛ وعلى ذلك فصدقه عاملاً مهما في نشر الثقة بين أبناء الأسرة الواحدة، وأبناء المجتمع الواحد مما يؤدى إلى الاستقرار والمحبة والتماسك والترابط وزيادة أواصر التفاهم والتعاضد بين أفراده، كما أن الصدق في العمل من أعظم أسباب التقدم والرقى و يجعل الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه غيره  فقد قال الله تعالى (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) المائدة119). قال النبي صلى الله عليه واله وسلم " بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّهُ وَاللَّهِ يَا هَؤُلَاءِ لَا يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ،ولسان الصدق هو أن يذكر الإنسان بالخيرويثنى عليه كما قال الامام علي (ع) و قال سبحانه:  (وَاجْعَلْ لِي لِـسانَ صِدْق فِي الآخِـرِينَ) الشعراء 84 عن الحسن بن علي بن أبي طالب –ع- قال: "حفِظْتُ من رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: دَعْ ما يَريبُك إلى ما لايَريبُك؛ فإنَّ الصدقُ طُمأنينةٌ، وإن الكَذِبَ رِيبةٌ،

اما انواع الصدق الصدق بالقول: وذلك من خلال التحدث بالوقائع والحقائق من غير اللجوء للتحريف أوالتغيير والتزوير،الصدق بالفعل: وذلك من خلال تطبيق القول بالفعل، فالصادق لا يغش ولا يخدع، ويوفي بعهوده وقسمه،،الصدق بالعزم: وذلك من خلال التزامه بأفعال الخير، والابتعاد عن أفعال الشر،الصدق بالنية: وذلك من خلال إخلاص نيته لله تعالى في أي قول أو فعل يقوم به، ولا يكون قصده الرياء،الصدق بالدين: وذلك من خلال التزامه بأداء العبادات والصبر والتوكل الدائم على الله تعالى. الصدق ضدُّ الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْداقًا، وصَدَّقه: قَبِل قولَه، وصدَقَه الحديث: أَنبأَه بالصِّدْق، ويقال: صَدَقْتُ القوم. أي: قلت لهم صِدْقًا وتصادقا في الحديث، يعد الصدق محور عملية القياس إذ أنه يشير إلى أن الاختبار يقيس ما وضع لقياسه وأن إجراءات التقويم المسؤولة يجب أن تكون صادقة،

وصدق الاختبار يتعلق عادة بمدى خدمته للأغراض التي وضع من أجلها، كما يقصد بصدق الاختبار مدى صحة التفسيرات المبنية على نتائج الاختبار. من توصف بهذه الصفة وتخلق بها تتحلى به الفضيلة، وخلص نفسه من كل رذيلة فهو سيد الأخلاق، ورأس المكارم والفضائل، وعنوان الشمائل، وجامع الخصال،

والشاعر يقول وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة ٌ وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ، الصدق بذرة صالحة تُغرس في نفس الإنسان وحياته، فتقتلع الصفات السيّئة لتثمر ثقة الناس، بدونه تتهاوى بقية القيم، ويقع الفرد في الفواحش واحدة تلو الأخرى، مما يوجب علينا أن نحرص على التحلّي بهذا الخلق الفضيل، والحرص على أن نصدُق حتى في أصعب المواقف، ففي قول الصدق نجاة مهما كلّف الأمر، وفي الكذب مضرّة مهما طال الزمان.. فهو يعتبر من الأخلاق الحميدة الحسنة، ويعتبر الجوهرة الثمينة في حياتنا العامة، وهو كلّ الطمأنينة والراحة، لما له من آثارٍ جميلة وكبيرة في حياة الفرد والمجتمع أيضاً. وهو من أساسيات شيوع الّتفاهم والانسجام بين عناصر المجتمع وأفراده، وذلك ليستطيعوا النّهوض بأعباء الحياة وتحقيق الغاية والهدف منها، وله اثاره وانعكاساته في الحياة. في نظام المجتمع السعيد، ورمزٌ لخلقه الرفيع، وهو الدليل على استقامة أفراده ونبلهم وهو الوسيلة لكسب الثقة والائتمان بين النّاس.كما أنّ له آثاره ومعطياته في توفير الوقت الثمين، فعندما يصدق المتبايعون في مبايعاتهم يرتاح الجميع من عناء المماطلة وضياع الوقت في نشدان الواقع، وتحري الصدق. وإذا تواطأ أرباب الأعمال والوظائف على التزام الصدق، كان ذلك ضماناً لصيانة حقوق النّاس .وللعيش في حياة كريمة هانئة وتعايش سلمي، وذلك نتيجة لاستقرار الفرد، وانعكاسه على المجتمع ككل وشيوع الصدق أداة فعّالة لرفع الفرد وكمال أخلاقه، وهو السبيل لسعادة الفرد في كافة المجالات، بدءً من إستقراره النفسي، إلى العقود و المعاملات من بيع وشراء وغيرها، وهو من الكمالات النفسية على الصعيد الإنساني، فقد كانت صفة الصادق الأمين مرافقة للنبي الأكرم (ص) في زمن الجاهلية، مما يدل على محبوبية هذه الصفة من النفس والفطرة.

ومن انواعه:

1- الصدق المحتوي: ويطلق عليه أحيـانا اسم الصدق المنطقـي، أو صدق عينة السلـوك أو الصدق بحكم المفهـوم وهو متعلق بالصفات الداخلية للاختبار، ويستخدم هذا النوع من الصدق عندما يكون الهدف من تطبيق الاختبارووصف وتحديد الوظيفة

المرادلتحقيقها من الاختبار،لذا فإن الصدق الوصفي يعتبرشرطاً لازماً لحساب صدق المحتوى، ويعتبر الهدف الأساسي،

 2-الصدق المرتبط بالمحك: ويطلق عليه عدة تسميات منها الصدق العملي أو الواقعي؛ الصدق التجريبي، ويقصد به مجموعة الإجراءات التي نتمكن من خلالها من حساب الارتباط بين الاختبار الحالي ومحك خارجي مستقل

3- صدق التكوين الفرضي: ويقصد به مدى استيعاب المفهوم المقاس للوقائع أو الأنماط السلوكية الواقعية بفحص أي الخصائص يقيس الاختبار بمعنى أن نحدد المفاهيم التفسيرية والتكوينات النظرية المعينة المسؤولة على الأداء و الاختبار،واخيراً وليس اخراً ان الصدق يعني: تطابق ما في قلب الإنسان وما ينطق به لسانه مع ما في جوارحه أخذا بعين الاعتبار مطابقة كل ذلك للحق لواقع الأمر كما هوعند الله عز وجل. وإذا لم يكن هناك تطابق بين هذه الأشياء الثلاثة فمعنى هذا أن هناك خلل ما ينبغي إصلاحه حتى يكون المجتمع صالحاً وعبادة الإنسان خالصة وصادقة لله وحده.

 

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم