تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

حميد طولست: الذكاء الاصطناعي أخطر الثورات التقنية!

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن خروج مارد الذكاء الاصطناعي من قمقمه، واحتد النقاش حول انتشاره في كل شيء من حولنا، وتربع تقنياته على عرش التكنولوجيا، واشتد الجدال حول تحويله كل مخترعات الإنسان الإلكترونية إلى آلات متجاوزة، قديمة الطراز، غير قادرة على مواكبة متطلبات أسس وقواعد الثورة الجديدة التي أحدثها ظهور أجيال الذكاء الجديدة المتمثل في الأجهزة والآلات المتعلمة،التي كان يُعتقد،خطأً، أنها مجرد خيالاً علمياً، أو برامج محشورة داخل آلات وأجهزة كهربائية وروبوتات تحاكي أعمال البشر، والتي كان يُظن أنه من المستحيل نجاح أدائها خارج الذكاء البشري، فأصبحت واقعا معاشا وحقيقة ملموسة، بفضل خوارزميات وبرمجيات معينة، تمكن الكوميوترات من مجموعة من القدرات المختلفة، كقدرة التعلم، وقدرة تنظيم العلوم وفهمها، وقدرة تحليل اللغة،وقدرة التعرف على الأصوات وتقليد المحادثات، وقدرة فهم وتحليل الصور والفيديوهات، وقدرة حل المشكلات الهندسية والإبداعية، وقدرة التعامل العاطفي والمجتمعي، وقدرة التخطيط واتخاذ الإجراءات المعقدة،وقدرة الإجابة على جميع التساؤلات التي يمكن أن تخطر ببال الإنسان، والتوصل لكل الإجابات الممكنة أو المتصورة عنها،  وكل ذلك بكفاءة وجودة عاليتين وسرعة فائقة، وصلت إلى مستويات مرعبة تجعل الخيال يعانق الحقيقة في اللحظة نفسها .

ورغم الحيرة في أمر الذكاء الاصطناعي، فقليل هم من يشككون في قدراته على تحسّين أوضاع الناس الحياتية بشكل كبير، لكن ما يخشى منه، هو ذلك التسرع المخيف والهرولة الهستيرية المنتهجة للوصول إلى ذكاء اصطناعي فائق، غير مأمونة أعراضه الجانبية غير متوافقة مع مصالح البشر اجتماعيا واقتصاديا وإنسانيا، والتي حذر من عواقبها الكثير من خبراء الكمبيوتر، ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر :المركز الأمريكي لسلامة الذكاء الاصطناعي (CAIS)، الذي أصدر - حسب صحيفة "ذا تايمز" البريطانية - بيانا تضمن مخاوف صريحة من أن يؤدي تسريع الذكاء الاصطناعي إلى انهيار الحضارة وتدميرها عن غير قصد.، ونفس المخاوف نقلت عن رجل الصناعة والتكنولوجيا، ومالك منصة "تويتر" إيلون ماسك، الذي حذر من انعكاسات تطور هذا الذكاء على حالة السلم العالمية، جراء تكثيف توظيف الحكومات لتقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة آلة الحرب وتطوير قدراتها الأوتوماتيكية في عمليات القتل والتدمير، والذي تشير التوقعات إلى أن تطورها  سيزيد بشكل خطير في السنوات القادمة، بفضل مارد الذكاء الاصطناعي الذي خرج من قممه، الذي لا يسعني،كغيري كثير، إلا أن أسأل الله أن ينفع البشرية  بما يحمل من منفعة وخير، ويكفيها ما يمكن أن تضمره من شروه، ويحميها منها بدرعه الحصين، ويهون عليها أثره إذا قدر تقديرا.

***

حميد طولست

في المثقف اليوم