صحيفة المثقف

اليوم الوطني

جواد عبد الكاظم محسنفوجئ العراقيون ومن دون سابق علم في بداية شهر أيلول المنصرم بالإعلان عن تبنّى مجلس الوزراء لمشروع وزارة الثقافة والسياحة والآثار لقانون العيد الوطني، إذ صوّت على اختيار الثالث من تشرين الأول عيداً وطنياً، وهو يوم انضمام العراق إلى عصبة الأمم، وكالعادة هاج الكثيرون وتراشقوا في وسائل التواصل الاجتماعي معترضين ومنددين بهذا الاختيار، ومرشحين أياماً أخرى عليه، وكالعادة أضيف هذا الاختلاف الجديد إلى قائمة طويلة من الاختلافات التي صنعتها عن جهل أو قصد وسوء نية الحكومات المتعاقبة لهذا الشعب المسكين لكي تزيد من الانشقاقات والاحترابات التي لم تتوقف منذ عقود!!

وأعاد هذا الخبر إلى ذاكرتي ما حدث ذات يوم من أيام مجلس الحكم السود حين فوجئنا ذات صباح بصورة علم غريب الألوان، مع إعلان الموافقة على إقراره علماً رسمياً للبلاد، وهاج وماج الناس رافضين هذه النسخة الغريبة، مع انشقاقات في الآراء وانقسامات في الموقف، وصارت كل جهة ترفع علمها الخاص من دون أي اعتبار لوحدة الوطن ورايته الموحدة!!

وحضرني كما حضر غيري سؤال مهم، وهو: هل كان من الضروري إعلان هذا القانون في هذا الوقت بالذات؟! وهل تم التمهيد الشعبي له بصورة واضحة ومخلصة وكافية؟! وهل تم التفكير بردود الفعل والنتائج المترتبة على رفض الكثيرين له؟! أم إن الأمر لا يعدو كونه مشكلة جديدة افتعلتها الجهات السياسية الفاسدة في البلاد لكي تلهي الشعب عن مشاكله الأساسية معه، وتزيد من انقساماته المتراكمة ولتشغله عن معارضته لها ونقمته عليها؟! وقد رجح هذا الاحتمال عدد كبير من الأكاديميين والمثقفين المتابعة لأحوالنا المتردية في هذا الزمن الأغبر!!

 

جواد عبد الكاظم محسن

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم