صحيفة المثقف

نافذة الثقافة بمكناس من خلال موسم: الثقافة عن بعد

محسن الاكرمينلم تكن الثقافة بمدينة مكناس وليدة ترف نخبوي وبذخ فكري، أو وليدة أية مؤسسة رسمية تحفل بالشأن الثقافي بالتزين والبهرجة. لم تكن أساساتها البنائية مستمدة من ظل وعي فجائي عفوي / لحظي، وتشييد المنصات الإليكترونية وبوابات المواقع الاجتماعية، والحديث عن( موسم الثقافة عن بعد) وبدون استمارات استبيا نية سابقة. لم تكن الثقافة بمدينة الثقافة لعبة في ملعب نحتفي بها إلى أن تنكسر(لعب وكول)،  بل كان الفعل الثقافي بمكناس دائما وليدة صراع فكري على كافة المستويات" الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية...".

هي ثقافة التحدي التي قد نحتفي بها ونشد عليها بالتثمين مثل مديتنا العتيقة، و قد ندعم مساندتها وتأهيلها. هي إستراتيجية التخطيط لدخول ثقافي نابع حتما من إكراهات عيش الساكنة ومدينة في ظل (كوفيد 19). هي الثقافة الشعبية البسيطة بمكناس والتي لا تعترف بمن يسمو على منصة الخزانة الوسائطية (محمد المنوني) وما تحمله من برودة في الأداء وتغيير التموقعات "(مرات) نجد المثقف في جلوس المنصة العلوية و(مرات) نجده بين الحاضرين"، إنها حقا ثقافة (أمولا نوبة)، فأين القاعدة الشعبية للثقافة التي نخطط لها على الورق الناصع وعن بعد!!! ؟.

ما وراء التفكير الإيجابي لموسم الدخول الثقافي بمكناس!!! هي حتمية تحيلنا لزاما إلى معانقة ثقافة البساطة، هي ثقافة التي نبحث عنها بفك وثاق الحرية للكلام المباح، و بأدلجة الكونية في ظل (كوفيد 19). ما وراء التفكير الإيجابي لموسم الدخول الثقافي بمكناس !!!  والثقافة بمكناس لا زالت تفكر في سرد الوقائع البائدة، وغير صالحة سمعا حتى لمواليد (عام كورونا). ما وراء التفكير الإيجابي لموسم الدخول الثقافي بمكناس !!!  حين كان المثقف لسان الناس والتعبير الأنيق عن احتياجاتهم بلغة جريئة، لا يرعبها صوت المدفع، ولا تخطيط مديرية الثقافة. يقولون والعهدة على الراوي المبني للمجهول " قد تكون تلك الثقافة التنطعية / الجذرية، هي من  جلبت على المدينة غضبة (التنمية الموقوفة / السورسي)، لكنها عبرت عن وجود مثقف عضوي بمكناس(سنوات الجمر والرصاص). يقولون والعهدة على الراوي المبني للمجهول" كان المثقف بمكناس يمتلك المعرفة والوعي من داخل المجتمع الذي يعيش فيه، كان حقا يساهم في صناعة الوعي المتقدم و في تجديد الفكر... يفهمه القارئ بطبيعته البسيطة ...".

اليوم بتنا بمكناس نخطط لثقافة الخطابات وعبر منصات التواصل الاجتماعية التي لا سند قانوني في استغلالها. بات التناوب على نيل التكريمات الورقية، وشد الصف (اليوم أنا وغدا أنت). باتت القاعة الوسائطية (محمد المنوني) تؤثثها وجوه تكرر نفسها في أمكنة التموضع بين منصة الإلقاء أو كراسي التصفيقات الأمامية. باتت ثقافة مكناس اليوم، مثل المهلهل في صباه، قبل النضج والتخطيط البعيد المدى. باتت مدينة الثقافة تسوق مفاتن جهد مثقفيها عبر الوسائط والمنصات الاليكترونية، الذي لا أثر له على المتلقي!!!.

من فيض السؤال نقتفي شح الأجوبة، أين هي أدوار المثقف الحقيقة بمكناس؟ هل لدينا سلالم للأبراج العالية للمثقفين بالمدينة؟ هل يعبر المثقف عن الساكنة، ومدى تطلعاتها وانتظاراتها في زمن"كوفيد 19 "وما بعده؟ هل ستكون منصات التواصل الاجتماعية والمنصات الرقمية جسرا نحو المجتمع المستهلك للثقافة متاحة، و يتم تجسير فجوة الثقافة بالمدينة؟ هل الثقافة بمكناس تعيش في عزلة مع المثقفين الجدد؟ هل المنصات الرقمية ستفك عزلة المثقف والفنان، أم ستزيد من دمار العنوان:"مدينة الثقافة"؟ هل المثقف بمكناس يحمل وعي الساكنة والمدينة، أي أنه هو (المثقف العضوي) المنتظر؟

لن نجيب عن فيض أي سؤال، ونوجه الخطاب:" بأن الثقافة ليست للتسويق وحمل معطرات وألوان التزيين،أن الثقافة ليست ترف فكري نخطط لها من بعد، وعن بعد.أن الثقافة ليس باحتفاء البهرجة المملة الإخراج،  بل بصناعة التغيير وبناء الفكر والثقة في حلم المستقبل (ما بعد زمن كوفيد 19). أن الثقافة بمكناس لا تنهمك في التخطيط الصغير للإشهار وصناعة علامات التشوير الجهوي، بل هي فهم لاحتياجات ساكنة ومدينة، بل هي إستراتيجية لبنية تصاعدية من المجتمع  والمدينة، بل هي كذلك في أفكار تحمل صفة المبتدأ والخبر التفاعلي مع التنمية وعصرنة السلوكيات وتهذيب القيم بالتجديد...".

إنها الثوابت التي نبحث عنها في موسم الدخول الثقافي الجديد بمكناس. إنها الثوابت التي لا تجعل من منصات المواقع الاجتماعية رمزا ثانيا لنقل (روتيني اليومي) مع ثقافة مدينة يائسة. إنها الثوابت الثقافية التي لا تخاف من فيروس (كورونا)، بل تخاف من بقاء جهل الناس بالفيروس. إنها الثوابت الثقافية التي أبانت عن البعد الفسيح بالفشل بين المثقف والساكنة والمدينة إبان سيطرة الحاكم (كوفيد 19) على الأنفس والأجساد. الآن، نكرر نفس السيناريو ولكن ممكن أن نحضر (كومبارس) جديد ليواجه منصات الثقافة الاليكترونية عن بعد،أو عن قرب، أو الحضوري/ المواجهاتي، ونبتهج بالصورة الملونة (فقط) ونقول: (ها قد نجحنا في موسمنا الثقافي)، وحينها ممكن أن نقص شريط البدايات والنهايات !!! .  

 

محسن الأكرمين.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم