صحيفة المثقف

رثاء السلطان للسيد جاسم الطويرجاوي ورد العطار

صبري الفرحانرثاء الخطيب السيد جاسم عبد عباس العرداوي بين تغريدة الاستاذ فاخر السلطان ومقال رد الاستاذ عبد النبي العطار.

رحم الله الرجل فله جمهوره وهي الطبقه الاميه او الشبه اميه وجزاه الله عن الاسلام واهله خير الجزاء، فالرجل لم يكن بمرتبه منبر الشيخ احمد الوائلي ولا بموسوعية الخطيب حسين الشامي، ولا بصوت السيد جواد شبر، وان كان الاول في استدرار الدموع .

رثاه الاستاذ فاخر السلطان بتغريدته (1) بالنظر الى جمهوره الامي والشبه امي الذي يتقبل الخرافه والقول بما لم يكن في معركة الطف التي لا حاجه الى الاضافه اليها فهي ماساه ما بعدها ماساة.

وجاء رثاء اومقال رد (2) الاستاذ عبد النبي العطار يُحمل الاستاذ السلطان او حاول ان يجمع الردود تحت عنوان رده على السلطان فرد السلطان ورد السني الطائفي ورد القومي العربي وبالخصوص البعثي وبشكل اخص الصدامي المتخندق ضد ايران، وحاول ان ينتصر الى رأيه بشكل علمي توفيقي، ورفع مكانه السيد الى درجة مجتهد بقوله قدس الله سره

والرجل رحمه رغم انه ناعي جيد للحسين عليه السلام الا انه تعدى الخرافه الى استغفال الناس لدرجه كنت تحت منبره وكنت ارتدي الزي الديني وصعب لمن يرتدي الزي الديني الحركة الزائده لتفت الى الوراء عندما قال مؤكدا ان الامام موسى الكاظم عليه السلام جالس في الخلف ضنا مني ان هناك من يمثل دور الامام ضمن المسرح الشعبي الشيعي

ورد العطار لم يتناسب مع

 - منهج حزب الدعوة الذي يدعو للتحرر من الخرافه في الدين على اعتبار عائله العطار معروف رجالها من كوادر حزب الدعوة كالشيخ مهدي العطار

- ومنهج الثورة الاسلامية في ايران وفكر معلمها الدكتور علي شريعتي واضح وابسط قراءة في كتاب الملحمة الحسينية للشيخ مرتضى مطهري يجعل منبر السيد جاسم خارجها

- ومع منهج مرجعية الميدان الواعيه التي يمثلها اليوم السيد كمال الحيدري وفي الامس السيد محمد حسين فضل الله والصدرين محمد باقر ومحمد محمد صادق

ترى لمن انتصر العطار وبلسان من يتكلم وعلى ما يبدو تكلم؟.

* بلسان جمهور السيد في الكويت

* ولسان حال الشارع العراقي الامي والشبه امي بعد التغير الذي هجر حزب الدعوة ونقد العالم الرباني محمد محمد صادق الصدر وصطف عاطفيا فقط مع ايران علما لست ضد ايران

* ولسان الموقف الشعبي الايراني الذي هو محصلة قوى ثلاث الخط المذهبي الشيعي والخط الفارسي القومي بالاضافه الى خط الثورة الاصيل الذي اضطر ان يعيد تسميته باسم خط الامام اي السيد الخميني .

* ولسان الخط الخلفي للشيعة المتمثل بالشيخ وحيد الدين الخرساني والسيد صادق الشيرازي

اما الوقف الرسمي العراقي كان مشكورا بحمل جثمان السيد الى بلده بصفته مواطن عراقي ليس الا، لانه عودنا الموقف الرسمي بعد التغير بحمل جثمان اي شخصية عراقيه الى العراق ولا انسى طلب الاستاذ نوري المالكي بحمل جثمان الاديب عبد الستار ناصر من كندا الى العراق ولكن قد اوصى الفقيد ان يدفن في كندا

وموقف السياسيين فهو معروف بالاصطفاف الطائفي والمحاصصه فكما احتفى الطرف الاخر بجثمان الاعب احمد راضي، احتفى المقابل بجثمان الخطيب السيد جاسم الطويرجاوي رغم تقاطع البعض مع منبره كحزب الدعوة الاسلامية وان برر بعض كوادر حزب الدعوة ان للرجل ولد شهيد اعدمه صدام لنقول لهم مازال ولد شهداء كوادر حزب الدعوة بدون اهتمام.

اما الموقف الامريكي فاوضح مثال له ما كتبه الاستاذ احمد الصراف من مقال تحت عنوان من لثارات الفساد ينقد فيه التخلف الشيعي في احياء مراسيم عاشوراء

والموقف الايراني جاء وفقا لمصالح ايران السياسية داعما لموقف السياسيين العراقيين واتباعهم والشريحه الاميه للشعب العراقي وجناح الحوزة العلميه (4) الداعم للتخلف باسم الحفاظ على الدين لحد يمكن ايهام الامه بالوهم، كما قال بها احد رجال الدين، وتجفير المعلومه على حد تعبير الباحث الاسلامي محمد طاهر الحسيني.

رحم الله الفقيد

 

صبري الفرحان

........................

هامش

1- غرد الاستاذ فاخر السلطان بتاريخ 11 تشرين الاول 2020

"كانت وظيفته أن يُبكيَ الناس ويحشو أذهانهم بالخرافات وبالكثير من الروايات والخزعبلات، فلما مات اعتبروه ظاهرة يجب تكريمها، وتم إرسال طائرة خاصة لنقله إلى بلده ودفنه. إن ردود الفعل هذه تعكس حاجتنا الماسة إلى الوعي والنقد والتنوير لا إلى التجهيل والتزييف

 2- رد عبد النبي العطار

 لا اتفق معك في شكل ولا محتوى ولا التوقيت المرتبط بتغريدتك بتاريخ ١١-١٠-٢٠٢٠ بحق الخطيب الراحل السيد جاسم الطويرجاوي قدس سره، ولك ان تسأل لماذا؟ بداية لندع الجانب العقائدي والشرعي ( على اهميته) في ما تفضلت به، لانه يبدو ان جنابك لم تتطرق اليه وربما لا يحمل كثير هم بالنسبة لك، لذلك سنتجاوزه ( حاليا على الاقل)، ولنناقش ما اظهره قلمك ولندع ما تخفي الصدور، - تفضلت ان فقيدنا رضوان الله تعالى عليه كانت و"ظيفته ان يبكي الناس"!!؟؟ وهنا لنا وقفة:- قضية البكاء وابكاء الناس؟ لنسأل انفسنا ما العيب في ابراز ارقى عاطفة يمتاز بها اهل العاطفة والاحساس من البشر؟ البكاء وخصوصا البكاء التفاعلي مع الموقف والحدث والقصة يعكس عاطفة لا يتمتع بها الا المتحضرون من الناس. ابكاء الناس على مصيبة الحسين ع وتفاعل الحضور مع الكلمة والرواية والقصة يعني ان هناك رسالة يوصلها الخطيب عبر الكلمة والشعر والرواية والتصوير الفني لاقت قبول وتعاطف واقتناع من المتلقي في مشهد لا يعيه الا اهل القلوب والمشاعر. عموما مبدأ تحفيز مشاعر الناس سواء أكان بالبكاء او الاضحاك لادخال السرور على القلوب يعتبر رسالة وفن وعلم، وجمال وللاسف ان الاخ المحترم عاب مبدأ وفن الابكاء وحسنا انه لم يعب فن الاضحاك والذي لاجله كرمت الحكومة البريطانية الممثل رون اتيكسون والذي قام بدور مستر بين في حلقاته الفكاهية الشهيرة لانه ادخل السرور على قلوب الناس، اما البكاء والابكاء فليتك شاهدت كم البكاء والدموع التي ترقرقت حزنا تفاعليا مع بطلة رواية قصة حب ( Love story) للكاتب اريك سيجال والتي تحولت الى فيلم بنفس الاسم . اذا الابكاء والاضحاك مطلوب ومطلوب بشدة بشرط ان يكون ذا هدف لخدمة الانسان والمجتمع ( سوف نتطرق لهدف البكاء والابكاء على الحسين ع لاحقاً). - اما تهمة حشو اذهان الناس بالخرافات والخزعبلات فعلينا ان ندقق اكثر، فنعم تاريخ الامم والشعوب مملؤ بالاساطير التي لا يعلم صحيحها من سقيمها ولكن تبقى هذه الاساطير جزء مهم واساسي في الحفاظ على هوية وثقافة الشعوب، فلابد ان جنابك قرأت ملحمتي الاوديسة والالياذة لهوميروس وما تعج بها من اساطير حول بطولات الالهة وممارساتهم العجيبه، ولكن لا تجد مركز فكري يهتم بالثقافات سواء في اوربا او خارج اوربا من يستهزء بهذه الاساطير بل يعتبرها رافدا مهما الى جانب الشعر والموسيقى والتمثيل للحفاظ على هوية الشعوب . فنعم هناك بعض الاساطير تطرح على المنبر الحسيني بعضها مرفوض لسلبيته وكثرها مقبول لكونه يعتبر احد فنون القصة والرواية هدفه دعم وتثبيت هوية التدين والتشيع استنادا الى احداث ووقائع حقيقية، ولكن من غير المقبول تسخيف وتحقير مثل هذا الفن الراقي والداعي الى جلب تعاطف الفرد والمجتمع لقضية الحسين ع. هذا الفن الذي يستعين بأرقى الادوات الحضارية مثل اشعار دعبل الخزاعي والشريف الرضي والكميت بن زياد والسيد حيدر الحلي ومحمد مهدي الجواهري وامثالهم بالمئات بل بالالف من الادباء والشعراء، مثل هذا الفن الذي يوصل رسالة الحب والعشق والاحترام لاطهر الناس واطهر قضية عبر الكلمة والقصيدة التفاعلية جدير بالاحترام والتقديس وليس الاحتقار والاستهزاء . ونعم للخيال القصصي الهادف دور في بناء الحالة العاطفية لاستجلاب تفاعل الناس وهذا ليس بالبدعة يحتكرها المنبر الحسيني، فالخيال القصصي من اعلى واهم مجالات الادب والفن التي يحترمها العالم ككل ويكرمها ؛ فجامعات اكسفورد وكيمبردج هارفارد وغيرها تخصص كراسي للدراسات المتعلقة بادب شيكسبير والذي هو عبارة عن خيال محض. وسلسلة روايات هاري بوتر الممتعه للمؤلفة ج ك رولينغ الضاربة في الخيال والتي كرمها المجتمع الادبي اكثر من مرة ومع ذلك لم يحرؤ اي احد على الاستخفاف بفكرة هذه القصص الخيالية، فالخيال الادبي محترم عند المحترمين، وهم كثر. وكم سعدنا بقراءة القصص واكثرها مبني على الخيال فقط ولكن كان لها تاثير عميق على ثقافة الشعوب مثل رواية العجوز والبحر لايرنست همنجواي، وذهب مع الريح مارغريت ريتشل الامريكية. اذا ما تسميه جنابك اساطير وخيال يسميه العالم كله ادب وفن وما حقرته جنابك كرمه العالم كله. وفقط لكي لا يختلط الحابل بالنابل، فالبكاء والابكاء على الحسين ع يتعدى حدود الممارسة الفنية المحدودة . فالبكاء على الحسين يعني احياء لاهداف ثورة الامام الحسين، البكاء على الحسين ع يعني انتصار الدم على السيف البكاء على الحسين ع يعني ان الحب ينتصر على الكراهية وان الامل ينتصر على الياس وان الحق ينتصر على الباطل . سيدي المحترم ؛ من حقك ان لا تبكي الحسين، ومن حقك ان لا تتفاعل مع مجالس الحسين ع ولكن ليس من حقك تحقير من يدعو الى البكاء على الحسين ع ومن يبكيه . سيدي المحترم من ابرز سمات المجتمعات المتحضرة صفة احترام الاخر وان لم تتفق معه، ومن حق البكاؤون على الحسين ان يحترمهم كل احد . ويبقى سيدنا الخطيب الراحل السيد جاسم الطويرجاوي رحمة الله عليه علما في حياته وعلما بعد رحيله وان حاول البعض القليل الاستهزاء برسالته ودوره في بناء الثقافة والعاطفة فهناك الآلاف بل الملايين من يقدر دوره ويعشق فنه الراقي في البكاء والابكاء على الحسين ع . وكلمة اخيرة لك

سيدي الفاضل؛ سيكون حالنا افضل لو احترم بعضنا البعض .

3- والرجل لم يصل الى مرحلة البحث الخارج رحمه الله بل لم يدرس مرحله السطوح واختصر على المقدمات، فالمراحل الدراسية في الحوزة ثلاث المرحله الاولى المقدمات المرحلة الثانية السطوح المرحله الثالثه مرحلة البحث والطالب اما يتخصص في اختصاص ما او يكمل اختصاصه الفقهي فيصل الى مرحلة مجتهد اي له الاستطاعه باستنباط الحكم الشرعي من الكتاب القران الكريم والسنه النبوية وان كان له جمهور من الناس يتبع فتواه صار مرجعا ليقال عنه بعد موته قدس الله سره .

4- والمعروف الحوزة العلميه بثلاث اجنحه جناح الوسط الذي له السياده والشهره وتعبير المرجعيه العليا يمثله السيد علي السيستاني ومن قبل السيد الخوئي، والخط الواعي الميداني الذي يمثله السيد كمال الحيدر ومن قبل السيد محمد حسين فضل الله والصدرين محمد باقر ومحمد محمد صادق والسيد الخميني، والخط الخلفي للشيعه المذهبي يمثله الشيخ وحيد الدين الخرساني والسيد صادق الشيرازي ومن قبل السيد محمد مهدي الشيرازي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم