صحيفة المثقف

جاحظ القرن العشرين

يسري عبد الغنيمن هذا الموسوعي تعلمت.. د. محمد عبد المنعم خفاجي.. الذي لقب بجاحظ القرن العشرين لتنوع معارفه وسعة عطائه.. وتخرج على يديه أجيال من علماء ومفكرين وأدباء

- ولد في قرية تلبانة مركز المنصورة محافظة الدقهليه.. في 22 يوليو عام 1915 - رمضان 1333هـ.. نال شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر عام 1946 برسالته عن الشاعر العباسي عبد الله بن المعتز..

- أطلق عليه البعض "سيوطي العصر" فى التأليف.. لأن مؤلفاته تجاوزت الخمسمائة مثله مثل الحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبى بكر السيوطي.. ولقبه آخرون بجاحظ القرن العشرين لتنوع معارفه وسعة عطائه.. تخرج على يديه أجيال من علماء ومفكرين وأدباء.. رحل عن عالمنا فى 7 من مارس 2006 .

- له يد بيضاء في التعريف بقبيلته.. أرخ عدة كتب.. أشهرها كتابه الكبير بنو خفاجة وتاريخهم السياسي والأدبي ، الدولة الخفاجية في التاريخ.. والخفاجيون قبيلة عربية كبيرة نشأت فى العصر الجاهلي وزاد نفوذها.. وهم من العقيليين العامريين القيسيين.. ومنها أعلام خالدون فى كل مكان كالشاعر الأموي توبة الخفاجي.. والأمير ابن سنان الخفاجي المتوفى 466هـ.. والشهاب الخفاجى المصرى المتوفى 1069هـ .

- التحق بكلية اللغة العربية بالقاهرة وهى إحدى كليات القمة بالجامع الأزهر عام 1936.. وتخرج منها عام 1940.. نال شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر عام 1946 برسالته عن الشاعر العباسي عبد الله بن المعتز.. عمل أستاذا بجامعة الإمام محمد بن على السنوسي بليبيا 1963-1966.. أستاذاً بجامعة الإمام محمد بن سعود بالسعودية 1969-1972.. ثم أصبح عميدًا لكلية اللغة العربية بأسيوط فى الفترة 1974-1978.

- عاش الخفاجى حياته فى محاولات مستمرة للكشف عن ذاته وللبحث فى اكتشاف نفسه.. بدأ يبحث عن أصوله العربية فى كتابه "بنو خفاجة وتاريخهم السياسي والأدبي".. ثم يردف إلى المعهد الذى شكل كيانه الفكري والثقافي ويعد كتابه "الأزهر فى ألف عام" مرجعاً لكل الباحثين والدارسين.. ثم يردف إلى دائرة أوسع فيتناول تاريخ وطنه الكبير فى كتابه الذائع "مواكب الحرية فى مصر الإسلامية".. وعن تاريخها الأدبي فى كتابه "قصة الأدب فى مصر" الذى صدر فى خمسة أجزاء.. وعن تاريخها الروحي فى كتابه "التراث الروحي فى مصر".. وعن أدب بلاده المعاصرة يكتب "قصة الأدب المعاصر" فى أربعة أجزاء.. و"الشعر والتجديد".. و"مع الشعراء المعاصرين".. و"دراسات فى الأدب والنقد".. و"فصول من الثقافة المعاصرة".. وعاد إلى الآداب العربية يدرسها ويكتب فيها فصدر له: "قصة الأدب فى الحجاز".. و"قصة الأدب فى ليبيا" فى ثلاثة أجزاء.. و"قصة الأدب فى الأندلس" فى خمسة أجزاء .

- وقد أثنى عليه جميع أدباء عصره.. فى مقدمتهم الدكتور أحمد زكى أبو شادي رائد مدرسة "أبوللو" فى فترة مبكرة فى حديث له أذيع فى صوت أمريكا عام 1953:

"الخفاجى ظاهرة فذة شائقة فى الوراثة والإطلاع والاستقراء والإنتاج فهو سبط الأديب الكبير نافع الخفاجى وهو من أسرة بني خفاجة التى تنتمي الى أصول عربية قديمة ومنهم الأمراء الخفاجيون فى الكوفة وفى حلب.. والأستاذ خفاجي ليس لغوياً ولا أديباً فحسب.. بل هو شاعر أيضاً شأنه فى ذلك شأن الدكتور طه حسين وذلك على جانب ثقافته الواسعة التى تلتهم كل معرفة ميسورة.. كان طابع مؤلفاته شعرياً جميلاً مع الحرص على الدقة العلمية فى الوقت ذاته ولذلك نالت تصانيفه احتراماً عاماً فى جميع الأوساط الأدبية ببلاد المغرب وفى دوائر الاستشراق".

- ظل الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي يبحث ويؤلف ويكتب بالمجلات ويهتم بأشجان اللغة والآداب الرفيعة.. ويلتقي الناس فى المنتديات والمؤتمرات حتى توفي في مارس 2006م.. رحمه الله رحمة واسعة .

 

  بقلم: د. يسري عبد الغني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم