صحيفة المثقف

سُلالة النَّار

عاطف الدرابسةقلتُ لها:

الشَّرقُ

يا وصالَ الأرضِ بالسَّماءِ

يصبُونَ إليكَ

يطوفونَ حولَ كعبةِ الرُّوحِ

يسعونَ إلى التَّوحّْدِ مع الإلهِ

لتكتملَ دورةُ الجسدِ والرُّوح ..

 

الشَّرق

يا أوَّلَ الكُتبِ المُقدَّسةِ

ويا آخرَ الكُتبِ المُقدَّسةِ

من سرقَ أوَّلَ ريشةٍ مُقدَّسةٍ

سالَ دمُها فخطَّ على الجلدِ 

أوَّل كلمةٍ : الله

من سرقَ أوَّل مسمارٍ ذهبيٍّ

نقشَ على الحجرِ صورةَ الكأسِ المُقدَّسةِ

ليشربَ منها الإنسانُ والطَّيرُ والشَّجرُ

كلَّما تنزَّلَ عليها المطر

سالت أوديةٌ 

وفاضت أنهارٌ 

وثارت ريحٌ 

تحملُ غُبارَ الحُبِّ

حبوبَ لقاحٍ تحطُّ في رحمِ البرقِ

لأُولدَ من سُلالةِ النَّارِ

وقوسِ قُزح ..

 

أنا سليلُ الكأسِ المُقدَّسةِ

عرشي ثورٌ مُجنَّحٌ

وناري موطنُ الحديدِ والذَّهب

بيني وبينَ سُلالةِ الرَّعدِ نَسَب

وبيني وبينَ سلالةِ المطرِ خَمرٌ

تناسلَ من عناقيدِ العِنب ..

 

أنا استعارةُ الإلهِ لبني البشر

وأنا اصطفاءُ المَجازِ للصُّور

كلَّما اقتربتم منِّي أكثر

اقتربتُم من جوهرِ السَّماءِ أكثر ..

 

أنا من زرعَ الشَّجرةَ المُقدَّسةَ في الشَّرق ..

كلَّما شربت من ماءِ مجازي

غاصت جُذورُها تحتَ الجبالِ

وتحتَ أعماقِ أعماقِ البحار

فكانت الهندُ هنداً

وصارت الصِّينُ صيناً

وصارَ الغربُ غربا ..

 

أنا من سُلالةِ الشَّمسِ المُقدَّسةِ

هديَّةُ الشَّرقِ للجهاتِ

فكلَّما طُفتُم حولي

تبيَّنتُم وجهَ الإلهِ ..

***

د. عاطف الدرابسة

...................

هامش:

لا قُدسيَّةَ لبشر 

اللهُ، الله للجميع ..

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم