صحيفة المثقف

مني منكم.. وإليكم

زهرة الحواشيهذه أشعاري اقرأوها

واحفظوها.... ورددوها

فهي مني و منكم

وإليكم

 

 ازرعوها سلاما من أجل السلام

لمن زرع السلام

سنابل قمح

و ورودا

و مزاهير غرام

 

و ازرعوها عواصف عاتيات

لمن زرع الآلام

 

هاذي خواطري

حروفها من مواجع وطني

من تونس الخضراء

من دماء الشهداء

 

 فدماؤهم مزروعة

مزرعة

مجرحة

ملحمة.. تخطها الأيام

 

دماؤهم

تحت لحاف ترابك يا خضراء

تتحسس أرجل المارين عليها

تستطلع الأقدام

 

دماؤهم دماؤنا

لا استنكار

ولا استنفار

ولا احتدام

 

دماؤهم تزهر كل ديسمبر

عاما بعد عام

بعد عام

 

فتحمل عطرها ريح الفقارى

والحيارى

تهدهدها الأحلام

 

هاذي حروفي أخطها

ذوابل أوجاعي ...سللتها

فاخطفوها

واحرقوها

وانفخوا ذر رمادها

رمدا.. في أعين الحكام

 

فتستحيل عيونهم عميا

خرابا

وركام

 

هم دمروا أحلامنا

هم كسروا أقلامنا

هم جوعوا أبناءنا

هم طمسوا آفاقنا

واستلبوا خبزة الأيتام

 

هم زوروا التاريخ

هم دلسوا السجلات

و المحافظ

و الشهائد

وأعداد الإمتحانات

وحرفوا التأريخ

 

 انتهكوا المكاتب

ووزعوا الحقائب

وتقاسموا الغنائم

وتفرعنوا

وتثعبنوا

ونصيبنا السموم.. والفحيح

 

كنوزهم من فقرنا

وفقرنا من ظلمهم

قصورهم من قهرنا

وجوعنا من فرزهم

 

غرباء نحن

في عقر ديارنا

خلف أبوابنا

تحت حيطاننا البالية

وسط بطوننا الخاوية

 

 نحن الكادحون

نحن المنتجون

نحن ملح الأرض

نحن صون العرض.. حماة الديار

 

بأظافرنا نزرع السنابل

بسواعدنا نرفع الأحجار في المناجم

ونحيلها دررا

جواهر

 

فيقبلون

كآكلات الجيف

كالوباء

كالكواسر...

 

كالوباء يقبلون

يلهفون

ويغنمون... وينعمون

 

ويتركون لنا الأوهام

فهم الحكام

 

فاغرزوا من جوعكم شوك السنابل

واسقطوا من بؤسكم حجر المناجم

رمدا

في أعين الحكام

***

زهرة الحواشي

من كتاب رأسي في قفص الاتهام

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم