صحيفة المثقف

الحوار الروائي

الحوار من التعقيد يصعب تنميطه او تأطيره كما يحاول بعض النقاد والمحررين تأطيره في العمل الروائي

وهناك نوعان من الحوار الحوار مع الذات والحوار مع الاخر "بين شخصيتين روائيتين" .

وبعض النقاد يدرج المنولوج ضمن الحوار مع الذات

وكما نلاحظ ان النقاد غير متفقين على تصنيف المنولوج او ادراجه ضمن الحوار الذاتي ولكن كما نعلم المنولوج يقسم الى نوعين : منولوج خارجي ومنولوج داخلي .

  من الصعوبة تحديد التكنيك الروائي مسبقا كما يريد بعض النقاد لان الحوار بجميع انواعه يدرج تحت مسمى التكنيك الروائي .

ولا بد ان يدرك النقاد ان الروائي لا يمكن ان يسير وفق النمط الذي يختارونه لروايته ولا بد من حرية ابداعية تاخذنا الى اكتشاف اشياء جديدة سواء على صعيد الكتابة او سبر اغوار شؤون حياتية مجهولة بالنسبة للقاريء .

اضافة الى الحوار مع الطبيعة بكل موجوداتها كالانهار والحجر والاشجار والنباتات بشكل عام والحيوانات خاصة الاليفة وتوظيفها ليست فقط في الحوار وانما لاسباب لها علاقة باحداث الرواية او مسارها لكي لا تكون طارئه او مقحمة علي الرواية تفقدها وظيفتها وتجانسها .

وميزة الحوار انه يرتبط بشخصيات الرواية وهذا سبب اخر لصعوبة تنميطه بسبب اختلاف الشخصيات .

الحوار الروائي يذكرنا بالحوار الصحفي او الاعلامي . ان الروائيين الذين لهم خلفيات صحفية واعلامية يبرعون في الحوار فهم لا يعطون المحاور  معلومات صحيحة او لمن يحاوروه لدرجة الاثارة او اثارته احيانا وبطريقة بعيدة عن موضوع الحوار .

هذه الخبرة اي ان يحتوي السؤال على معلومة صحيحة وباقي المعلومات غير صحيحة ولكن لها علاقة بالمعلومة الصحيحة تدفع المحاور للادلاء بمزيد من المعلومات وتصحيح المعلومات وتصحيح الاحداث والتواريخ و.. الخ وبالتالي تضفي على الحوار حيوية وتنوع وتميز عكس الحوار الروتيني الذي نصادفة كثيرا في اعلامنا .

برع في الحوار الروائي العالمي غارثيا ماركيز بسبب خلفيته الصحفية وممارسته للعمل الصحفي بداية حياته المهنية .

وقد نصادف في روايته منولوجات تشتبك بها المنولوجات الخارجية والداخلية وتمتد على صفحات وفصول كاملة من رواياته . وكذلك حوارات شخصياته الروائية غير نمطية او مؤطرة كما يحاول النقاد تأطيرها وتنميطها او تحديد وظائفها مسبقا .

السؤال الصحفي اوالاعلامي المحترف غير روتيني او نمطي ولكن يشترك بميزة واحدة اعطاء معلومة صحيحة وباقي المعلومات غير صحيحة وهذا ما يميز الحوار الصحفي المحترف من غير المحترف وكذلك ما يميز الحوار الروائي المحترف عن الحوار الروائي غير المحترف او النمطي الذي يسعى اليه النقاد .

هدف النقاد من التنميط ليسهل عليهم الاحاطة بعوالم الرواية مساراتها وفق الاطر التي يعتبرونها كنماذج روائية سواء على مستوى الحوار او الاحداث او الشخصيات

ولم استطع اكمال قراءة مقالة احد محرري دور النشر عن "الحوار الروائي" لانه يحاول ان يضع القواعد الصحيحة للحوار اي تنميطه او ما يجب ان يقال او لا يقال في الحوار .. وكيف يقال ؟

 

قيس العذاري

 24.11.2020

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم