صحيفة المثقف

الرواية الماسونية.. لماذا قبل المسلمون الدخول في النظام الماسوني؟

علجية عيشكيف يمكن إخراج  الرواية الإسلامية من الصراعات السنية الشيعية؟

كتب أحد المهتمين بعالم الرواية عن الرواية الماسونية، ولأول مرة أقرأ عن الرواية الماسونية، حينما قرأت مقالا قصيرا عن رواية كتبها باسم الخشن بعنوان: " ظل بابليون"، يتحدث فيه صاحبها عن الرواية الماسونية كما تعرض فيها إلى ديانة "أليستر كراولي" "الثيلما"، وثيلما كلمة يونانية معناها "مشيئة" أو "نيّة"، وهي اسم السبيل الديني الذي أسسها آليستر كراولي سنة 1904 في كتابه "القانون"، يقال أن هذا الأخير سبق له وأن زار الصحراء الجزائرية لنشر طقوسه السحرية، ولا شك أن كل من يقف على هذا النوع من الروايات يتبادر إلى ذهنه تساؤلات عدّة حول تطور "الرواية" وتنوعها من حيث الطابع والأسلوب واللغة التي تكتب بها الرواية وموقعها من الإعراب، هي طبعا تساؤلات يتوجب على الروائيين العرب الإجابة عنها، وتحديد جنسيتها وماذا قدمت الرواية للإنسانية؟ وهل خدمتها؟ في ظل ما نشهده من صراعات عقائدية ومذهبية وسياسية أيضا، وهل تعرف الرواية بكاتبها أم باللغة التي كتبت بها، كما نقرأه عند بعض الروائيين العرب المحسوبين على التيار الفرانكفوني على غرار بعض الروايات الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية.​

رواية باسم الخشن تتحدث عن طالب في الطب أراد أن يصل إلى المعرفة الحقيقية مخاطرا بحياته إلى درجة أنه قبل الإحتراق كما في أسطورة "إيكاروس"الذي دفع حياته ثمنا للمعرفة، المسألة هنا تتعلق بالشخصية الروائية وعقيدتها، فهل وجب عليها ان تلتزم حدودها الجغرافية والعقائدية في كتابة الرواية، أم أن لها الحق في القفز على الخطوط الحمراء، بمعنى انها تكتب في كل شيئ، وتخرج من دائرة الإنغلاق، أي عولمتها، ثم ماذا نفهم من الرواية الماسونية، وهل حان الوقت للدفاع عن الرواية العربية وحمايتها، وهل بإمكان الحديث عن الرواية الإسلامية، التي تخوض في التراث الإسلامي وتتحدث عن السلف الصالح وإخراجها من دائرة الصراعات السنية الشيعية، والسؤال الذي يفرض نفسه هو : ماذا تسعى الماسونية إلى تحقيقه عن طريق الرواية في وضع البشرية تحت جناحها والعمل بقوانينها، أم هي واحدة من بروتوكلات حكماء صهيون، من أجل السيطرة على النخبة المثقفة، لاسيما والماسونية في كل مرة تطلقت أجنحتها لتغطي الفضاء البشري كله من أجل تحقيق الشمولية.​

وللوقوف على الرواية الماسونية اضطررت البحث في محركات قوقل، ووجدت أن لدى الماسون روايات مختلفة جلها ارتكزت على مدح الماسونية والحديث عن المدينة الماسونية، أي ان لها رسالة تؤديها لخدمة إيديولوجية معينة، عكس ما نقرأه في بعض الروايات العربية التي تفتقد إلى هذا النوع من المهام لخدمة عقيدتها ونصرتها، لا يمكن طبعا مواجهة هذا التنظيم العالمي لأن الماسون متعددي الجنسيات ومنتشرون في كل بقاع العالم، حيث حصلت الماسونية على موطئ قدم في العالمين الغربي والعربي وتوسعت حتى حطت أقدامها في دول افريقية ، وهناك رؤساء وزعماء عرب وأفارقة ينتمون إلى الماسونية، أقاموا في بلادهم محافل الماسونية، وتحصلوا على وسام "الأستاذية"، وبالتالي يمكن الحديث أولا عن الماسونية العربية والماسونية الإفريقية ومن هم أبرز قادتها وزعمائها، ثم الماسونية الإسلامية.​ 

كما وجب ان نعرف ماذا يُقْصَدُ بالمدينة الماسونية؟ هل هي مدينة يسكنها أناس أحرار، معتدلون يربطهم عقد اجتماعي ويقومون بنشاطات اجتماعية ويقدمون خدمات اجتماعية؟ وهل المدينة الماسونية تشبه المدن الأخرى التي تحدثت عنها الروايات كمدينة "مورول" التي يعيش فيها أناس مسالمون لا يعرفون طريقا للجريمة ولا للقتل ، أناس فضلاء لا يمارسون العنف والتطرف؟ ، وقد خاض بعض الكتاب العرب في هذه المسألة بالذات ، وذهبوا إلى أبعد الحدود ، مثلما ذهب في ذلك الكاتب والمترجم مدني قصري وهو جزائري مقيم بالأردن، الذي تحدث في مقال له عن قبول المسلمون الدخول في النظام الماسوني حينما قام بترجمة كتاب تييري زاركون (Thierry Zarcone) وهو عبارة عن قصة أضيفت لقصة "مناهضة الماسونية الإسلامية" في محاولة منه تكييف الماسونية مع البيئة الإسلامية، من خلال أوجه الشبه مع الأخوية الصوفية وهذا يقود إلى التشكيك والبحث إن كان الطرقيين ماسون أم لا؟ خاصة وأن للطرقيين طقوص خاصة بهم، ما جعل جمعية العلماء المسلمين برئاسة العلامة عبد الحميد ابن باديس تقف في وجه الطرقيين ومحاربة كل البدع، المسالة تحتاج إلى إعادة نظر ودراسة معمقة من قبل المختصين في مقارنة الأديان، للكشف عن المجموعات السرية الموجودة في العالم والتي تستهدف كل الأديان وتعمل على إزالتها من جذورها وضمها في دين واحد؟​

*** 

علجية عيش​

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم